وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

أهمية مشاركة منتخباتنا الوطنية الخارجية

نشر بتاريخ: 12/10/2011 ( آخر تحديث: 12/10/2011 الساعة: 10:48 )
بقلم: ناصر المحتسب


تكمن أهمية المشاركات لمنتخباتنا الوطنية الخارجية في عدة أمور، منها:
* رفع العلم الفلسطيني في سماء الدول المضيفة الصديقة.
* زيادة خبرة المشاركة والاحتكاك مع المنتخبات الأخرى، مما يزيد في إثراء ثقافة اللاعب الفلسطيني عبر الاحتكاك خارجياً.

* توطيد العلاقات (سياسياً) مع الدول التي توجه الدعوة لنا للعب على أراضيها وبين جماهيرها.

هذا على صعيد المشاركات والمباريات الخارجية الودية غير الرسمية.

مما دفعني للكتابة هو هزيمة منتخبنا الوطني أمام إيران, وكذلك هزيمة منتخب الفدائيات, مع احترامي الشديد لمن يطلب إيقاف هذه المشاركات, مستشهدين بالهزيمة الثقيلة لمنتخبنا الوطني الاخيره, كذلك هزيمة منتخب السيدات في آخر مشاركاته، مع العلم أن الهزيمة لها أسباب أهمها :
1 – عدم وجود مدير فني للفريق.
2 – عدم استطاعة مجموعة من لاعبينا دخول إيران خاصةً لاعبي الداخل الذين يشكلون العمود الفقري للمنتخب.
3 – اعتذار العديد من اللاعبين الأساسيين عن اللحاق بركب المنتخب, لأسباب غير مقنعة ويعلمها الجميع، هذا الاعتذار الذي يشبه رفض الجندي المقاتل الالتحاق بركب جيش وطنه يوم اللقاء.

بصراحة تامة يجب معالجة هذه النقطة بصرامةٍ بالغة من قبل الاتحاد الفلسطيني, الذي يعمل بلا كلل ولا ملل, بقيادة سيادة اللواء جبريل الرجوب الرجل المناضل المجاهد, الذي قضى عمره وزهرة شبابه في زنازين الاعتقال, على مدار سبعة عشر عاما متواصلة, ولم تضعف له عزيمة, ولم تنحنِ له هامه, دفاعاً عن فلسطين وشعبها الصابر, هذا الرجل الذي يحاول جاهداً بكل الوسائل المتاحة, كتابة اسم فلسطين بأحرف من ذهب، وإيصال اسمها إلى عنان السماء ... هذا الرجل المسكون بحب فلسطين وأهلها الصابرين, المجاهد الذي يحاول من خلال الرياضة الفلسطينية, نسج علاقات لها ثمارها, وتخدم قضيتنا الفلسطينية العادلة على الوجه الأكمل.

نعم ... إن هزيمة منتخبنا الوطني في مباراة إيران ليس نهاية العالم, ولا نهاية المطاف, ولن تكون كذلك بإذن الله, وبعزيمة الرجال الأبرار، خاصةً اللاعبين "فرسان الوطن"... ولن نجلد ذاتنا، ولن نقف نبكي على اللبن المسكوب, فكما هو معلوم وكما قالت العرب: " لكل جوادٍ كبوة ", و " لكل عالم هفوة ", إن الاتحاد الفلسطيني ورئيسه سيادة اللواء حققوا لفلسطين الكثير الكثير مثل:
* نال الاتحاد الفلسطيني جائزة الاتحاد الدولي كأفضل اتحاد "أهلي" متطور في العالم.
* اعتماد الملعب البيتي الفلسطيني لأول مرة في تاريخ فلسطين, رغم كل العراقيل التي وضعت في الطريق.
* تشكيل المنتخبات الوطنية لجميع الفئات العمرية, واستمرار مشاركاتها الخارجية.
* بدأ البطولات الاتحادية الرسمية بتواريخ مقدسة, وانتهائها بنفس التواريخ المحددة سلفا.
* أصبحت فلسطين قبلة الرياضيين من جميع دول القارات – وهذا إنجاز بحدّ ذاته – ومن ضمنها استقبال الإعلاميين الرياضيين العرب لأول مرة في تاريخنا... هذه الزيارات وهذا التواصل الذي ساهم مساهمةً فعالة في كسر الحصار عن رياضة الفلسطينية, إضافةً إلى زيارة رموز وأقطاب الرياضة العالمية كرئيس اتحاد ألفيفا, ورئيس اللجنة الأولمبية وأعضائها على اختلاف مشاربهم.

هذه الانجازات لم تقتصر على هذا الحدّ، بل تنطبق على المنتخب النسوي, الذي ما زال في مراحل التكوين والتطوير والبدايات, ولا ننسى أبداً أن الاتحاد قام بتنظيم أول دوري نسوي كامل, على الملاعب المعشبة لأول مرة في تاريخ فلسطين, نعم بالاحتكاك والمشاركة والمثابرة ستزيد الخبرة, وتتعزز ثقافة الفوز والانتماء والثقة بالنفس، وهذا بحاجة إلى الصبر والاجتهاد والتخطيط والمثابرة والشجاعة. كل هذه الانجازات لا تعفي اتحادنا الكريم من وضع الخطط, والاستراتيجيات البناءة للمستقبل، ولا بد لاتحادنا من استقدام الخبراء الكبار المشهود لهم بالكفاءة لدراسة حالنا والاستعانة بأفكارهم وتطبيقها, خاصة قبل الاستحقاقات القادمة المهمة.

بدلا من جلد الذات ولوم أنفسنا, والمطالبة بعدم المشاركة, علينا أن نبادر إلى وضع الحلول البناءة, والإصرار على المشاركة من اجل رفع علم بلادي, خفاقا في سماء الدول الصديقة, خاصة الدول التي توجه الدعوة لنا للعب على أراضيها وأمام جماهيرها مثل إيران, وهنا اتسائل, هل يمكن لنا أن نرفض الدعوات التي توجه لنا من الدول الصديقة؟؟!!.

في الختام تحية لرجال منتخبنا الفرسان اللاعبين، وللمدرب الشجاع الدكتور مازن الخطيب, الذي لبى النداء يوم العسرة والشحّ, وتحمل المسئولية بأمانة أمينة, تحية لكل لاعب شجاع شد الرحال ولبى نداء الوطن والواجب, ولم يتردد في حمل الأمانة, انصياعاً لقول رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: " أنت على ثغرةٍ من ثغر الإسلام فلا يؤتين من قبلك". وأقول لسيادة اللواء جبريل الرجوب وصحبه ألأبرار أعضاء الاتحاد, كما قال الله عز وجلّ في كتابه العزيز: "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون"... حمى الله الوطن، حمى الله فرسان المنتخب، وحمى الله رجل المهمات الصعبة, سيادة اللواء جبريل الرجوب ابن فلسطين البار.