|
مؤتمر الفن والتراث في جامعة النجاح يوصي بتدريس التراث الشعبي
نشر بتاريخ: 11/10/2011 ( آخر تحديث: 11/10/2011 الساعة: 12:01 )
نابلس- معا- أوصى المشاركون في المؤتمر العلمي الفني الثالث بعنوان:" الفن والتراث الشعبي الفلسطيني واقع وتحديات" والذي عقدته كلية الفنون الجميلة في جامعة النجاح الوطنية بمناسبة يوم التراث الفلسطيني الذي يصادف السابع من شهر تشرين اول بتدريس التراث الشعبي الفلسطيني ابتداءً من المراحل الاساسية، والاهتمام بتشجيع البحث في موضوع التراث باللغات العالمية، والعمل على توسيع قاعدة الابحاث العلمية التراثية والفنية وتشجيع الباحثين للعمل فيها.
وقد حضر الجلسة الافتتاحية للمؤتمر سهام البرغوثي وزيرة الثقافة، والدكتور رامي حمد الله، رئيس الجامعة، وعلاء حجازي، مدير إدارة المبيعات وممثل شركة جوال، راعية المؤتمر، والدكتور حسن نعيرات، عميد كلية الفنون الجميلة، مقرر اللجنة التحضيرية للمؤتمر، والاستاذ الدكتور يحيى جبر، والعديد من الباحثين والمفكرين وممثلي الهيئات الوطنية والاجتماعية وعدد من الفنانين والمهتمين بالتراث الفلسطيني، بالإضافة إلى عدد من عمداء الكليات في الجامعة ومدراء المراكز العلمية وأعضاء الهيئتين الإدارية والتدريسية وطلبة كلية الفنون الجميلة. وعقد المؤتمر في مسرح سمو الأمير تركي بن عبد العزيز في الحرم الجامعي الجديد لجامعة النجاح الوطنية برعاية الأستاذ الدكتور رامي حمد الله، رئيس الجامعة وبدعم من شركة جوال. وبدأت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بالسلام الوطني الفلسطيني قدمته جوقة الجامعة التابعة لكلية الفنون الجميلة كما قدمت فقرات فنية أخرى خلال المؤتمر، ثم قرأت الفاتحة على أرواح الشهداء وتليت آيات من الذكر الحكيم. وقد أعلن الأستاذ كمال زيدان، عريف المؤتمر بدء فعالياته الرسمية بدعوة الأستاذ الدكتور يحيى جبر لإلقاء كلمة اللجنة التحضيرية للمؤتمر الذي رحب فيها بالمشاركين في فعالياته. وقال: "يأتي هذا المؤتمر في موسمه من كل عام، متزامنا مع يوم التراث الشعبي الذي تحييه وزارة الثقافة في أوائل شهر تشرين الأول أكتوبر من كل عام؛ ومتزامنا مع أكبر المواسم الفلسطينية وأهمها، وهو موسم جني الزيتون، ولعل هذه المكانة للزيتون هي التي تجعل شجرته عدوا للمستوطنين؛ فهم يقطعونها كلما سنحت لهم الفرصة، لا يرقبون في ذلك أعرافا ولا قيما. فهل نعيد لهذا الموسم قدسيته؟ ونتخذ منه وسيلة للمقاومة؟". وأضاف إن اللجنة التحضيرية حرصت على أن تسلك فعاليات المؤتمر في محاور وأنشطة تختلف من عام لآخر؛ وتأمل اللجنة بذلك أن نغطي أكبر مساحة ممكنة من الموضوعات التي تندرج في إطار الفن والتراث الشعبي، كما حرصت اللجنة على تكريم بعض المؤسسات والأعلام ممن لهم دور بارز في خدمة التراث والفن الشعبي، انطلاقا من شعور اللجنة بأن في ذلك تكريسا لدور الفن والتراث الشعبي في إذكاء الروح الوطنية وتكريسها. وقد عملت اللجنة التحضيرية على استقطاب باحثين وكتابا من مختلف أرجاء الوطن، ومن خارجه؛ ذلك لعلمها أن الفن والتراث هما الأرضية الصلبة التي تختمر فوقها الأفكار وتترسخ المكونات الرئيسة لشخصية المواطن. أما الدكتور حسن نعيرات، عميد كلية الفنون الجملية فألقى كلمة في المؤتمر رحب فيها