وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

عباس زكي يدعو الى وضع حد لجرائم اسرائيل ويثمن دور تونس في تفعيل الحوار بين الثقافات

نشر بتاريخ: 05/11/2006 ( آخر تحديث: 05/11/2006 الساعة: 21:21 )
تونس- معا- دعا عباس زكي عضو اللجنة المركزية ومفوض العلاقات الخارجية في حركة "فتح" الى وضع حد لجرائم اسرائيل التي ترتكبها ضد المدنيين الفلسطينيين.

واشار زكي في كلمته أمام الندوة الدولية الثامنة عشرة للتجمع الدستوري الديمقراطي التي أنهت إعمالها السبت في تونس والتي انتظمت يومي 3 و 4 تشرين ثاني/ نوفمبر الجاري الى ان معاناة الشعب الفلسطيني من الاعتداءات الاسرائيلية على غرار ما هو جار حاليا في غزة وكذا ما يواجهه الشعبان العراقي والافغاني من مآس يعتبر من قبيل غياب العقل والوعي ويقف على طرف نقيض من منطق الثقافة والحضارة.

واعتبر ان تونس بمبادرتها بتنظيم مثل هذه الندوات التي تتناول مواضيع حساسة وحيوية على غرار البعد الحضاري في العلاقات الدولية للقرن الحادي والعشرين انما "ترد بقوة على تلك القوى التي تتحدث عن حوار الحضارات ولا تفعل في هذا الباب شيئا يذكر" مبينا ان تونس تميزت دوما بالدعوة الى "التعايش والتفاهم وانماء المجتمعات ".

ولاحظ زكي ان هذا الفضاء الفكري الهام الذي يضم مشاركين من 33 بلدا و84 شخصية كبرى, يمثل مناسبة لتوجيه نداء الى كل المسلمين واليهود والمسيحيين الذين يرفضون سياسة البطش والقهر والارهاب حتى يعلنوا موقفا واضحا قويا من اجل وضع حد لجرائم اسرائيل في فلسطين وانهاء معاناة الشعب العراقي.

وأعرب عباس زكي في كلمته عن الامل في أن تثمر مضامين مثل هذه الندوات التي ثابرت تونس منذ التحول على تنظيمها أثرا ايجابيا على صعيد الواقع العالمي والعلاقات بين الامم والحضارات وبما يصون مستقبل البشرية من محاذير الفكر المتعصب المنغلق الذي يقوم على الغاء الاخر.

هذا وقد شدد التقرير الختامي الذى توج اعمال الندوة الدولية الثامنة عشرة للتجمع الدستوري الديمقراطي حول موضوع "البعد الحضارى في العلاقات الدولية للقرن الحادي والعشرين" التي انعقدت في تونس على ضرورة الارتقاء بحوار الحضارات لا سيما من الناحية القانونية الى مرتبة المبادىء الاساسية الحاكمة للعلاقات الدولية.

وحذر من خطورة تغلب منوال حضاري احادي يستغل التفوق التكنولوجي والاقتصادى لفرض مرجعياته على غيره من الشعوب ومؤكدا رفضه للخلط بين الدين الاسلامي والارهاب او تقديم العلاقة بين الاسلام والغرب على انها علاقة تصادم.

وأكد المشاركون في الندوة ضمن هذه الوثيقة على ان الحوار هو الطريق الوحيد للاستقرار وللامن في العالم داعين قوى الخير والسلام في العالم الى التعاون والتكاتف من اجل ترسيخ حوار الحضارات بما يجعله درعا حقيقيا ضد التوترات وعدم الاستقرار مبرزين اهمية تعميق التفكير بغية ايصال حوار الحضارات الى مرتبة عليا وسامية تستفيد منها الانسانية بصورة فعلية الا وهي مرتبة "التضامن الحضارى ".

واكد ان الرهان الكبير اليوم يتعلق بكيفية جعل الحوار والتفاهم يحلان محل القوة في العلاقات الدولية بما يبرز اهمية الديبلوماسية الوقائية وليس الحرب الوقائية.

وبرزت في هذا التقرير جملة من التوصيات دعت بالخصوص الى "اعلان عالمي للتضامن الحضاري" يؤسس للعمل بهذا المبدا على الصعيد العالمي والى تحصين الشباب من مخاطر العنف والتطرف وتشجيع الناشئة على احترام ديانة الاخر مؤكدة على ضرورة الاهتمام بالقيم العائلية باعتبارها تمثل اساس ما يمكن ان تكون عليه العلاقات بين البشر.

كما دعت الندوة في هذا التقرير الختامي كل قوى السلم والعدل في العالم الى بذل قصارى الجهد من اجل ايقاف العدوان الذى يتعرض له الشعب الفلسطيني والعمل بحزم على تطبيق الشرعية الدولية والى اصلاح الامم المتحدة بصورة عميقة حتى يصبح للشعوب الموقع الذى تستحقه.