وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

العالم يأمل أن تعزز مبادلة الأسرى مساعي السلام بالشرق الأوسط

نشر بتاريخ: 19/10/2011 ( آخر تحديث: 19/10/2011 الساعة: 11:28 )
القدس- معا- عبر زعماء العالم يوم الثلاثاء عن أملهم أن تساعد مبادلة الأسرى بين اسرائيل والفلسطينيين على إحياء مساعي السلام المجمدة منذ أكثر من عام.

وقال محللون إنه مع أن مبادلة الجندي الاسرائيلي المأسور جلعاد شاليط مقابل 477 سجينا فلسطينيا احتفل بها الجانبان فإنها لم تعالج أي نزاع من النزاعات الرئيسية التي تعوق محادثات السلام منذ 20 عاما.

ولم تبدر أي علامة من اسرائيل أو حركة المقاومة الإسلامية او السلطة الفلسطينية للرئيس محمود عباس على ان الصفقة التي توسطت فيها مصر قد تكون منطلقا للحوار.

غير ان زعماء العالم رأوا مع ذلك مجالا للأمل بأن تحسن المناخ الاقليمي سيرسي الأساس لاحياء محادثات السلام التي انهارت العام الماضي بسبب استمرار اسرائيل في توسعها الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة.

وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي "أود الاعتقاد بان هذا سيسمح باستئناف المحادثات مرة اخرى. حينما يتحدث الجميع بعضهم الى بعض فإن ذلك يساعد على تسهيل الأمور."

وقال ساركوزي الذي كان يتحدث في جنوب فرنسا "إنه لفرنسا مبعث ارتياح كبير وفرحة غامرة ودليل على أنه حتى في أحلك اللحظات يمكن أن ينبعث الأمل." ويحمل شاليط الجنسية المزدودجة الفرنسية والاسرائيلية وكانت باريس تتابع عن كثب محنته.

وحث وزير الخارجية البريطاني وليام هيج على البناء على قوة الدفع التي ولدها الافراج عن شاليط لحث خطى محادثات السلام مع الفلسطينيين.

وقال هيج لوكالة "رويترز" خلال جولة في شمال افريقيا "التمكن من إجراء مفاوضات ناجحة بشأن هذا الموضوع الصعب يبعث بصيص امل في مشهد يتسم بالقتامة في كثير من الاحيان.

"اعرف انه من المهم للاسرائيليين والفلسطينيين العودة للتفاوض بشأن عملية السلام في الشرق الاوسط وتناولها بالطريقة نفسها."

واضاف "نحن نعتقد على وجه الخصوص انه ينبغي لاسرائيل ان تكون مستعدة لتقديم عرض اكثر حسما مما قدمه الزعماء الاسرائيليون في السنوات الاخيرة بشأن عملية السلام لمنح المحادثات فرصة للنجاح."

وقال هيج ان القيود المشددة في المعابر الحدودية لقطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس اتت بنتائج عكسية. واضاف "آمل أيضا ان يشجع ذلك اسرائيل على تخفيف القيود على نقاط العبور الى غزة. اسهم تشديد القيود بشكل عام في تقوية حماس لا اضعافها."

ورأى مبعوث رباعي وسطاء السلام في الشرق الاوسط توني بلير فرصة لاستئناف عملية السلام. وقال لهيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) "آمل ان تتيح (مبادلة الاسرى) لنا فرصة ليس فحسب فيما يتعلق بغزة حيث تتولى حماس المسؤولية حاليا لكن ايضا من اجل... احياء مصداقية عملية السلام التي ينبغي لنا حقا أن نمنحها الاولوية."

وأضاف قوله "إن ما حدث يتيح فرصة لتغيير الجو السائد وتغيير السياق ولكن يجب أن نستغل ذلك للمضي قدما ومحاولة احياء مفاوضات تتمتع بمصداقية من أجل حل الدولتين."

وقال متحدث باسم المستشارة الالمانية انجيلا ميركل إنها تعول على التعاون الناجح بين اسرائيل ومصر الذي ادى الى مبادلة الأسرى في نزع فتيل التوترات التي ثارت في الاونة الاخيرة بين الجانبين.

وقال المتحدث باسم ميركل في إشارة الى دور القاهرة كوسيط في النزاعات الفلسطينية الاسرائيلية ولاسيما فيما يتعلق بالقضايا الامنية حول غزة " ستكون هذه مساهمة مهمة لعملية السلام في الشرق الاوسط."

وقال الرئيس الالماني كريستيان وولف في رسالة الى نظيره الاسرائيلي شمعون بيريس ووالدي شاليط ان المبادلة "علامة على مستقبل يسوده السلام لاسرائيل والمنطقة."

وقال الامين العام للامم المتحدة بان جي مون أنه يتوقع ان تعزز صفقة مبادلة الاسرى بين إسرائيل والفلسطينيين فرص عملية السلام الأوسع نطاقا.

وقال بان لرويترز "آمل مخلصا مع هذا الافراج أن يكون الاثر ايجابيا وواسع النطاق على عملية السلام المتعثرة في الشرق الاوسط."

غير ان معظم المحللين كانوا متشككين إذ يرون أن مبادلة الأسرى حدث استثنائي لم يفعل شيئا لمعالجة الخلافات السياسية بين اسرائيل والفلسطينيين.

وقال انطوني إسكينر مدير الشرق الاوسط في معهد مابلكروفت للبحوث "أميل إلى أن اكون متشككا بعض الشيء في ان يكون هذا الامر إيذانا باي تحول حقيقي في المفاوضات بالنظر الى تعدد العقبات التي تحول دون التوصل لتسوية سلمية."

وأضاف قوله "ليس أقلها وضع القدس ومبادلات الأراضي في سياق اتفاق لحدود ما قبل عام 1967 واستمرار توسيع المستوطنات الاسرائيلية وتأييد الحق في العودة للفلسطينيين في المنطقة وخطر استمرار الهجمات من جانب المتشددين وإرادة السلطة الفلسطينية في نيل اعتراف دولي."