وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الرئيس: انا لن اتملق امريكا ونحن ندرس كل الخيارات ولن اتكلم عنها

نشر بتاريخ: 07/10/2011 ( آخر تحديث: 07/10/2011 الساعة: 16:05 )
كازبلانكا- سانتو دمينيكو- موفد معا- قبل ان يغادر الرئيس عباس فرنسا متجها نحو كازبلانكا (الدار البيضاء) في المغرب، ومن هناك الى جمهورية الدومنيكان بامريكا الوسطى عقد مؤتمرا صحافيا أجاب فيه على أسئلة وكالات الإنباء المحلية.

وقد لوحظ ان نخبة من ابناء الجالية الفلسطينية من المانيا والنمسا وسلوفاكيا وبلجيكا قطعوا نحو 8 ساعات سفر بسيارتهم لاستقبال الرئيس ومصافحته، فيما كان عند وصول الرئيس ستراسبورغ عزام الأحمد وقيس عبد الكريم وبسام الصالحي امين عام حزب الشعب والوزيرة ربيحة دياب وإبراهيم خريشة، إلى جانب سفيرة فلسطين في بلجيكا ليلى شهيد وسفير فلسطين في فرنسا هايل الفاهوم، وبدا الفلسطينيون وهم يرفعون صور الرئيس عباس ويرتدون الكوفيات الفلسطينية، بدوا متأثرين جدا بخطاب الرئيس في نيويورك وهم في معنويات عالية جدا.

ومن بين عشرات الأسئلة التي طرحتها وكالات الإنباء كانت وكالة "معا" حاضرة ووجهت سؤالها للرئيس، والى قراء معا هذا الملخًّص عن إجابات الرئيس، حيث بدت أوروبا أكثر دفئا من أمريكا، بل ان وسائل الإعلام الأوروبية كانت في غاية الود واللطافة مع الرئيس عباس ووصفوا خطابه بالجريء والداعم للحرية والاستقلال وترسيخ السلام الحقيقي.

وكالة اسوشيتد برس الأمريكية سألت الرئيس عباس عن ازدياد غضب الفلسطينيين ضد امريكا والى اين سيصل هذا الغضب؟ ورد ابو مازن ان هذه ليست اول مرة نختلف فيها مع الأمريكيين، واكّد اننا مختلفون معهم حول قضية الدولة ولكننا شعب حضاري وغضبنا سلمي ولم ولا نريد ان نعبّر عن هذا الغضب الا بالطرق الحضارية، مؤكدا ان الشعب الفلسطيني يختلف عن باقي الشعوب بانه صاحب تجربة واشكال تعبير مميزة تجاه قضاياه. غضبنا حضاري وسبق واختلفنا مع امريكا ولم يحدث مكروه.

واضاف الرئيس: اقول وبصراحة ان تهديدات الكنغرس بقطع او تقليص المعونات للشعب الفلسطيني لا تساعد في دعم السلام، وانا لا انكر ان علاقتنا جيدة مع امريكا لكن الأخيرة حليفة لاسرائيل. وانا هنا أريد ان أؤكد اننا لا نتملق للامريكيين وانما نقول ما لنا وما علينا فهم يساهمون في دعم السلطة لكن ها ايضا من اجل مصلحة إسرائيل ومصلحة استقرار السلام وان قطع هذه المعونات لن يخدم السلام ولا اسرائيل. وذكّر الحاضرين ان العلاقة لم تنقطع مع امريكا وان وزير الدفاع الأمريكي زاره في رام الله قبل ايام.

وتوقع الرئيس ان يستغرق مجلس الامن اقل من شهر لاصدار قرار بشأن عضوية دولة فلسطين، واستطرد ان لدينا على الاقل 128 دولة تعترف بفلسطين ولا يزال الامر مستمرا.

وردا على وكالة انباء برتغالية لم يخف الرئيس امله ان تسارع البرتغال الى حسم امرها لصالح دولة فلسطين بدل الامتناع، وردا على سؤال حول خطاب اوباما قبل سنتين في مصر وسلوكه على ارض الواقع بعدها قال ابو مازن: لا شك ان هذا كان مخيبا للآمال ومخالف لوعودات اوباما السابقة.

وكذلك وردا على سؤال لتلفزيون المعلومات التركي قال الرئيس ان تركيا تربطها علاقات قوية مع اسرائيل منذ الخمسينيات وهي الان تختلف معها، وقد لعبت تركيا وسيطا بين سوريا واسرائيل قبل سنوات وكان هذا بمعرفتنا ولعبت دورا في المصالحة وفي غيرها، وشدّد الرئيس على ان اسرائيل يجب ان تعتذر لتركيا عما فعلته بسفينة مرمرة وسقوط الشهداء الاتراك لان تركيا تستطيع ان تلعب دورا مهما في السلام.

وردا على سؤال وكالة "معا" قال الرئيس ان الديمقراطية والمستوطنين أمران مختلفان تماما، بل ومتعارضان، فالمستوطنون يحملون عقلية إيديولوجية إرهابية، مساجدنا احرقوها حتى في داخل إسرائيل وخلعوا الأشجار وهذه الاعتداءات ستخلق الأحقاد وتأخذ الصراع الى ابعد من صراع سياسي وتبعد عنا خيار السلام، ففي كل يوم اعتداء وفي كل يوم إحراق مزارع وحقول والمواطن الفلسطيني، يتساءل لماذا انا والسلطة لا نستطيع حمايته من هذه الاعتداءات وسيفقد الآمل بالسلام والسلطة. وهو مار محفوف بالمخاطر.

وردا على سؤال لفرنسا 24 رفض الرئيس الافصاح عن مخططاته وافكاره المستقبلية، لكنه عقّب على تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية كلينتون وانها ضد عضوية فلسطين في اليونسكو وقال "انا لا افهم ماذا يريدون ولماذا يعارضون عضويتنا في كل المحافل الدولية وهل هذه السياسة في صالح السلام !!!!".

وأردف متسائلا: فقط ليشرحوا لنا لماذا هم ضدنا؟ ولماذا ضد عضويتنا في اليونسكو؟ وبعد ضغط الصحافيين على الرئيس حول ردود الفعل على أي فيتو أمريكي قال ابو مازن: نحن شعب حضاري ومتعلم ونحن ندرس كل الخيارات ولكنني لن اتكلم عنها أمامكم.

وفيما يتعلّق بثورات الشعوب العربية ضد الطغاة، ومن هو الطاغية في فلسطين قال الرئيس ان الطاغية هو الاحتلال والمستوطنين، وان الربيع الفلسطيني بدأ في شهر اذار من العام الجاري ورفع مئات الاف الشباب في فلسطين شعارين الاول الشعب يريد انهاء الانقسام والثاني الشعب يريد انهاء الاحتلال.

وهما شعاران واضحان لا لبس فيهما ولا يحتاجان إلى تفسير أجنبي.

وقال الرئيس بصوت عال: لو اراد الناس اسقاط السلطة فهذا حقهم لكنهم يريدون انهاء الاحتلال وليس الاقتتال الداخلي والانقسام وعلى إسرائيل ان تفهم ان الشعب الفلسطيني متعلم وواع وانه قرر انهاء الاحتلال.