وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"مدى": استمرار تدهور حالة الحريات الإعلامية خلال أيلول الماضي

نشر بتاريخ: 05/10/2011 ( آخر تحديث: 05/10/2011 الساعة: 12:20 )
رام الله- معا- استمر تراجع مستوى الحريات الإعلامية في الأراضي الفلسطينية خلال شهر أيلول الماضي الذي شهد مزيداً من الانتهاكات بحق الصحفيين، خاصةً من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي التي اعتدت على الصحفيين بقنابل الغاز الحديدية والرصاص المطاطي أثناء تغطيتهم للمسيرات السلمية الأسبوعية في مدن الضفة الغربية، بالإضافة إلى اعتداءات المستوطنين والشرطة الإسرائيلية.

ولم تتوقف الأجهزة الأمنية الفلسطينية عن مضايقاتها للصحفيين الفلسطينيين خلال الشهر الماضي، حيث تم استدعاء العديد من الصحفيين للتحقيق، بالإضافة إلى منع آخرين من التغطية خاصةً منع الصحفيين من تغطية خطاب الرئيس أبو مازن في الأمم المتحدة بغزة، ومحاكمة صحفي على خلفية نشره تعليقا نقديا على صفحة موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك".

وفي ظل هذا الوضع المتردي للحريات الإعلامية، رحب مركز "مدى" بتبرئة الصحفي علاء الطيطي من التهم المنسوبة له بتاريخ 20/9/2011، حيث كان يمثل أمام المحكمة في مدينة الخليل منذ شهر تشرين الأول للعام 2008، بتهمتي تعكير وحدة الصفاء بين عناصر الأمة وخلق النعرات الطائفية بالعمل مع فضائية الأقصى. وفي هذا الصدد فإن مركز مدى يشيد بعدالة القضاء الفلسطيني ويطالب بعدم المماطلة في جلسات محاكمة الصحفيين لفترات طويلة ترهقهم وتعطّل عملهم.

واشار مركز مدى إلى أهمية تسهيل عمل الصحافيين الأجانب في قطاع غزة وعدم وضع المزيد من الإجراءات والقيود على عملهم الصحفي، حيث قال مراسل إذاعة "بي بي سي" جون دونيسون حسب ما ورد على موقع بي بي سي إلى أنه تم إيقافه على معبر بيت حانون وإخباره بأنه يجب أن يسجّل على موقع وزارة الداخلية قبل خمسة أيام من قدومه حتى يسمح له بدخول القطاع، ولكن دونيسون بقي منتظراً على الحاجز لفترة ومن ثم تم السماح له بالدخول.

أولاً- الانتهاكات الإسرائيلية: استهداف الصحفيين في المسيرات الأسبوعية

اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي ظهر يوم الجمعة الموافق 9/9/2011 على طاقم تلفزيون فلسطين – المراسل هارون عمايرة والمصور فادي الجيوسي- أثناء تغطيتهما للمسيرة الأسبوعية في منطقة بلعين قرب مدينة رام الله. وألقى أحد جنود الاحتلال قنبلة غاز على مصور الوكالة الأوروبية علاء بدارنة أثناء تغطيته لاعتداء المستوطنين على منطقة قصرة (جنوب شرق نابلس)، يوم الجمعة الموافق 16/9/2011، حيث أصيب بجروح متوسطة في يده اليمنى. كما ألقت قوات الاحتلال الإسرائيلي قنبلة حديدية على مصور وكالة "لا ديسك" الفرنسية كريس هوبي (36 عاماً) أثناء تغطيته لإحداث مسيرة النبي صالح الأسبوعية (شمال غرب مدينة رام الله) يوم الجمعة الموافق 2/9/2011، مما أدى إلى إصابة رجله اليمنى إصابة مباشرة وأحدثت ثقباً فيها، كما أصيب المصور الصحفي الحر غسان بنورة برصاصة مطاطية في فخذه الأيسر أطلقها أحد جنود الاحتلال عليه أثناء تغطيته للمواجهات على حاجز قلنديا في مدينة رام الله.

انتهاكات أخرى لقوات الاحتلال والمستوطنين:

سلّمت شرطة الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس المصور الحر أحمد جلاجل قراراً بمنعه من دخول المسجد الأقصى لمدة 15 يوماً، وذلك يوم الأربعاء الموافق 28/9/2011، على خلفية تغطيته لاعتداء أحد أفراد الشرطة على شاب مقدسي في ساحة المسجد الأقصى. فيما أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن مدير مكتب الجزيرة في أفغانستان سامر علاوي بعد 49 يوماً من الاعتقال، جرّاء صفقة بين دفاع علاوي والنيابة العسكرية الإسرائيلية يعترف بموجبها علاوي بتهمة التآمر من خلال تقديم خدمة لمنظمة معادية لإسرائيل، في إشارة إلى حركة حماس التي اتهمته إسرائيل في السابق بالانتماء إليها، مقابل أن تفرج عنه المحكمة.

