وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الشيخ إبراهيم يدعو العرب بالداخل لمواجهة موجة العنف المتصاعدة

نشر بتاريخ: 10/10/2011 ( آخر تحديث: 10/10/2011 الساعة: 10:16 )
القدس - معا - في رسالة مفتوحة إلى قادة المجتمع العربي وهيئاته ومنظماته الناشطة، دعا الشيخ إبراهيم صرصور رئيس حزب الوحدة العربية- الحركة الإسلامية ورئيس القائمة الموحدة والعربية للتغيير إلى الإعلان عن حالة طوارئ في المدن والقرى والتجمعات العربية، لمواجهة موجة العنف المتصاعدة في أكثر من موقع، التي تستدعي اصطفافا مجتمعيا مختلفا عما هو الحال حتى الآن، وإلا فلن يتوقف العنف، وسيغرق المجتمع العربي في صراعات ونزاعات تعيده إلى جاهلية جهلاء وضلالة عمياء ستحرق الأخضر واليابس.

كما واعتبر العنف بكل أشكاله جريمة كبرى تجب محاربتها على جميع المستويات القانونية والتربوية والاجتماعية، لما تشكله من خطر ماثل على حياة الأبرياء من عامة السكان، وتهديد للنسيج والتماسك الاجتماعي الذي هو ضمان استمرار أية أقلية في العالم وخصوصا مجتمعنا العربي الفلسطيني في الداخل.

|149202|

وقال الشيخ ابراهيم :" فرضت ظاهرة العنف بكل أشكاله وصوره وخصوصا العنف الجسدي، نفسها على جدول عملنا كمجتمع عربي منذ سنين، وصدرت بشأنها آلاف البيانات والدراسات المحذرة من المخاطر الحقيقية المترتبة على استمرارها، إلا أنه مع الأسف الشديد لم تلق هذه النداءات والاستغاثات استجابة بالشكل المطلوب من كل مكونات المجتمع العربي، وإن وجدت في بعض الأحيان فلم تتعد أن تكون محاولات خجولة لم ترتفع إلى مستوى التحدي الخطير الذي بدا يهدد بالخطر الحقيقي كل مساحة جميلة في حياتنا، حتى لم يعد يأمن الواحد منا على نفسه وأسرته في ظل طغيان ظاهرة العنف وتجاوزها الخطوط الحمراء منذ زمن بعيد، والتي أوقعت الكثير من القتلى والجرحى على مدار السنين ، وحولت مجتمعنا كله إلى سرادق أتراح وبيت عزاء واحد كبير".

وأضاف : " من عجائب الزمان أن تتسلل هذه الظاهرة الخبيثة البعيدة كل البعد عن ديننا وموروثنا وعاداتنا وتقاليدنا الأصيلة، إلى فضائنا، وهي وجه قبيح من وجوه الأزمة المتنوعة التي غزت مجتمعاتنا فأقضت مضاجع الآمنين وحولت حياتهم إلى جحيم، لقد تقدمنا باقتراحات كما تقدم آخرون لاجتثاث الظاهرة، وعملنا كما عمل الآخرون، إلا أننا يجب أن نعترف انه وارتكازا إلى النتائج والمعطيات التي لا يستطيع أحد أن ينكرها، يبدو أننا لم ننجح بعد في إحداث الاختراق المطلوب في هذا الشأن، وما زال المشوار أمامنا طويلا، ويحتاج فعلا إلى أن نعلن بأنفسنا حالة من حالات الطوارئ داخل مجتمعاتنا، نتخير لها من القرارات والسياسات الاستثنائية ما يناسبها إن أردنا فعلا اقتلاع هذه الظاهرة من جذورها".

|149195|

وأكد الشيخ صرصور : " أنه لا مكان لتوجيه اللوم هنا لشرطة إسرائيل فقط، وإن كانت الشرطة الاسرائيلية في نظرنا جزءا من المشكلة وستبقى كذلك ما لم تقم بواجبها لمواجهة الظاهرة خصوصا في حدود القضايا التي لا يستطيع احد منا القيام بها لأسباب قانونية وموضوعية، فالشرطة هي التي تملك الصلاحيات وتملك الإمكانيات التي لا تتوفر لمجتمعنا ولا لبلدياتنا ولا لمجالسنا المحلية، يجب أن نكون صريحين مع أنفسنا، فنعترف بأننا نتحمل مسؤولية وقد تكون كبيرة، خصوصا في مجالات الردع الاجتماعي، والتثقيف التربوي والإعداد النفسي والأخلاقي لكل فئات المجتمع، وتفعيل سلاح التضامن والعمل المشترك والقيام الموحد ضد كل من تسول له نفسه المس بأمن واستقرار وسلامة جماهيرنا، لا عذر لأحد منا في الوقوف جانبا، فأضعف الإيمان هو رفض الظاهرة عملا لا قولا فقط، لا بد من الضرب بيد من حديد على كل من يمارس العنف، لا بد من التحرك من خلال خطة بعيدة المدى على كل المسارات الممكنة لمواجهة موجات العنف العاتية، البيوت والمدارس والمساجد والكنائس والمنتديات والمقاهي وحتى الشوارع العامة، لا بد من حصار الضالعين في هذه الأعمال المرفوضة، وعلاج أمرهم بكل الطرق الممكنة، أنا واع تماما إلى أننا لن نستطيع إنهاء الظاهرة تماما، لكني لا أشك في أننا إن تحركنا بالشكل الناجع فسينخفض لهيبها إلى الحد الأدنى، وسننقذ بذلك الأبرياء من الوقوع في فخها والغرق في أوحالها".

|149196|
وانتهى إلى ضرورة التداعي إلى عمل جاد ومستمر ودؤوب، فما يجري في مجتمعنا وفي كل المناطق في الأيام الأخيرة، وآخرها في ( طمرة ) حيث قتل الشاب المرحوم علي أبو رومي ( 18 عاماً )، تبعها حرق منازل تابعة للعائلتين المتنازعتين، واعتقال ستة أشخاص من ( دير الأسد ) للاشتباه بضلوعهم في شجار وقع في قاعة أفراح في القرية بعد أن أقدم شاب على دهس شخصين بسبب سياقته بصورة متهورة مما أدى إلى إصابتهما بجراح خفيفة ، نشب في أعقابها شجار وصل خلالها شاب وبحوزته سلاح مسروق مما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص بعد أن قام الشاب بإطلاق الرصاص ، كما تناقلت ذلك وسائل الإعلام العربية ، وأحداث تكسير وتحطيم ممتلكات وإطلاق نار في ( قرية دير حنا ) نتيجة هجوم مجموعة من الأشخاص على مركبة ومحل تجاري تابعة لمواطن من القرية ، وذلك بعد مشادة كلامية بين شخصين، وساد جو من الهلع في صفوف المواطنين جراء استخدام العنف، وقامت الشرطة باستعمال الغاز لتفريق المتجمهرين في المكان ، وحدث آخر ( في كفركنا ) حيث انه وبعد عملية إطلاق النار التي شهدتها القرية يوم الخميس في ساعات متأخرة من الليل، والتي اعتقلت الشرطة في أعقابها ستة شبان من القرية تتراوح أعمارهم بين الـ- 20 و40 عاماً، عادت الأجواء لتزداد توتراً مع تجدد الشجار مرة أخرى في ساعات بعد ظهر يوم السبت ، ومثلها في قرى ومدن المثلث والنقب ، كل هذه الأحداث وغيرها تستدعي نفض غبار اللامبلاه وعدم الاكتراث، والنهوض لتحمل المسؤوليات قبل فوات الأوان.