|
نادي الصحافة بالقدس- باحث يحذر من انتشار ظاهرة التعاطي والادمان
نشر بتاريخ: 08/10/2011 ( آخر تحديث: 08/10/2011 الساعة: 13:47 )
القدس - معا - رسم الباحث في مجال التدخل العلاجي والوقاية من المخدرات علاء خروب صورة قاتمة لظاهرة انتشار وتعاطي وادمان المخدرات في القدس وباقي الاراضي الفلسطينية في ظل سيادة ثقافة التحرج والنبذ والحساسية ونظرة المجتمع الى هذه الظواهر السلوكية وما تشكله من اضطرابات نفسية وتحديات مجتمعية وعدم تقبل مواجهتها بصراحة وبطريقة مباشرة مما يؤدي الى تفاقمها وصعوبة ايجاد حلول سريعة وناجعة لها.
وأكد خروب في لقاء الاربعاء لنادي الصحافة – نقابة الصحفيين الفلسطينيين في مقهى الكتاب الثقافي- المكتبة العلمية وبمساهمة رعوية من مجموعة حمودة الاستثمارية في القدس، ان المخدرات تعتبر في مجتمعنا من ضمن قائمة الممنوعات والمحرمات على غرار مادة التربية او الثقافة الجنسية وغير ذلك. |148975| واشار انه وفق برنامج الامم المتحدة لمكافحة المخدرات تحتل منطقة الشرق الاوسط سواء في آسيا او افريقيا نسبة كبيرة من متعاطى المخدرت في العالم وعددهم قرابة 200 مليون، ارتفع عددهم خلال عامين فقط 15 مليون، ورغم صعوبة رصد حجم هذه الظاهرة في الاراضي الفلسطينية، قال انه حسب احصاءات جهاز الاحصاء المركزي الفلسطيني، فإن هناك حوال 43 الف متعاطي في الاراضي الفلسطينية ثلثهم في القدس اي ما يعادل 12 الف شخص في حين ان االارقام الواردة من وزارة الرفاه الاسرائيلية تتحدث عن 3 الاف مدمن و7 الاف متعاطي مخدرات. |148976| وحذر من تنامي هذه الظاهرة اضافة الى التدخين بين الشبان وطلاب المدارس الذين تشكل نسبتهم 12% بين اعمار 15-24 عاما وهي نسب غير قليلة من الذين جربوا المخدرات لمرة واحدة بجميع انواعها من ماريوانا وحشيش ومشروبات روحية واساءة استخدام العقاقير، والمقلق في الامر ان نسبة التعاطي في القدس تفوق النسبة لدى الاسرائيليين بـ 3%. واوضح ان برامج الوقاية من المخدرات في مدارس القدس محدودة جدا في حين ان برامج التدخل في الجانب الاخر اكبر بكثير، وهي عبارة عن 30 مؤسسة لعلاج الادمان في حين توجد فقط 3 مؤسسات فلسطينية في حدود مدينة القدس. |148977| وتطرق الى بعض اسباب تعاطي المخدرات بدء من التربية الخاطئة والمشاكل في المدارس وما يتبعها من انحرافات سلوكية من بينها تعاطي المخدرات ومشاكل الطفولة والعلاقة مع الام والاب والرؤيا الاجتماعية والثقافية للمستقبل والتدهور الحاصل في القيم وضعف الوازع الديني والفقر والبطالة والمحيط البيئي الى درجة يقال فيها بسخرية ان الخبز يمكن ان ينقطع في حين ان المخدرات من الصعب ان تنقطع، اذ ان التجارة العالمية للمخدرات والمشروبات الكحولية تصل نسبتها 12 % وتنتشر ويتم التداول بها بين قارات العالم. |148978| ونوه الى اضرارها الصحية والنفسية والبدنية على جسم الانسان وما تلحقه من اذى في الجهاز العصبي والدماغ والمناطق المسؤولة عن التفكير والشعور والذاكرة والادراك وما يصاحب ذلك من هلوسة وهذيان والاقدام على الانتحار وتأثيراتها السلبية على الجهاز النفسي والرئتين والقلب والكبد والمناعة والقدرة على الانجاب ونقل الامراض كالايدز والتهاب الكبد الوبائي. وعدّد بعض اصناف المواد المخدرة مثل القنب الهندي والماريوانا والبانغو والحشيش محذرا من ان الادمان النفسي عليها اخطر من الادمان