|
سوريا .... هل يسقط النظام قبل نهاية العام ؟
نشر بتاريخ: 16/10/2011 ( آخر تحديث: 16/10/2011 الساعة: 14:55 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
كتب رئيس التحرير - ليس عربيا من لا يتُأثر بالصور التي تخرج من سوريا ، وليس انسانا من لا تدمع عيناه وهو يرى الشعب السوري والجيش السوري يتقاتلان ويتذابحان وينزفان بلا توقف . حتى ان الكاميرات تعبت من نقل صور القتال والدم ، ونهر العاصي يتخضّب بدماء شبان واولاد لم يبلغوا العشرين بعد .
ماذا نقول ؟ وما الفائدة من اثبات وجهة نظر سياسية او اخرى معاكسة طالما ان الدماء تسيل من خواصر الاشقاء السوريين ؟ وماذا يهمنا ما يقول هذا المحلل او ذاك طالما ان مصرع اي جندي سوري او مواطن سوري هو خسارة فادحة لفلسطين ؟ درعا وحمص والرستن وبانياس وغيرها من المدن ، عناوين لقناتي الجزيرة والعربية ، ومادة للتعليق ، لحم بشري في مختبرات التلفزيون ليتعلم المثقفون التحليل ، تارة ينجحون وغالبا يفشلون ، والخبر العاجل هنا مأساة لهذه العائلة ، والخبر الاّجل هناك دموع وثكل لتلك العائلات . لا مزيد من التحليل ، فالموقف الفلسطيني يجب ان يكون واضحا وصارما ، يليق بفلسطين ، وهو الرفض المطلق لشلالات الدم في سوريا ، فكل قطرة دم تسيل في سوريا خنجر يطعن قلب كل فلسطيني . ولن نختلف على الدم الطاهر الذي يسيل ، ولن نهبط الى هذا المستوى من النفعية السياسية . وسواء رضي النظام بموقفنا او لم يرضى . وسواء رضي قادة التنسيقيات الثورية او لم يرضوا ، نحن ضد سيل الدماء والذبح في سوريا ، ويجب معالجة الازمة سياسية وديموقراطيا من خلال استفتاء عام او انتخابات غير عادية بضمانة دولية نزيهة متفق عليها . ثم ان موقف جامعة الدول العربية موقف مائع وجاهل ، ولا اعرف كيف يتمكن المسؤلون العرب من النوم ليلا وهم يشاهدون اطفال وشباب بعمر الورد يذبحون كل يوم ، او جنودا مجندين من السوريين العرب تلقى جثثهم في نهر العاصي !!! اوقفوا المذابح في سوريا . وفورا ، فلم يعد خطاب النظام السوري مقبولا ولا يجب ان يكون مقبولا ان تقصف المدافع مدنها وان يقفز الجنود السوريين فوق اجسام المعتقلين ، وليس مقبولا ان يأتي المال السياسي من الخارج لمجموعات تقنص صدور الاولاد المجندين في الشوارع لمجرد الانتقام من الرئيس ونظامه . قرأنا في كتب التاريخ عن مجازر جمال باشا ضد الشعب السوري ... ولكن ان نرى على البث المباشر مجازر يومية وان يصبح الامر عادة مقبولة تستمر ونحن نتناول طعام الغداء يوم الجمعة ، ونطلب الفاكهة والحلوى بعدها ونستمر في الاجترار على صورة طفل دمشقي يغرق في دمه ، وامراة شامية تستنجد كبد السماء وتصيح الله واكبر . بئس الوقت الذي نعيش فيه ، وبئس النظام الذي لا يسمع ولا يرى دماء اولاده تصيح .... وهنا لا بد ان ادعو الى اعادة قراءة القصة العظيمة للكاتب العالمي بريخت ( قصة دائرة الطباشير القوقازية ) وملخّصها ان امرأتان تشاجرتا على امومة طفل رضيع ، هذه قالت انه ابنها وتلك قالت انه ابنها . والطفل الرضيع لا يعرف الكلام ، فذهبتا الى القاضي يبت بينهما ، وكان القاضي داهية مجرّب فرسم دائرة طباشير ووضع الطفل فيها وقال : كل واحدة تسحب الطفل الى صفها ومن تسحبه اقوى يكون لها . فهجمت الام الكاذبة وسحبت الطفل بكل قوة اما الام الحقيقية فخافت ان يموت الطفل من شدة السحب ، فتركته وفازت الام الكاذبة بالطفل . وهنا صرخ القاضي في وجهها : يا كاذبة لو كنت الام الحقيقية لما سحبتي الطفل بكل هذه القوة . وارجع الطفل لامه . ترى وانا اسألكم : من يسحب الان الشعب السوري بكل قوة الى دائرته ؟؟؟؟؟ |