|
أبناء الاسرى- منهم من رأى والده ومنهم من ينتظر!
نشر بتاريخ: 22/10/2011 ( آخر تحديث: 23/10/2011 الساعة: 10:28 )
غزة - معا - "كنت أبكي عند كل زيارة لوالدي وخاصة عندما تنتهي الزيارة، وكنت أتمنى أن يخرج لأحل مكانه خلف القضبان" بهذه الكلمات وصف إبراهيم اللعماوي شعوره الذي كان يراوده عند زيارة والده المعتقل لدى الاحتلال الاسرائيلي منذ 18 عاما.
إبراهيم كان واحدا من أبناء الأسرى الذين لم يحرروا في صفقة التبادل الحالية .. خرجوا ليهنئوا من افرج عنهم ضمن هذه الصفقة، وكغيره يتمنى أن يخرج والده في القريب العاجل ليحيا بين أسرة قد اكتمل معناها. إبراهيم حلمي اللعماوي 21 عاما، من سكان دير البلح وسط قطاع غزه، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي والده حلمي اللعماوي منذ أن كان طفلا ابن 3 سنوات، وحكم على والده بالمؤبد قضى منهم 18 عاما. كان من المقرر أن يتم الإفراج عن والده ضمن صفقة التبادل الأخيرة ولكن دون أسباب يعرفها تم حذف اسم والده من ضمن قائمة الأسماء المنوي الإفراج عنها في صفقة التبادل. يروى اللعماوي كيف حولت قضبان السجن طفولته إلى عزلة وحزن حرمته من أن يتذوق نعمة وجود الأب قائلا "أصعب يوم في حياتي يوم العيد، حيث أشعر بالنكد والحزن". ويضيف اللعماوي وقد بدت عيناه وذاكرته تسترجع صور طفولته التي حرمت من حنان الأب" كنت أرتدي ملابس العيد عندما كنت طفلا ولكن لم أكن اشعر بالفرحة ولم أكن أخرج أيام العيد، فقد كنت أرى أصحابي يخرجون مع أبائهم يوم العيد كنت وقتها لا أتمالك نفسي، وأظل داخل البيت". ويقول اللعماوي انه كان يتمنى أن يظل مع والده وقتا أكثر عندما كان يزوره في السجن، وأن شعورا كان يراوده حينها يتمنى أن يأخذه معه إلى البيت، واصفا عدم تحمله لأساليب التفتيش التي كان يتبعها الاحتلال عند كل زيارة. ويؤكد اللعماوي أنه على استعداد للموت من أجل أن ينعم والده بالحرية"، وأتمنى أن يكون إلى جانبنا، فأنا لا أقدر أن أعيش بدونه". من لم يذق الحرمان والمأساة لا يمكن أن يشعر بها كصاحبها، اللعماوي يصف مدى الشعور بالنقص الذي يخلفه غياب الوالد" هناك شعورا بالنقص لدى بسبب الفراغ الذي خلفه غياب والدى فأنا دائما أفكر فيه، وأشعر باليتم لغياب أبي، وبوجوده بيننا لن يكون هناك فراغا في حياتنا ". وأضاف اللعماوي أنه وعائلته المكونة من والدته وأخته شعروا بالحزن لعدم خروج والده من السجن ضمن صفقة التبادل، إلا أنهم شعروا بالفرح لخروج عدد كبير من الأسرى. وطالب اللعماوي حركة حماس أن يكون والده ضمن الدفعة الثانية من الصفقة، داعيا الجميع للوقوف إلى جانب الأسرى " فأنا أتمنى أن يخرج والدى بأقرب وقت ممكن اليوم قبل غدا". أما صالح فرج الرماحي 20 عاما لم تختلف معاناته بهذه الكلمات بدأها " لا أقول كلمة يابا سوى مرتين بالشهر عندما كنت ازور والدي"، وذلك قبل 6 سنوات من منع زيارة أسرى قطاع غزة. ويتابع الرماحي الذي اعتقل والده وهو طفل يبلغ سنة واحدة والمحكوم بالمؤبد " هناك فرق شاسع عندما يتواجد الأب، بتخف المسؤولية والواحد بشوف حياته". ويضيف أنه وأخته التي كانت حينها لم تكن مولودة عندما اعتقل والدهما بأنهما يسمعان مجرد سمع باسم الأب" كما أنني عندما كنت أزوره كنت أحاول رفع معنوياته، حتى انني كنت اكذب عليه بأن هناك مفاوضات حول الأسرى، وأقول له بأنه لا ينقصنا شيء سوى وجوده في البيت، وأنا الآن لم أراه منذ 6 سنوات". ويقول الرماحي بأنه قام بتأجيل موعد زفافه على موعد بأن يتم الإفراج عن والده ضمن هذه الصفقة ولكن لم يتم ذلك... دون أن يفقد الأمل. |