بكل المشاركين والحضور، وأشار إلى أن هذا المؤتمر جاء ليُظهر معالم وتراث وثقافة الشعب الفلسطيني، ويبين الأخطار التي تهددته وتحاول تدمير وتزويره، وأضاف إن هناك العديد من الباحثين أدركوا أهمية الهجمة المبرمجة على التراث الفلسطيني وقد شكلوا سداً منيعا من أجل الحفاظ على ما تبقى من هذا التراث الذي يجسد ويرسخ الهوية الوطنية. وقال د. نعيرات: "إن انعقاد هذا المؤتمر جاء احتفاء بمناسبة يوم التراث الشعبي الفلسطيني الذي نحتفل به كلّ عام حيث تضمن هذا المؤتمر محاور تخدم تراث وثقافة هذا الوطن من خلال الأبحاث والدراسات التي تعالج قضايا حساسة لها علاقة بتاريخ وجذور هذا التراث، وأضاف لقد نجح هذا المؤتمر حتى وصلت سمعته وصورة رسالته إلى دول شقيقه، ففي هذا العام وصلت مشاركات من باحثين من دول شقيقة، معروفين بكتاباتهم وخدمتهم للتراث بشكل عام والفلسطيني بشكل خاص. وقال د. نعيرات كذلك: "إن المحافظة على هذا التراث والثقافة والفن مسؤولية وطنية وقومية، والتزاما أخلاقيا وإنسانياً، فنحن مسؤولون جميعا أشخاصا ومؤسسات للمشاركة في إحيائه والمحافظة عليه ". أما الأستاذ الدكتور رامي حمد الله، رئيس الجامعة والذي نظم المؤتمر تحت رعايته فقد وجه التحية للقيادة الفلسطينية وعلى رأسها فخامة السيد الرئيس محمود عباس في جهودهم المتواصلة للحصول على عضوية فلسطين في الأمم المتحدة، كما وجه التحية إلى الأسرى الأبطال في السجون الإسرائيلية في معركتهم المتواصلة منذ أسبوعين تقريبا، كما استذكر أ.د. حمد الله جثمان الشهيد حافظ أبو زنط الذي تم تشييعه اليوم في مدينة نابلس بعد احتجاز دام خمسة وثلاثين عاما. ورحب رئيس الجامعة بالحضور والمشاركين في هذا المؤتمر، وأضاف إن عقده يأتي انطلاقاً من أن التراث يعتبر هوية وثقافة الأمة، وبما أن تراثنا يتعرض في كل يوم إلى محاولات الطمس والتدمير أكثر من غيرنا فمن واجبنا السير بالطريق المدروس والممنهج لحمايته، لأن تراثنا يعتبر إرثاً حضارياً وتاريخيا لفلسطين والعرب والمسلمين بل وكل شعوب الأرض لأنه نتاج حضارات قديمة أصيلة عاشت على ثرى بلادنا، والأهم من ذلك أن هذه البلاد كانت محطات مهمة للديانات السماوية نشأ فيها العلماء والتلامذة، هذا الإرث جعلها هدفاً للكثير من الحروب والنزاعات، وموجات الهجرة، وبالتالي استطعنا الحفاظ على كثير من الموروث التراثي رغم كل المحاولات، وانطلاقاً من أهمية التراث وضعت التشريعات والقوانين الدولية للحفاظ عليه لأنه يعتبر أرشيف الحضارات القديمة وجهود الآباء والأجداد. وأوضح رئيس الجامعة انه من منطلق التأكيد على فلسفة الجامعة في هذا المضمار فقد كان إنشاء كلية الفنون الجميلة من بين الكليات الأولى بالإضافة إلى مراكز التوثيق والتخطيط والمتاحف والمشاركة بفعالية في كثير من مشاريع الترميم والإحياء وإيلاء المخطوطات وجوانب التراث ودراسة التجديد في مجالات التراث انطلاقاً من أصالة القديم لأن الجديد يجب أن يدرس ويتم فحصه لإضافته إلى تراثنا للمحافظة على ما بقي من التراث الذي يستحق رعاية أصالته وأسسه وعناصره مهما كانت المحاولات السلبية كالإخفاء والسرقة وغيرها. ولا نغفل أن التراث يمكن أن يشكل مورداً اقتصاديا هاماً للوافدين من بلدان العالم المختلفة إلى أرض فلسطين للحج إلى الأماكن الدينية والتراثية وغيرها وإن أهمية التراث تقتضي المعالجة التوثيقية والإعلامية لنقل الصورة الصحيحة إلى العالم بأسره والانطلاق في ذلك من توعية أبناء الوطن وخاصة الشبان إلى ضرورة نقل الصورة الصحيحة والناصعة. وفي ختام كلمته تقدم أ.