وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

تزايد أعداد المصابات بسرطان الثدي جراء استخدام الأسلحة المحرمة دولياً

نشر بتاريخ: 10/10/2011 ( آخر تحديث: 10/10/2011 الساعة: 16:44 )
رام الله- معا- أعلن مركز "دنيا" المركز التخصصي لأورام النساء اليوم الاثنين، عن اطلاق حملة التوعية للكشف المبكر عن سرطان الثدي "ليكن وعداً .. معا لمواجهة سرطان الثدي"، حيث هناك تزايد في أعداد المصابات بسرطان الثدي جراء استخدام الأسلحة المحرمة دولياً.

وجاء هذا الاعلان خلال مؤتمر صحفي عقده مركز دنيا اليوم في قاعة مركز الاعلام الفلسطيني في مدينة رام الله.

وتشمل الحملة التي انطلقت مطع شهر تشرين الأول، منشورات واصدارات مرئية وسمعية وتنظيم مسيرة جماهيرية للتأكيد على أهمية دعم المجتمع لمرضى السرطان، وحث النساء على إجراء الفحوصات التشخيصية اللازمة للوقابة والكشف المبكر عن سرطان الثدي، وتستهدف هذه الحملة طلاب وطالبات الجامعات، وعيادات المراكز الصحية في اتحاد لجان العمل الصحي.

|149437|وفي هذا السياق، أكدت مديرة مركز دنيا د. نفوز مسلماني أن المعطيات في فلسطين تشير إلى أن واحدة من كل 12-13 امرأة تصاب بمرض سرطان الثدي حتى عمر الثمانين، مشيرة إلى أن مرض سرطان الثدي يعد المرض الأكثر انتشاراً من بين أمراض السرطان عند النساء في العالم.

وأوضحت مسلماني أن حالات سرطان الثدي في فلسطين لا تختلف كثيراً عن البلدان المجاورة، وبينت أن نسبة الإصابة بالسرطان ضمن المعدل العالمي، ولكن التأخير في الكشف والتشخيص المكبر يسبب عدم الوعي للمرض، والخوف منه.

وأكدت أن إجراءات سلطات الاحتلال من الحواجز وتقييد الحرية تعيق وصول المرضى إلى أماكن التشخيص والعلاج، إضافة إلى عدم وجود مركز متخصص للتشخيص المبكر والسريع لسرطان الثدي، يزيد نسبة الوفيات بسبب هذا المرض.

وأضافت مسلماني: نحن في مركز جني وخلال ستة أشهر من عمل المركز منذ شهر أيار وحتى أيلول 2011، استقبلنا 241 حالة سرطانية أي بنسبة 34% من الحالات، وحسب تقرير وزارة الصحة طبقاً لعدد الحالات المبلغ عنها في العام 2010، تم تسجيل 254 حالة للإصابة بسرطان الثدي بواقع 18.8% من مجموع حالات السرطان المبلغ عنها في الضفة الغربية.

وأكدت أن حالات سرطان الثدي تأتي في المرتبة الأولى للسرطانات التي تصيب الإناث في فلسطين، حيث بغت نسبتها في العام 2010 قرابة 34.9% من مجموع حالات السرطان المبلغ عنها، حيث تتركز حالات الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء الفئة العمرية 20-59 عاماً، علماً أنه تم رصد 3 حالات سرطان ثدي بين الذكور، وكانت كلها في الفئة العمرية فوق 60 عاماً.

وأضافت: يخصص شهر تشرين الاول من كل عام في جميع انحاء العالم للتوعية والارشاد حول سرطان الثدي والوقاية منه وعلاجه، حيث يتم تكثيف الفعاليات التثقيفية وغيرها لتشجيع النساء على إجراء الفحوصات التشخيصية للكشف المبكر عن سرطان الثدي.