وفي مدينة نابلس ألقى أحد المستوطنون الإسرائيليون على مصور وكالة وفا أيمن النوباني حجراً كبيراً بشكل متعمّد فأصاب صدره، وذلك أثناء تغطيته لاعتداءات المستوطنين على أهالي قرية العصيرة بالقرب من مدينة نابلس يوم الثلاثاء الموافق 20/9/2011. فيما قام شخص مجهول بإلقاء حجر كبير على مصور وكالة APA والوكالة الصينية معمر عوض مما أدى إلى إصابته بجرح كبير في الرأس بعد تغطيته لمواجهات بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وأهالي منطقة رأس العامود في مدينة القدس، يوم الجمعة الموافق 23/9/2011، حيث يعتقد عوض أنه تابع لقوات الاحتلال الإسرائيلي بسبب تغطيته لقيام جنود الاحتلال بضرب شاب فلسطيني على رجليه بقوّة واعتقاله.

ثانياً- الانتهاكات الفلسطينية: استدعاء عدد من الصحفيين للتحقيق

استدعى جهاز المخابرات الفلسطيني في مدينة بيت لحم مصور فضائية الأقصى أسيد عمارنة للتحقيق يوم السبت الموافق 10/9/2011. كما استدعى الجهاز في مدينة رام الله الصحفي الحر معاذ مشعل للتحقيق، فيما قام جهاز الأمن الوقائي باقتحام مكان سكنه في مدينة نابلس ومصادرة بعض من مقتنياته الشخصية. واستدعى جهاز الأمن الوقائي في مدينة الخليل أيضاً منتج البرامج في تلفزيون فلسطين يونس حساسنة للتحقيق يوم الخميس الموافق 21/9/2011. وفي مدينة قلقيلية تم استدعاء الكاتب عصام شاور للتحقيق، يوم الأربعاء الموافق 21/9/ 2011 من قبل جهاز الوقائي أيضاً.

انتهاكات أخرى:
لم تقتصر الانتهاكات على الاستدعاء للتحقيق، فقد منع أفراد من أمن المباحث التابعة للحكومة المقالة في غزة الصحافيين من تغطية عرض لخطاب الرئيس محمود عباس في الأمم المتحدة في معرض "الجاليري" في مدينة غزة، ومنع ضابط أمن يعمل في مقر منظمة التحرير الفلسطينية في رام الله يوم السبت الموافق 17/9/2011، طاقم تلفزيون وطن (المراسل أيسر البرغوثي والمصور أحمد زكي) من التصوير في محيط مقر المنظمة رغم تلقيه دعوة لتغطية مؤتمر صحفي لمسؤول العلاقات الخارجية في حركة فتح الدكتور نبيل شعث. كما تمت محاكمة مدير راديو بيت لحم 2000 جورج قنواتي على خلفية شكوى قُدِمت ضده من قبل محافظ بيت لحم عبد الفتاح حمايل بتهمة الذم والتحقير. بعد قيامه بنشر تعليق نقدي لعمل مديرية الصحة في محافظة بيت لحم على صفحته في الموقع الاجتماعي "فيسبوك"، يوم الخميس الموافق 8/9/2011.

الخاتمة والتوصيات:
إن المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى) يستنكر مجدداً جميع الاعتداءات على الصحفيين في الأراضي الفلسطينية وخاصةً الاعتداءات الإسرائيلية التي تشكّل خطراً على حياتهم وتمس بقدرتهم على تغطية الأحداث. ويشدد على ضرورة تدخّل المجتمع الدولي لحماية الصحفيين أثناء قيامهم بواجبهم الإعلامي ومحاسبة المعتدين عليهم، حيث أن قوات الاحتلال تستمر في اعتداءاتها على الحريات الإعلامية دون أي رادع، مما يشجعها على ارتكاب المزيد منها.

كما يستنكر مركز مدى الانتهاكات الفلسطينية بحق الصحفيين، ويطالب الجهات المعنية بوضع حد فوري لها وبمحاسبة مرتكبيها، ويؤكد على ضرورة السماح للصحفيين الفلسطينيين والأجانب بالعمل بحرية، وينظر بخطورة إلى محاولات تقييد عمل الصحفيين الأجانب في قطاع غزة، والمحاولات المتكررة لمنع الصحفيين من تغطية أحداث معينة مثل عرض خطاب الرئيس أبو مازن في الأمم المتحدة في غزة.