وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

محطات من دورينا

نشر بتاريخ: 22/10/2011 ( آخر تحديث: 22/10/2011 الساعة: 13:35 )
بقلم: صادق الخضور

يغادرنا منتخب الشباب اليوم للمشاركة في بطولة آسيا تحت 19 عاما بقيادة كادر فني متميز، نتمنى للمنتخب التوفيق ونستغرب اعتذار بعض اللاعبين عن الالتحاق أصلا بالمنتخب لارتباطات جامعية.

مواقف جديرة بالتوثيق
** بعض أعضاء إدارة شباب الخليل منذ ظهيرة المباراة يجلسون على بوابات الملعب يحاولون جمع الدعم للفريق من خلال بيع التذاكر بمبالغ تشجيعية غير آبهين بتعليقات قلة لا يعجبها العجب، ويحرصون على حثّ الجماهير على شراء التذاكر بمبالغ إضافية رمزية، والخطوة وإن كانت تعبر عن مدى الالتزامات التي باتت على الأندية إلا أنها تعبر قبل ذلك عن مدى الانتماء وصدقه، وعن وجود روح منتمية متوقدّة لا زالت تضفي على دوري الاحتراف بعضا من بريقه الخافت، لكن وإذ نقدّر ذلك ندرك أن تبعات الاحتراف وكثرة متطلباته فرضت على الأندية واقعا وجب معه الاستنفار وحشد كل الجهود لتلبية المتطلبات، وللعلم فقد تكرر المشهد في معظم المباريات ومن طرائف ما حدث أن عضوين في الإدارة استغرقا في حثّ الجماهير على الدعم وواصلا بيع التذاكر ليكتشفا أن المباراة ابتدأت منذ 10 دقائق، وليسارعا إلى الملعب لحضورها.

** جماهير العميد تزحف بالآلاف، وتواصل زحفها ووقوفها خلف فريقها، وإذا كان البعض ركّز على خروج قلّة منها عن النص أحيانا، فيجدر التنويه والإشادة بما فعلته غالبية الجماهير في مباراة الثقافي حين هتفت للثقافي بعد نهاية المباراة وحيّته في مشهد قلما- بل لا - تشهده ملاعبنا، إذ آزرت الفريق الضيف معبرة عن مساندتها له، وهذا الموقف حريّ بأن يكون موضع اهتمام الصحافة والاتحاد، فالتعبير عن الشكر لجماهير فريق لن يزيد هذه الجماهير إلا حرصا على تجسيد سلوك رياضي احترافي محترم، ويجب أن تشهد وقفاتنا الناقدة التعزيز كما التعزير، وأن يتم التعامل مع كل موقف بما يستحقه من شكر وثناء أو عتاب.

** إشراك واد النيص حارسها الكبير في السنّ في نهاية المباراة مع الأمعري تعبير عن تكريم وتقدير كبيرين والأمعري بحاجة إلى وقفة متأنية لمحاولة تدارك الأمور، لا زال التعويض ممكنا، والفريق بما يحوز عليه من لاعبين كبار وإدارة مجتهدة وجهاز فني وجماهير وفية قادر على العودة من بعيد، وما دمنا نتحدث عن مواقف جديرة بالتوثيق، فنستعرض العودة الميمونة في المباراتين الأخيرتين للترجي للاعب شادي فرحان إذ يحسب للجهاز الفني الإعداد النفسي للاعب بعد البداية المتعثرة له، فقد توسم فيه الجهاز الفني خيرا، فكان أن عاد اللاعب بشهية مفتوحة ليصنع وليسجل.

منتخب الشباب: حقائق تصنع الفارق
فوجئت عندما عرفت أن بعض اللاعبين الجامعيين يعتذرون عن المشاركة في منتخب الجامعات- وحتى في المنتخب الأول- لأن جامعاتهم لا تتعاون معهم، وزادت الغرابة عندما عرفنا أن دولا مثل الأردن مثلا تفرّغ لاعبيها في كل المنتخبات لدى وجود استحقاق بتعاون مع الجامعات وأماكن العمل وتوفر لهم كل ما من شأنه ذهابهم وعودتهم بأريحية.

المطلوب من الجامعات أن تبادر للإعلان عن دعمها المطلق للمنتخبات، ويجب أن يكون هناك دور لعمداء شئون الطلبة في تيسير المهمة، وللاتحاد الرياضي الجامعي في ذلك وبما يعزز إيجابية التعاطي مع المنتخبات، وقد سبق وأن اعتذر لاعبون عن المشاركة في المنتخب الأول لوجود ارتباطات جامعية.