د. حمد الله بالشكر والتقدير لرئيس وأعضاء اللجنة التحضيرية والى كل من شارك بجهوده في التحضير لهذا المؤتمر. أما وزيرة الثقافة سهام البرغوثي فعبرت عن سعادتها للمشاركة في المؤتمر الذي يقام في جامعة النجاح الوطنية، وأضافت إن التراث يشكل قاعدة هامة في الحفاظ على الشخصية الوطنية لشعبنا وقيمها الروحية، وهو احد الجوانب في صراعنا مع الاحتلال على الوجود والتراث والثقافة والحضارة، عمد الاحتلال إلى سلب تراثنا الوطني وإدعائه لنفسه وفبركة روايته المزيفة، بديلاً عن رواية الحق الفلسطيني الحضاري والثقافي الممتد منذ آلاف السنين. وقالت: "أقرت وزارة الثقافة مشاريع وبرامج وطنية تخدم تراثنا وصيانته ودراسته، فقد تم جمع الحكاية الشعبية الفلسطينية من مختلف مدن وقرى فلسطين، ويجري العمل على هذا الموضوع بشكل مهني وإشراف خبراء أخصائيين، كذلك أطلقت وزارة الثقافة مشروع السجل الوطني للتراث حيث تم جمع التراث الشفاهي المتعلق بالصيد والزراعة، ويجري العمل لإطلاق البحث والجمع في مجالات أخرى، إضافة إلى التصنيف والأرشفة والتوثيق، ويجري حالياً استكمال عدد من ورشات التدريب في مجالات تخدم التراث الفلسطيني مثل استحداث التصاميم الجديدة للصناعات التقليدية ودراسة حالها تمهيداً لإعداد مشروع قانون يخدم الحرف والصناعات ويدعمها ويحافظ عليها، وورشات التدريب التي تستهدف قطاع المرأة والحرف التقليدية وتسويقها وتطويرها". ممثل شركة جوال السيد علاء حجازي أكد التزام شركة جوال بتعزيز الشراكة مع جامعة النجاح الوطنية، وشكر إدارة الجامعة على استضافتها لشركة جوال في هذا المؤتمر العلمي. وقال في كلمة راعي المؤتمر شركة جوال: " يشكل الفن والتراث الركائز الأساسية للثقافة وعماده الرئيس في المجتمعات، وهي العناصر الرئيسة التي تساهم في اعتزاز الشعوب بأنفسهم والرقي بمجتمعاتهم المختلفة، ولذلك تعمل المجتمعات على الحفاظ على ثقافتها من الاندثار لأنها تعبر عن هوية الشعوب". وأضاف لابد من التأكيد على أهمية الحفاظ على التراث والفن الفلسطيني، وذلك لأهمية هذا الموضوع، وأضاف إن شركة جوال تشدد على أهمية تنظيم مثل هذه المؤتمرات الهامة على الساحة الفلسطينية، وذلك لتعريف العالم بثقافتنا الفلسطينية وأهميتها في الدفاع عن الحق الفلسطيني في الوجود، والأهم من ذلك تعريف أبنائنا بثقافتنا وذلك لأن نسبة عالية من المجتمع الفلسطيني يفتقد لمعرفته بالهوية والثقافة الفلسطينية. وأشار إلى أن شركة جوال قامت في الفترة الماضية بدعم ورعاية المهرجانات الثقافية الفلسطينية، وقدمت يد العون للفرق التراثية والغنائية الفولكلورية الفلسطينية، من منطلق علمها بأهميتها في الحفاظ على تراثنا الفلسطيني من الضياع". وأشاد حجازي بدور جامعة النجاح الوطنية والتي تقوم بدور هام في الحفاظ على التراث والفن الفلسطيني، وذلك من خلال كلية الفنون الجميلة، والتي تعتبر من أهم الكليات على المستوى الفلسطيني لدورها في الحفاظ على الفن والتراث وتنمية الحس الفني