وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

هل خرج الصحافيون الفلسطينيون عن اللياقة الدبلوماسية مع رئيس كولومبيا؟

نشر بتاريخ: 12/10/2011 ( آخر تحديث: 12/10/2011 الساعة: 17:52 )
بوغوتا- موفد "معا"- خلال المؤتمر الصحافي في عاصمة كولومبيا، بدا واضحا ان الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس خضغ للضغوطات الامريكية والاسرائيلية ويرفض التصويت لصالح دولة فلسطين في مجلس الامن بصفته عضو غير دائم في مجلس الامن.

وقد بدأ مؤتمر صحافي في قصر الرئيس سانتوس وسط حضور صحافي كثيف من وكالات الانباء المختلفة، وبدأ سانتوس تبريراته بان بلاده مع اقامة دولتين وحل النزاع لكن هذا لا يحدث الا عن طريق المفاوضات.

وفي زلة لسان منه كشف انه تلقى الليلة الماضية اتصالات عدة بهذا الصدد بينها اتصال من رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو ومن ممثل الرباعية طوني بلير ومن وزيرة خارجية امريكا هيلاري كلينتون!!! وهو ما اكّد لدى الوفد الاعلامي الفلسطيني ان رئيس كولومبيا قد تعرّض للضغوطات وخضع للرغبة الامريكية الاسرائيلية برفض دعوة الرئيس عباس التصويت لصالح دولة فلسطين.
|149719|
وهنا قرر الصحافيون الفلسطينيون المرافقون للرئيس عباس (حافظ البرغوثي رئيس تحرير الحياة الجديدة وعبد الرؤوف ارناؤوط من صحيفة الايام وناصر اللحام من معا) قرّروا احراج الرئيس الكولومبي خلال المؤتمر الصحافي. لكن مسؤولة الاعلام في القصر الكولومبي لم تعط الفلسطينيين سوى سؤالا واحدا، وبعد جدال وشرح وافقت على اعطاء الوفد الفلسطيني سؤالين، وبعد تشاور قرر الزميل حافظ البرغوثي التنازل عن سؤاله لصالح زملائه.

ارناؤوط وقف على الميكروفون وسأل الرئيس سانتوس سؤالا مباشرا: هل خضعت للضغوط الامريكية ولذلك لا تريد التصويت لصالح فلسطين؟ ما اربك الرئيس سانتوس والذي رد يدافع عن نفسه ويقول ان الاتصالات التي تلقاها لم تكن تهديدات او ضغوطات وانما محاولة للعمل من اجل العودة للمفاوضات من اجل صالح الاسرائيليين والفلسطينيين.
|149718|
وحينها قامت صحافية من تلفزيون كولومبيا وردت بسؤال مباشر للرئيس عباس وان حماس ترفض الاعتراف باسرائيل؟ وكان سؤالها يحمل تشكيكا برغبة الفلسطينيين بالمفاوضات!!.

توترت الاجواء وبدا كل شئ يقاس بميزان الصحافيين الحضور، لا سيما ان الرؤوساء حافظوا على منسوب دبلوماسية عال جدا ويهدف الى تحسين صورة الاجتماع بينهما قبل دقائق، ومعروف عن الرئيس سانتوس انه وزير الدفاع الكولومبي السابق وهو رجل عسكري صارم وعنيد.

وهنا وقف الزميل ناصر اللحام وسأله سؤال قاس: هناك اكثر من 500 استاذ جامعة ومفكر يهودي اسرائيلي يدعون اسرائيل لتكون اول دولة تبارك للرئيس عباس بالدولة... وانا اسأل الرئيس سانتوس كم سيكون موقفك محرجا لو اعترفت اسرائيل بدولة فلسطين وكيف سيبدو مظهرك امام شعبك حينها وانت تبدو ملكيا اكثر من الملك نفسه؟.

توترت الاجواء وحين تمت ترجمة السؤال الى اللغة الاسبانية بدا واضحا ان رئيس كولومبيا انزعج من السؤال وتكدّرت تضاريس وجهه لا سيما في ظل حضور 17 كاميرا تلفزيون ووكالة انباء عالمية.

وقد رد سانتوس بالقول ان كولومبيا تحترم كثيرا فلسطين وانها منذ العام 1947 تؤيد قرار التقسيم وانه يشكر الرئيس عباس على الزيارة وهو يرغب في المبادرة من اجل ضمان العوودة للمفاوضات من اجل مصلحة السلام.

وانفض المؤتمر الصحافي، ورئيس كولومبيا عابس الوجه من لسع الاسئلة.... فهل تخطّى الصحافيون الفلسطينيون اللياقة؟ ام انهم انتقموا لكرامة شعب وهيبة قضية؟.