للأسف ..دوما نتوقف كلنا عند النتائج التي تحققها المنتخبات ولا نبحث فيما وراء النتائج من غيابات، وغياب ثقافة الإعداد لفرق الفئات العمرية في الأندية، وعدم التخطيط بعيد المدى والعمل على بناء فرق وتأسيسها بدلا من الاستعجال وهذا يقودني للمنتخب النسوي الذي يبدو أننا يجب أن نشرع فورا في بنائه من الصفر مع لاعبات ناشئات لإكسابهن أساسيات المهارات ومن ثم ننطلق بعد عامين أو ثلاثة، وأية مشاركات خلال هذه المدة ستكون موظفة في سياق مزيد من الاحتكاك، حينها سيتفهم الجميع ذلك.

كل تمنيات التوفيق لمنتخب الشباب الذي واصل استعداداته كل نهاية أسبوع، وللجهاز الفني وللاعبين.

لاعب يحظى بإعجاب الجميع
إنه مراد إسماعيل لاعب الوسط الهلالي الذي يواصل تقديم مستوى استثنائي، ومن خلال ملاحظات المتابعين في الملاعب يتضح أن هناك إجماعا على دوره في إيجاد اتزان في الوسط الهلالي، ووجود قدرات تمكنه من القيام بأدوار هجومية ودفاعية، فهو ذو حركة دائبة داخل المستطيل الأخرى وتمريراته مدروسة وتعمد إلى تغيير اتجاه اللعب، وكأنه يتمتع بميزة عين الصقر التي تقف على دقائق المشاهدات في برهة من الزمن.

علاوة على كل هذا وذاك، اللاعب ملتزم ويجسد سلوكا غاية في الروعة، فقلما يكون طرفا في احتكاكات لفظية أو جسمانية مع غيره من اللاعبين. وعلاقته مع زملائه اللاعبين من الأندية الأخرى محطة مضيئة تعكس مدى ألمعية اللاعب ودماثته، فمراد إسماعيل يشكل إضافة نوعية لمنتخبنا الوطني، والمواصفات الفنية التي يمتلكها تستحق الإشادة، فبالتوفيق له في قادم الأيام.

خطوط الدفاع تحت المجهر
** كي لا يبقى التركيز على المهاجمين في دورينا نرصد بعض المدافعين المتميزين ونبدأ بالمصري مدافع الغزلان الذي نسجل له حسن التصرف مع الكرات العالية وتوجيه خط الدفاع ووجود روح قتالية في اللعب لكنها تتحول أحيانا إلى اندفاع قوي قد يصل في بعض مراحله حد التسرع، فكل التحية له.

** في الهلال رصدنا اللاعب عبد السلام سويركي حيث الهدوء والتحكم بالكرة، والارتقاء وكلها مقومات لمدافع عصري يشارك في المباريات الحاسمة ويبدع.

** جهاد ربيع ..صخرة شبابية، وقدرة واعية على قراءة هجمات الآخرين والتمركز الصحيح في المواقع، وفوق هذا وذاك قدرة على التحكم بالكرات العرضية وإجادة الضربات الرأسية، فهو من أبرز المدافعين الوافدين لدورينا هذا الموسم.

** رأفت عياد مدافع المكبر الذي يلعب أحيانا في خط الوسط ليؤكد ألمعيته وقدرته على فرض إيقاعه، ولياقته العالية تعبير عن مدى مثابرته وحركته الدائبة تعبير عن وجود حرقة لديه تجعله تتجاوز دور المدافع إلى دور الحاث للاعبين الآخرين على التحرك، فهو يمتلك صفات القائد.

** خط دفاع الثقافي كله متجانس، يلعب بهدوء أعصاب ويتناقل كرات أرضية قصيرة تتيح بناء الهجمات من الخلف، ولا زال خط دفاع الأمعري موضع استغراب مع الإشادة بالجهة التي يتمركز فيها اللاعب أحمد عبدالله ودوره في إسناد الهجوم وإرسال كرات طولية في العمق للمهاجمين، وستكون لنا عودة لبقية الفرق.

بانتظار الإعلان عن ...
انطلاق دوري المحترفين ب أو الدوري الذي لا نعرف اسمه بالضبط ، الفرق تواصل استعداداتها، بل وبعضها دخل مرحلة الملل من كثرة الاستعداد، وأصيب لاعبوه من كثرة التدريبات والاحتكاك .

بانتظار الإعلان عن موعد الدوري وانطلاقته لتزداد الإثارة في ملاعبنا، فانطلاقة الدوري ستعيد ملعب أريحا إلى الواجهة، وستفعّل ملعب البيرة الجديد .
الإعلان عن بدء الدوري وآلياته مطلب لكل الفرق.
بانتظار ذلك ونأمل ألا يطول الانتظار .