الجسدي وعقاقير الهلوسة المنشطة او ما يعرف " بحبوب الحب " وحبة الترب – الطوابع وزهرة الخشخاش المشهورة في افغانستان والهيروين والكوكايين والكحوليات وطرق تناولها واخفائها من كبسولات البلع ، بل وصل الامر الى درجة اخفائها بين طيات الكتب المقدسة. وشكك الكاتب نبيل الجولاني في الاحصائيات الرسمية حول هذه الظاهرة واعتقاده ان هناك مبالغة فيها في ظل منظومة القيم والتماسك الاجتماعي في مجتمعاتنا العربية وان القدس مثلها مثل باقي المدن الفلسطينية الاخرى رغم اغراقها بالمخدرات بتسهيلات من الجانب الاسرائيلي بسبب الاستهداف والاستلاب الثقافي. |148979| وتساءل الكاتب الروائي عيسى قواسمي عن نسبة الاشخاص المدمنين الذين يمكن انقاذهم وعلاجهم من هذا الوباء والمرشد التربوي راتب حمد عن نسبة الذكور الى الاناث في هذا المجال والناشط المجتمعي حاتم خويص عن المؤامرة التي تحاك ضد شبابنا في القدس بدعم وتشجيع جهات رسمية اسرائيلية تسعى الى تفكك المجتمع المقدسي حتى تسهل السيطرة عليه واخضاعه الى مشاريعها السياسية الخطيرة. وطالبت الكاتبة الصحفية ريم المصري بوضع آليات لمعالجة هذا الواقع المؤلم وعدم الاكتفاء بتشخيص الظاهرة فقط ؟ وروى الخبير السياحي محمود دبش من واقع مشاهداته المآسي التي تصيب الشبان من جراء مضاعفات المخدرات والامراض المصاحبة لها وأعرب عن نيته المساهمة في التوعية حول مخاطر المخدرات مركزا على ضرورة الوقاية قبل الوقوع في مصيبة المخدرات. ودعا المهتمان في مكافحة المخدرات احمد عوض ونعيمة عوض المدرسان في المانيا الى وجوب التوعية حول هذه الظاهرة ومكافحتها بكافة السبل والوسائل خصوصا في المدارس ومن خلال لجان اولياء امور الطلبة خاصة وانها تلقى تشجيعا من الطرف الاخر لتخريب اجيال كاملة من ابنائنا . وتساءل عماد منى عن سبب انتشار الظاهرة في المناطق الفلسطينية غير القدس رغم وجود قانون وسلطة تنفيذية؟ وأجمل الباحث خروب ردوه على الاسئلة والملاحظات المثارة بأن هناك خطة ودراسة للوقاية والتدخل العلاجي تحت الطبع وهي نتاج خبرات ميدانية وتبادل خبرات مع دول مثل المانيا ولبنان والاردن وغيرها وتطرق الى وجود اجندة واهداف معينة عند بعض الجهات الرسمية من خلال التعاطي مع هذه الظاهرة بما يخدم اجندتها ومشاريعها في المنطقة. وذكر ان انتشار ظاهرة بيع وتعاطي المخدرات تتركز على خطوط التماس بين المناطق والمعابر والجدارن العازلة التي لا تستطيع الاجهزة الامنية الفلسطينية الوصول اليها بحرية مما يحد من قدرتها على التنفيذ. ورأى ان نسبة النجاح في العلاج ضئيلة لا تشكل سوى 5% لذلك لا بد من التركيز على الوقاية قبل الوقوع في الادمان والمرض وخراب البصرة ومن ثم صعوبة الفكاك منه؟ وأكد ان نسبة انتشار المخدرات بين الفتيات ضئيلة جدا وحث على المزيد من برامج التوعية للاهل والشباب وتأهيل قيادات شابة تدير حملات توعية تطوعية لمحاربة هذه الآفة وانعكاساتها وتداعياتها الخطيرة على المجتمعات، وقرر ان هناك نظرة تمييز عنصري في التعاطي مع هذه الظاهرة بين يهود وعرب. وطالب الاعلام بأخذ دوره في التوعية وان هناك حوالي 50 مدمنا متعافيا في القدس لم يعد لهم مقر يأويهم بعد رحيل امير القدس فيصل الحسيني، ثم جرى عرض فيلم قصير عن مآسي المخدرات واثارها التدميرية بعنوان – ودّع حلمك -. وادار الحوار محمد زحايكة رئيس نادي الصحافة في القدس. |