وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

نم قرير العين يا تيتان

نشر بتاريخ: 22/10/2011 ( آخر تحديث: 22/10/2011 الساعة: 07:32 )
بقلم: خالد عرباس

أبدأ مقالتي هذه بأبيات من الشعر للشاعر ابن الرومي حيث قال في رثاء عزيز له

وأنت وإن أفردت في دار وحشةٍ فإني بدار الأنس في وحشة الفرد

أود إذا ما الموت أوفد معشراً إلى عسكر الأموات أني مع الوفد

عليك سلام الله مني تحية ومن كل غيث صادق البرق والرعد

أكتب هذه المقالة رغم هول الصدمة التي وقعت علي كالصاعقة حيث عجز اللسان عن وصف الكلمات لهذا الرجل وما كنت يوما أتوقع أن أكتب عن صديقي إبراهيم هذا الرثاء. وأنا غير مصدق لما حصل لخبر وفاة صديقي وزميلي العزيز ورفيق دربي طوال مسيرة طويلة قضيناها في ادارة النادي الأهلي القلقيلي هذا النادي العزيز على قلوبنا جميعاً والذي لولاه لما تلاقينا أو اجتمعنا حيث كنا كالأسرة الواحدة نقضي جل أوقاتنا في خدمة هذا النادي العريق . فبعد ظهر يوم الأربعاء الماضي وعندما كنت في مكان عملي وقع الخبر علي كالصاعقة من خلال مكالمة عبر الجوال الخاص بي تفيد بالخبر المشؤوم ولهول الخبر لم أصدق ذلك . لكن لا اعتراض على قدر الله وقضائه لأن الموت حق علينا جميعا ولا مفر منه وانتهاء الأجل الذي يخطف الأعزاء والأحباب من بين أيدينا.
لقد كان وقع الخبر صعب علي ، صحيح أن الجميع ذهل وانقبضت القلوب عند سماعها رحيل هذا القائد الأخ العزيز والمناضل والمثابر وصاحب المبدأ الذي لا يحيد عنه رغم كافة الضغوطات التي مورست عليه خاصة في الأزمة الأخيرة التي حلت بالنادي وما زالت وذلك من اجل بلده ووطنه وناديه الأهلي. فذهبت ابحث عنه في المستشفيات من أجل التأكد من الخبر فاصطحبت رفاق الدرب أعضاء ادارة النادي ومحبيه قصي عناية وإبراهيم حسنين ومعاذ نزال وماهر بكر وأحمد عودة وأسامة ابو خضر وجمال غالب وخالد عبد الحافظ وامجد سليم فوجدناه مسجيا في منزله لنتأكد من الخبر الحزين بوفاة إبراهيم تيتان فأجهش الجميع بالبكاء على فراق الحبيب الغالي وأخذنا نواسي بعضنا البعض غير مصدقين من شدة هول الصدمة والحدث.

هذا البكاء لم يخرج من أعيننا إلا لأننا عرفنا هذا الرجل الصادق والصامد والمخلص والجاد في جميع المجالات التي كلف بها. وبعد عطاء استمر أكثر من إحدى عشر عاماً قضاها في ادارة هذا النادي وجدناه الأب الحاني لأبنائه اللاعبين من كافة الفرق الرياضية خاصة منهم الصغار الذي كان يتابع تدريباتهم ومبارياتهم جميعها وكان يعاملهم معاملة خاصة ويوفر لهم ما يستلزموه من مستلزمات واخص بالذكر اهتمامه اللامحدود في فريق كرة الطائرة الذي تم تشكيله قبل عام ونصف وإصراره على أن يكون لهذا الفريق شأن كبير في المستقبل القريب ليقارع الفرق الكبيرة في هذه اللعبة. كما كان له دور بارز في إقامة المخيمات الصفية والإشراف عليها بشكل شخصي بل كان يصر في كل عام بأن يكون مخيم للأطفال للزهرات والأشبال وهذا ما كان يتصف به هذا القائد لحبه للأطفال وزرع الفرحة والبسمة في وجوهم وكانت مخيمات النادي الأهلي من أنجح المخيمات التي كانت تنظم وتقام على مستوى الوطن.
رحل عنا ابو السعيد وفي مخيلته الكثير الكثير من العمل لأجل هذا النادي العريق وأبنائه لكن قدر الله كان أسرع وخطف هذا العزيز على قلوبنا جميعا بسرعة قبل أن يكمل مشواره ومعاهدين له أن نكون الأوفياء ونكمل المشوار الذي بدأه.

إلى جنات الخلد أخي إبراهيم وكما كنت تحب أن نلقبك بأبا خليل. فنم قرير العين يا تيتان فإن القلب ليحزن وان العين لتدمع وإنا على فراقك يا ابو السعيد لمحزونون
إنا لله وإنا إليه راجعون