لدى أبنائنا. وقد اشتمل المؤتمر على جلستين تولى رئاسة الجلسة الأولى الدكتور إدريس جرادات وتضمنت العديد من أوراق العمل كانت الورقة الأولى للدكتور محمود فتوح محمد سعدات، والدكتور أمينة إبراهيم بدوي وجاءت بعنوان "أهمية الألعاب الشعبية الحوارية عند الأطفال في الوطن العربي ( فلسطين- مصر- السعودية- دول الخليج العربي) "ثقافة الحوار"، في حين كانت الورقة الثانية للدكتور عودة رشماوي وحملت عنوان "المصطلحات الشعبية في الموسيقى الفلسطينية"، أما الورقة الثالثة فكانت للدكتور معتصم عديلة وتحدث فيها عن الآلات الموسيقية القديمة في فلسطين التاريخية، وفي الورقة الرابعة للباحثة ناديا البطمة فقد تناولت الحديث عن أثاث وفراش وأدوات البيت الفلاحي الفلسطيني، وفي الورقة الخامسة من الجلسة الأولى تحدث الأستاذ مروان العلان عن التراكم الحضاري في نقوش الثوب الفلسطيني. أما الجلسة الثانية فقد تولى رئاستها أ.د. يحيى جبر فقدم فيها د. عطا أبو جبين ورقة عمل بعنوان "الألعاب الشعبية التراثية في بلدة الظاهرية عراقة وأصالة، دراسة فلسفية اجتماعية نفسية"، أما د. أحمد بشارات فقدم ورقة عمل تحدث فيها عن النباتات التراثية في نصوص محمود درويش، في حين تناول د. إدريس جرادات الدلالة التربوية للألعاب الشعبية الفلكلورية في فلسطين دراسة وصفية تحليلية ميدانية. وتحدث أ. محمود اشنيور عن الأحاجي والألغاز في التراث الشعبي الفلسطيني، وتناول د. جبر خضير البيتاوي المقامات والمزارات في نابلس بين الموروث الديني والتراثي، وخيتم الجلسة الثانية للمؤتمر أ. خليفة جاد الله بورقة عمل تحدث فيها عن الأدب الشعبي في فلسطين أغاني النساء أنموذجاً -دراسة علمية. وبعد الجلسة الافتتاحية افتتح الأستاذ الدكتور رئيس الجامعة ومعالي وزيرة الثقافة والمشاركون معرض التراث الذي تشارك فيه العديد من الجمعيات المهتمة بالتراث والفن الفلسطيني والتي تعرض فيه العديد من منتجاتها اليدوية التي تجسد الثقافة الفلسطينية. كما تم عرض فيلم وثائقي تراثي من إنتاج الكلية وتم تكريم العديد من المؤسسات والأشخاص الذين لهم اهتمامات بارزة بالحفاظ على التراث الفلسطيني حيث تم تكريم جمعية إنعاش الأسرة والدكتور شكري عراف. وعلى هامش المؤتمر نظمت الكلية في مسرح المرحوم حكمت المصري أمسية تراثية فنية شارك فيها مجموعة من الفرق الفنية الشعبية الفلسطينية التي قدمت العديد من العروض الفنية التي نالت إعجاب الحضور، حيث شاركت في الأمسية فرقة كنعان، والمطرب نعيم حسونه، وفي فقرة الزجل الشعبي شارك الفنان مثنى شعبان والفنان مؤيد البوريني والفنان شادي البوريني، كما شارك أيضا الفنان المطرب أحمد الجلماوي. يذكر أن مؤتمر الفن والتراث الفلسطيني واقع وتحديات يهدف إلى تحديد أهم المشاكل والتحديات التي تواجه هذا التراث والفن بشكل عام ووضع الحلول المناسبة لذلك، بالإضافة إلى تسخير إمكانيات التقنيات الحديثة في المساعدة على توثيق هذا التراث للحفاظ عليه، وبناء قاعدة بيانات تساعد على عمليات اتخاذ القرارات المناسبة، وتركيز مفهوم المشاركة الشعبية في دعم الخطط الداعية إلى مواجهة السياسات والإجراءات الإسرائيلية بهدف الحفاظ على هذا الإرث، والإسهام في تطوير الفكر البحثي في مجال التراث والفن الفلسطيني. |