وأكدت د. مسلماني أن مركز دنيا يرفع خلا حملة تشرين الاول 2011 شعار "ليكن وعداً .. معا لمواجهة سرطان الثدي"، وذلك ضمن مساهمة المركز في الاستشارة والتشخيص المبكر لسرطان الثدي والاورام النسائية لدى النساء.

من جانبها، أكدت مديرة البرامج في اتحد لجن العمل الصحي فكتوريا شكري أن 30% من إصابات السرطان لدى النساء هي سرطان الثدي، حيث يعد النسبة الأعلى في الوفيات، كما يشكل سرطان عنق الرحم النسبة الأعلى في وفيات سرطان الجهاز التناسلي.

وأكدت شكري وجود تزايد ملحوظ في أعداد النساء المصابات بمرض السرطان، خاصة سرطان الثدي والرحم، وذلك بسبب استخدم أسلحة محرمة دولياً، إضافة إلى ارتفاع غير مسبوق في عدد المواليد والأجنة المشوهة وحالات الاجهاض والرجال المصابين بالعقم، والناجم عن استخدام الأسلحة المحرمة دولياً.

وقالت شكري: أكد باحثون ايطاليون أن تربة قطع غزة تحتوي على معادن ومواد مسرطنة وسامة للأجنة بسبب اامتصاصها لهذه المواد، التي استخدمت في الحرب الأخيرة على غزة، مطالبين بفحص سكان المناطق التي تعرضت للقصف الاسرائيلي خلال الحرب الأخيرة ومتابعتهم صحيا.

وأضافت شكري: أشارت خبيرة الجينات في جامعة روما وعضو المركز الوطني للأبحاث البروفيسورة باولا ماندوكا إلى أن الباحثين توصلوا إلى نتائج أبحاثهم بالتنسيق مع منظمات أخرى منها منظمة الصحة العالمية، موضحة أن التحاليل وفحص المساحيق والمواد التي وجدت في الحفر الناتجة عن القنابل، وكذلك المعادن المستخدمة في القذوفات بينت أنها معادن مسببة لأمراض خطيرة جداً.

وأكدت شكري أن فلسطين هي إحدى الدول التي تتعرض للإشعاع والتلوث البيئي، وذلك بفعل مخلفات المستوطنات التي يتم اتلافها في الأراضي الفلسطينية، وبينت أن المستوطنات الإسرائيلية تستخدم الأراضي الفلسطينية المحيطة كأماكن للتخلص من المياه العادمة التي تنتجها، والتي أثرت على المياه الجوفية والأشجار المثمرة، ومن رفع تركيز النيترات في المياه الجوفية عن الحد المسموح به عالمياً (45 جزيء في المليون)، وذلك حسب تقرير ملف التنمية البشرية للعام 1997.

وأضافت شكري: التلوث الناجم عن قصف المباني والحرائق والردم الهائل التي حدثت بسبب ذلك، حيث تم تدمير ما يزيد عن 11 ألف مبنى 510 دمر بالكامل عن طريق استخدام الأسلحة الثقيلة، كما أن الضغط النفسي من العوامل المسببة للسرطان بشكل عام، ومنه سرطان الثدي، وكلنا نعلم مدى الضغوط النفسية التي يتعرض لها أبناء شعبنا، والنساء هن الأكثر تضرراً.

من جهتها، طالبت سونا قاعود عاروري، ممثلة مؤسسة ميدي بالستين السويسرية في فلسطين المجتمع المحلي ومؤسسات القطاع الخاص والاعلام إلى الاهتمام بهذه القضية، وأن يتم احتضان حالة بحيث يتم توفير الفحوصات اللازمة بمبلغ مقطوع.

وأشارت عاروري إلى أن مؤسسة ميدي بالستين تدعم مركز دنيا وغيره من المراكز الصحية، كونها تهتم بالقطاع الصحي النسوي، وتسعى إلى تطويره، ومنح النساء الحق في الرعاية الصحية الأولية.

وبينت عاروري أن ميدي بالستين غير حكومية تعتمد على العمل الطوعي وهي جزء من عمل المؤسسة في مركز دنيا.