وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مركز ابن باز الخيري يعقد جلسة عمل حول هموم وقضايا الشباب

نشر بتاريخ: 08/10/2011 ( آخر تحديث: 08/10/2011 الساعة: 17:42 )
الخليل- معا- عقدت ورشة عمل في مركز ابن باز الخيري لمجموعة من المهتمين بقضايا الشباب وذلك لمناقشة هموم الشباب وقضاياهم الأكثر إلحاحا في هذه الفترة ضمن التوجهات لتحقيق الأهداف والغايات التي يسعى الشباب لانجازها من خلال العمل المشترك خدمة لهم.

وضم هذا الاجتماع العديد من الشخصيات داخل بلدة السموع بمختلف تخصصاتهم المهنية و أدوارهم في المجتمع.

رئيس المركز الشيخ إسماعيل ربعي، رحب بالحضور و أكد على ضرورة تركيز الضوء على قضايا الشباب داخل المجتمع و النظر إليهم كشركاء لتحقيق عجلة التنمية الأمر الذي يتطلب كسر حاجز الخوف و الخجل و العمل على محاربة ثقافة العيب التي تجعل العديد من الشباب يحجم في أخذ دوره الريادي داخل المجتمع، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن المركز يفتح أبوابه للشباب قدر استطاعته و أنه شريك لهم في مشاريعهم و برامجهم و مساند لها ولن يأل جهدا في توفير ما يلزم للنهوض بالحركة الشبابية داخل البلدة و خارجها .

من جهته أشار الناشط الشبابي جمال الحوامدة بأن البلدة تعاني من نقص في مراكز التوعية و التثقيف مما يساهم في تفاقم العديد من المشاكل التي يمكن حلها من خلال توفير هذه المراكز، مشيرا إلى أن المجتمع يكون أحيانا يكون له دور سلبي في قضايا الشباب فمثلا غلاء المهور و الثقافة السائدة من ارتفاع تكاليف الزواج تعود في مجملها إلى ثقافة المجتمع الدارجة التي تقيد الشباب وتثقل كاهلهم، الأمر الذي أكده التاجر أبو ناظم الحوامدة، مشيرا إلى أن وقت الشباب يذهب سدى و لابد من إعادة صياغة ثقافة الشباب من خلال هذه المراكز.

الشاب لقمان أبو التوم عبر عن ضرورة وجود مشاريع نوعية داخل البلدة تفتح فرص العمل للشباب وتساهم في دخول زوار إلى البلدة ، كون السموع تقع في أقصى الجنوب الفلسطيني وهي بلدة شبه نائية و محرومة من الكثير من الخدمات و المرافق فلو تم التكاتف بين المؤسسات و التجار لإنجاح هذا الأمر سينعكس بدوره على الشباب وفتح فرص العمل الأمر الذي سيكون له دور في حل مشاكل الكثير الشباب.

الممرض فؤاد الدغامين أشار إلى مسيرة الشباب التي تبدأ من الأسرة و ما تعانيه الأسرة اليوم من ضعف في التنشئة والاهتمام بالطفل ، مرورا بالمدرسة التي تعاني هي الأخرى و تفقد يوما بعد يوما دورها الريادي في إنشاء جيل مثقف وواع ، ثم الجامعة التي يدخلها الشاب بدون وعي أو إدراك و تخطيط ، مما يساهم في ضعف دور الشباب داخل المجتمع ، مما ينعكس سلبا في تفهم احتياجاتهم و الحديث باسمهم ، الأمر الذي تناوله كذلك جمعة زهدي و فايز أبوعقيل داعيا الأخير إلى أن ضرورة العمل بمنهجية أن نعلم الشاب كيف يصيد بدلا من إعطائه السمكة.

الصحفي أسامة أبو عواد، أوضح إلى أن هموم الشباب كثيرة و الأعباء الملقاة على كاهلهم كبيرة لا يستطيعوا على حملها لوحدهم داعيا إلى كسر حاجز الخجل و الحديث بصوت مرتفع حول هموم الشباب ليصل الصوت المجتمع و ليكون هناك حراك شبابي فاعل و مؤثر ، مركزا على ضرورة العمل على مبادرات مجتمعية تشكل ركيزة للشباب في حياتهم.

الطبيب أكرم السلامين أوضح إلى أن المجتمع الفلسطيني من أكثر المجتمعات غلاء في العالم فضلا عن وجود جشع محلي كبير ، مشيرا إلى أن خلق فرص العمل أفضل من انتظار تلك الفرصة فالشاب بنفسه المطلوب منه أن يستحدث الوظيفة و يؤكد على وجوده و ذاته ، خصوصا و أن الشاب الفلسطيني يمتلك المؤهل و يستطيع أن ينجز الأمر الذي أشاد به المعلم خليل العقيلي مشيرا إلى كثرة طلبات التوظيف التي قدمت إلى التربية في ظل نقص كبير في وجود الوظائف المستحدثة لدى الحكومة .

أما هيثم البدارين الطالب الجامعي في جامعة البولتكنك طالب بتقدير حجم المشكلة و تحميل كل طرف من الأطراف دوره كما قال "إن الدور الحكومي مطلوب و نناشد دولة رئيس الوزراء بالعمل على الاهتمام بالشباب و المساهمة في خلق هذه الفرص "

وما بين ألم و أمل أشار المهندس محمد عيسى إلى أن الشاب يرسم في مخيلته عالما من الأحلام الوردية التي لا تنطبق إلا على نزر قليل في واقع الحياة ، مؤكدا على ضرورة محاربة ثقافة العيب و الكبر داخل نفوس الشباب وما بين أزمة ثقة بالنفس و أزمة ثقة بالمجتمع يدور الشاب الفلسطيني الذي يعاني من التهميش و ضعف القدرة على التخطيط للمستقبل و رسم مسار حياة الشاب المهنية أشار "محمد يوسف "الطالب في جامعة الخليل وسامر الحوامدة .

في نهاية الجلسة خلص المجتمعون إلى عدة توصيات من أهمها تفعيل آليات العمل المشترك بين المؤسسات والشباب والدعوة لتوسيع هذا التجمع ليشمل مجمل فئات الشباب لرفع وتنمية قدراتهم كما أكد المجتمعون على ضرورة القيام بمبادرات مجتمعية خصوصا تلك التي تحارب الثقافة السلبية السائدة و العمل على توفير قاعدة بيانات للشباب داخل بلدة السموع و العمل على شبكة علاقات للمساعدة في توفير فرص عمل و استحداث فرص عمل جديدة داخل السوق والسعي لتجنيد الإمكانيات لتنفيذ برامج تخدم هذه التوجهات منها القيام بإنشاء "صندوق الشباب " الذي من خلاله يتم تمويل برامج و نشاطات منوعة للشباب . كما أوصى المجتمعون بضرورة التنسيق الفعال مع المؤسسات الحكومية ذات العلاقة والعمل ضمن التوجهات العامة لخطط التنمية الشاملة وعقد لقاءات مع المسئولين المحليين وأصحاب القرار على مختلف المستويات للتشاور.

محمد ربعي أشار إلى أن إدارة المركز ستعمل بكافة السبل اللازمة من اجل تنفيذ هذه التوصيات لتمكين الشباب بأكبر قدر ممكن من الفائدة، معتبرا أن هذا العمل من أولويات عمل المركز ورسالته خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تثقل كاهل كافة قطاعات الشعب الفلسطيني وخصوصاً الشباب.