وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مدارس القدس المحتلة: الاضراب يهددها بالسقوط بين فكي التهويد

نشر بتاريخ: 02/11/2006 ( آخر تحديث: 02/11/2006 الساعة: 14:57 )
القدس- معا- ( تقرير اخباري) حذر مسؤولون تربويون وأولياء أمور طلبة في العديد من مدارس القدس المحتلة التابعة لوزارة التربية والتعليم الفلسطينية أو ما يطلق عليها مدارس الأوقاف من مخاطر انهيار المؤسسة التعليمية الفلسطينية في المدينة المقدسة وسقوطها بين فكي سياسة التهويد الإسرائيلية والتي زادت خطورة مع استمرار اضراب المعلمين عن التدريس في هذه المدارس, ما دفع بالعديد من أولياء أمور الطلبة الى نقل ابنائهم الى مدارس تابعة لوزارة المعارف الإسرائيلية ولمدارس يديرها جهاز التعليم الإسرائيلي التابع لبلدية الإحتلال في القدس.

وكشف محمد صوان رئيس الإتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين لـ "معا" النقاب عن محاولات قامت بها البلدية الإسرائيلية للقدس مؤخرا لدى العديد من المدارس في المدينة المقدسة لبسط سيطرتها وهيمنتها عليها من خلال عروض مالية قدمت لإداراتها ولمعلميها للإنتقال والعمل تحت إشرافها, فيما جرت محاولات لاستقطاب بعض المعلمين من ذوي الكفاءة والخبرة لترك وظائفهم في جهاز التعليم الفلسطيني والعمل في جهاز التعليم التابع للبلدية في مقابل رواتب عالية.
ويضيف صوان:" لم تكن عروض البلدية وحدها الخطر الذي بات يهدد المدارس الفلسطينية في القدس بالانهيار بل انتقال أعداد كبيرة من الطلبة اما لمدارس البلدية أو لمدارس خاصة وأهلية ما يعني اغلاق حتى لو انتظمت الدراسة فيها لاحقا".

ولتدارك انهيار هذه المدارس أو التسبب باغلاقها بادر أولياء أمور العديد من الطلبة الى تشكيل لجان خاصة في كل مدرسة وقامت هذه اللجان بوضع خطط طواريء لتسيير عمل المدارس بما في ذلك دفع مبالغ رمزية للمعلمين من خلال تبرعات جمعت من أولياء أمور الطلبة.

كما يفيد بذلك على العناتي عضو لجنة أولياء الأمور في هذه المدارس، مؤكدا أن هذه اللجان ستواصل اسناد المعلم ومساعدته على القيام بمهامه الى أن تحل جذريا مشكلة الرواتب.وشدد العناتي على أن هذه اللجان لا تتبع لأي جهة سياسية وقد قامت لإنقاذ العملية التعليمية في مدارس القدس ومنع انهيار هذه المدارس.

واستنادا لمعطيات الإتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين التي يوردها صوان فان جهات الإشراف على المدارس في القدس تتوزع على الأوقاف الإسلامية، وكالة الغوث الدولية، والمؤسسات الدينية الإسلامية والمسيحية ولجان الزكاة والجمعيات الخيرية والأفراد المستثمرين، حيث تشرف الأوقاف على 37 مدرسة يدرس فيها 11796طالبا وطالبة, فيما تشرف وكالة الغوث على 6 مدارس يدرس فيها 3548 طالبا وطالبة، بينما تشرف المؤسسات الدينية الاسلامية والمسيحية ولجان الزكاة والجمعيات الخيرية على 41 مدرسة يدرس فيها 13251 طالبا وطالبة، في حين تشرف البلدية الإسرائيلية على 43 مدرسة يدرس فيها نحو 50 الف طالب وطالبة.

ويشير صوان الى أن اجمالي عدد المعلمين في هذه المدارس مجتمعة يصل الى 4431 معلما ومعلمة.

ويوضح رئيس الإتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين الى أن خصوصية الواقع التعليمي في القدس يفرض معاملة استثنائية خاصة حتى لا نستيقظ ذات صباح لنجد أننا فقدنا واحدا من أهم قطاعاتنا الوكنية في القدس، مؤكدا أن المعلم الفلسطيني في هذه المدارس هو عمادها وأساسها وبدون دعمه وتوفير متطلبات العيش الكريم له فن الإنهيار حتمي لامحالة.

ويلخص صوان الصعوبات التي تواجه مدارس القدس أو ما يطلق عليها مدارس الأوقاف بانعدم وجود أبنية خاصة بهذه المدارس بل أن كل ما هو قائم عبارة عن بيوت سكنية غير مؤهلة لا ستيعاب الطلاب بأعداد كبيرة، وتزدحم صفوفها بأعداد ضخمة من الطلاب، وتفتقر الى الساحات والملاعب، ونصف هذه المباني مسأجرة وتزيد ايجاراتها عن 600 ألف دولار. كما يبلغ معدل الكثافة الصفية فيها 0,9 متر مربع، وفي بعض المدارس يقل عن نصف متر مربع للطالب الواحد.

في حين تفتقر الكثير من المدارس الى وجود مكتبات أو مختبرات علوم وحاسوب ..اما لضيق المكان أو لعدم توافر الامكانيات. كما تعاني من نقص حاد في التخصصات الأساسية مثل اللغة الإنجليزية، الرياضيات، والفيزياء.

وقد تسبب جدار الفصل العنصري والحواجز العسكرية حول القدس بمنع المعلمين من حملة بطاقة الضفة الغربية من الإلتحاق بأماكن عملهم في مدارس المدينة المقدسة ما ساهم في تفريغها من كادرها المؤهل.

ويقدر صوان احتياجات قطاع التعليم في القدس حتى يمكنه النهوض بمسؤولياته بنحو عشرة ملايين دولار لتغطي ايجارات المباني ورواتب المعلمين، وتحديث المدارس القائمة وجعلها صالحة للإستخدام.