وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

جمل رياضية

نشر بتاريخ: 11/10/2011 ( آخر تحديث: 11/10/2011 الساعة: 08:47 )
يكتبها: سعدي رجوب

ما بعد إيران
بعد هزيمة منتخبنا في مباراة ودية غير رسمية في إيران وبنتيجة قاسية، كتب الكثير الكثير عن ذلك وكل أدلى بدلوه في الموضوع، هنالك من وجدها مناسبة للصيد العكر وهنالك من أحزنته الهزيمة القاسية وأثارت غضبه، وهناك من انتقد بموضوعية وعلمية لما حدث، في نهاية المطاف يدور الحديث عن مباراة أشبه بالمباراة التدريبية، ولكنها في المحصلة تسجل في تاريخ كرتنا الفلسطينية، ونقولها بصراحة مباراة لا داعي لها ولم يكن لها أي هدف فني أو حتى إعدادي، ويتحمل المسئول الفني للاتحاد مسئولية إجراؤها لأن على كاهله تقع مسئولية اتخاذ قرار فيما إذا ما كان هنالك داع للمباراة أم لا ، ويجب ألا ننسى أننا قابلنا منتخبا من المنتخبات الرائدة في آسيا وذات التاريخ العريق ومن المنتخبات التي تفوقنا قوة وتاريخا، ولعبنا بفريق منقوص جدا ونحن بحكم تركيبتنا من المنتظر أن نهزم في هذا اللقاء. وطرحت الكثير من الامور حول أسباب الهزيمة وسأبدي الرأي فيها بصراحة .

عدم وجود طواقم فنية جوهر القضية --- بعد انتهاء المهمات الرسمية لمنتخبتنا تم حل الأجهزة الفنية للمنتخبات، وهذا أمر طبيعي ويتم البحث عن طواقم فنية لمختلف المنتخبات، والكل متسرع لتعيين الطواقم ما عدا الاتحاد، والكل يطرح أسماء رنانة ولامعة، وأنا مع الاتحاد في عدم التسرع خاصة في ظل عدم وجود استحقاقات قريبة وأخذ الوقت لإيجاد الطواقم التي تتوافق والمقدرات المالية للاتحاد ولا ننسى أن الوضع المالي للسلطة الوطنية ينعكس على الاتحاد الفلسطيني، ولكن هذا لا يعفي الاتحاد من تعيين طاقم محلي مؤقت للمنتخب ليقود المنتخب في المباريات الودية والمناسبات القريبة، وأن يكون طاقما ثابتا لحين تعيين الطواقم النهائية، ويتولى هذا الطاقم مسئولية الإبقاء على تشكيلة جاهزة للمنتخب للمناسبات الطارئة، وبما يضمن ألا يكون الاستدعاء عشوائيا وارتجاليا وقبل أربعة أيام من أي لقاء ودي، وإبداء الرأي في أية مشاركة بالتوافق مع المسئول الفني في الاتحاد.

الاحتراف------ هنالك من أدعى أن الاحتراف هو السبب لأنه جعل اللاعبين دون انتماء يلهثون وراء المال، وهذا ادعاء باطل، الاحتراف الجزئي الذي طبقه الاتحاد لم يكن إلا استجابة لمتطلبات الفيفا والاتحاد الاسيوي ولا يوجد الآن في العالم اتحاد لايوجد لديه احتراف، ومن أجل التقدم والحصول على خدمات يقدمها الاتحاد الدولي والقاري عليك اتخاذ هذا القرار، ولكن على الاتحاد أن يشدد الضوابط وسقف الاحتراف وليس فقط حده الأدنى.

اللاعبون-------- هنالك من اتهم اللاعبين مشككا في عدم تقيدهم بالحياة الرياضية ،وغياب الانتماء والهرولة وراء المال، طبعا يتحمل اللاعبون جزءا كبيرا مما يدور، والمسئولية الكبرى تقع على عاتق النجوم وأصحاب العقود العالية، وغالبية لاعبينا يسهرون لساعات الصباح الباكر على الانترنت ويديرون حياة غير صحية ومغرمون (بعضهم بالارجيلة)، وشاهدت مرات عديده لاعبين يسهرون في كوفي شوب لساعات متأخرة، وقبل يوم أو يومين من مباريات فرقهم وأبلغت مدربيهم بذلك.

ويبدو أن جزءا من اللاعبين استغل نجوميته بشكل سلبي ومثير للغضب، مستغلين الروح الأبوية لراعي المسيرة الرياضية وتوجهاته السامية تجاه أبنائه، فمنهم من يوقع قبل الموسم على عقود مزدوجة ويأخذ مقدمات عقود من أكثر من فريق ولا يعيدها، وأحدهم أخذ العام الماضي مبلغا كبيرا من نادي ولم يسترد. وهذا العام أعاد الكرّة مرة ثانية وأخذ مقدم عقد كبير من ناد ولم يعده رغم اختياره فريقا آخر للعب معه ، ليجد هذا اللاعب نفسه فوق كل القوانين والقيم، وهنالك غيره من قام بهذه الفعلة وهو ما يجب وضع حد له والتعامل معه بصرامة،ومطلوب أن تتم معاقبة مرتكبي هؤلاء اللاعبين على تصرفاتهم غير منطقية، مثلما يقوم اللاعب في حالة وجود دين له على النادي بالتهديد بالاضراب وعدم اللعب،وومثلما حمى الاتحاد الدولي لاعب بقانون حرية فسخ العقد إذا لم يدفع له النادي راتبه مدة شهرين يجب أن يدفع ما عليه ويعاقب حينما يخرق القانون.

الأندية----- تتحمل الاندية مسئولية كبيرة في عهد الاحتراف إذ يجب عليها مراقبة لاعبيها لأنهم محترفون وعليهم مراعاة تطبيق اللاعب حياة رياضية محترفة ومعاقبته على الخروقات، ولكن الأندية التي توقع عقودا خيالية لا تستطيع الوفاء بها في نهاية المطاف،ولا تستطيع القيام بدورها لبلورة حياة انضباط في صفوفها ، ويبدو أن عقلية الأندية محكومة فقط بالاهتمام بأن يوقع اللاعب على عقد لأنه في نهاية المطاف لن يأخذ كامل عقده، والتسامح معها يؤدي لكوارث في كرتنا الفلسطنية، فعلى الاندية تحمّل مسئوليتها ووضع ضوابط لعمليات التعاقد الخرافية.

من يطالب بإقالة الاتحاد يجب ألا ينسى ما حققه الاتحاد من انجازات وتقدم كبير، لاشك أن هنالك أخطاء للاتحاد لان من يعمل يخطئ ،ولكن يجب تدارك هذه الأخطاء ومعالجتها، ويجب أن تكون هنالك دراسة نقديه لمسيرة الاتحاد والأوضاع الكروية من الاتحاد نفسه ومعالجتها، ولا نشك لحظة في أن الإيجابيات تفوق السلبيات بكثير، لكن هناك من يصر على رؤية النصف الفارغ من الكأس فقط .