وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

أوباما يتوعد بتطبيق "أشد العقوبات" على إيران

نشر بتاريخ: 14/10/2011 ( آخر تحديث: 14/10/2011 الساعة: 00:16 )
القدس- معا- توعد الرئيس الأمريكي باراك أوباما الخميس بالسعي لتطبيق "أشد العقوبات" على إيران بشأن مؤامرة مزعومة لاغتيال السفير السعودي في واشنطن بينما بحث مسؤولون فرض عقوبات ضد البنك المركزي الإيراني.

واتهمت السعودية إيران يوم الخميس بزعزعة استقرار المنطقة لكنها توعدت برد فعل محسوب على المؤامرة المزعومة التي سلطت الضوء على التوترات بين أكبر دولتين منتجتين للنفط في منظمة أوبك.

وقال الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي أثناء زيارة للنمسا إن الأدلة تظهر أن إيران مسؤولة عن المؤامرة المزعومة وقال إن طهران حاولت التدخل في شؤون الدول العربية من قبل.

وفي واشنطن قال أوباما في مؤتمر صحفي إن الولايات المتحدة لن تستبعد أي خيارات في التعامل مع إيران وهي عبارة يستخدمها المسؤولون الأمريكيون عادة كإشارة دبلوماسية إلى احتمال اتخاذ إجراء عسكري.

وبحسب وكالة رويترز فقد وصف أوباما المؤامرة المزعومة في اول تصريح علني له بشأن القضية بأنها جزء من "نمط من السلوك الخطير والمتهور للحكومة الإيرانية."

وقالت السلطات الأمريكية يوم الثلاثاء إنها كشفت مؤامرة دبرها رجلان على علاقة بأجهزة أمن ايرانية لاغتيال السفير السعودي في الولايات المتحدة عادل الجبير. وألقي القبض على أحد الرجلين الشهر الماضي بينما من المعتقد أن الرجل الثاني موجود في إيران.

ووصفت إيران الاتهامات بأنها تلفيق يستهدف الإضرار بعلاقاتها مع جيرانها.

ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإيرانية الإسلامية عن الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي قوله "تكرار الوسائل البليدة وعديمة النفع من جانب سياسيين غربيين يائسين لن يكون مجديا وسيفشلون مجددا" رغم أنه لم يتحدث صراحة بشأن المزاعم الأمريكية عن المؤامرة.

وقالت وزارة الخزانة الأمريكية الخميس إنها تدرس فرض عقوبات اضافية على البنك المركزي الايراني لزيادة عزلة إيران ماليا.

ووعد أوباما عندما جاء إلى السلطة في عام 2009 بالسعي للتواصل دبلوماسيا مع إيران.

لكن تواصله فشل في وقف التقدم النووي الذي أحرزته إيران وقاد الرئيس الأمريكي بدلا من ذلك عمليات فرض مجموعات من العقوبات الدولية ضدها. وترفع المؤامرة المزعومة التوترات إلى مستوى جديد بين إدارة أوباما وإيران التي تقول إن أنشطتها النووية سلمية وتستهدف توليد الكهرباء.

وقال أوباما في المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الكوري الجنوبي لي ميونج باك إن الولايات المتحدة ستستمر في "تطبيق أشد العقوبات وحشد المجتمع الدولي لضمان زيادة عزلة إيران وضمان أن تدفع ثمن هذا السلوك."

وأضاف "الآن لا نستبعد أي خيارات فيما يتعلق بكيفية تعاملنا مع إيران لكن ما يمكنكم توقعه هو أننا سنستمر في ممارسة الضغوط التي سيكون لها تأثير مباشر على الحكومة الإيرانية إلى أن تتبنى خيارا أفضل فيما يتعلق بالكيفية التي ستتفاعل بها مع بقية المجتمع الدولي."

والمؤسسات المالية الأمريكية ممنوعة بالفعل بشكل عام من التعامل مع أي بنك في ايران بما في ذلك البنك المركزي. لكن وزارة الخزانة الأمريكية قالت إن من شأن فرض عقوبات إضافية أن يزيد عزلة البنك المركزي إذا نالت هذه العقوبات الدعم الدولي.

وسعى البيت الأبيض يدأب إلى تسليط الضوء على التباين بين تأييد إيران للانتفاضات الشعبية ضد نظم الحكم الاستبدادية الأخرى في المنطقة وبين معاملتها للمحتجين الإيرانيين في الداخل. وكرر أوباما هذه الرسالة.

وقال "سنستمر في العمل بشأن كيف يمكن ايجاد حكومة إيرانية تتجاوب فعليا مع شعبها وتتبع أيضا القواعد التي تتبعها الدول الأخرى والمجتمع الدولي."

ونفت إيران الاتهامات وعبرت عن غضبها بسببها.

وفي تصريحات في فيينا حيث يبحث فتح مركز للحوار بين الأديان حمل الأمير سعود الفيصل إيران المسؤولية عن أي إجراء تتخذه ضد المملكة.

وتابع قائلا إن أي إجراء تتخذه طهران سيقابله رد فعل محسوب من السعودية.

وقال إن الهدف واضح تماما وهو أن إيران تريد افساد العلاقات الطيبة وزعزعة استقرار العلاقات الدولية. وأضاف أن السعودية لم تكن تعتقد أبدا أن إيران يمكن أن تتخذ خطوة كهذه وتخطط لهجوم كهذا.

وفي غضون ذلك صورت إيران الاتهامات على أنها مؤامرة لبث الشقاق بينها وبين السعودية.

وقال علي أكبر صالحي وزير الخارجية الإيراني للإذاعة الرسمية في إيران الخميس "لا توجد مشكلة بيننا وبين السعودية... رغم أن تفسيرنا للتطورات الإقليمية مختلف أرجو أن يكون السعوديون مدركين لحقيقة أن أعداءنا لا يريدون أن يكون بيننا التقاء وتعاون."

وأبدى بعض الخبراء في الشؤون الإيرانية شكوكا في المؤامرة قائلين إنهم لا يرون الدافع وراء اغتيال كهذا. وقتلت إيران في السابق معارضين إيرانيين في الخارج لكن محاولة استهداف سفير دولة ستكون نقطة فارقة غير عادية.

وقالت إيران إن الاتهامات تهدد الاستقرار في منطقة الخليج. وعبرت روسيا عن قلقها بشأن التقارير عن المؤامرة المزعومة.

وساءت العلاقات بين السعودية وإيران منذ الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 .

وتعمق الشقاق بين الدولتين هذا العام بعدما أرسلت السعودية قوات إلى البحرين لسحق انتفاضة يقودها الشيعة.