وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

المحررون: بعث جديد.. وبحث حثيث عن اميرات القلوب

نشر بتاريخ: 22/10/2011 ( آخر تحديث: 23/10/2011 الساعة: 10:29 )
غزه - خاص معا - قبل يوم واحد من خطوبته تبرع فصيل بوجبة غذاء لفرح مرتقب للأسير المحرر غازي النمس بحي الصبرة جنوب مدينة غزة، والبحث كما يقال هناك لا زال جارياً عن عروس لهذا العريس الذي أمضى خلف القضبان ما يزيد عن 25 عاماً.

الفرحة منقوصة في الخيمة التي أقيمت قبل يوم من تحرير النمس، ذلك أن والدته الحاجة فاطمة النمس لم تعش الفرحة مع عائلتها لاستقبال ابنها المحرر الذي لطالما تمنيت لقاءه في هذه اللحظات ولكن المنية لم تمهلها عاماً آخراً فقد ووريت الثرى بعد يوم واحد من اعتصام الأسرى الذي واظبت على حضوره كل اثنين بمقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

البحث في غزة جار على قدم وساق عن عرائس للأسرى المحررين غير المتزوجين، فقد كانت إحدى عيني أمهاتهم على أبنائهم على المنصة والأخرى تبحث عن عروسة مناسبة لهذا المقاتل الذي آن له الاستكانة ولو قليلاً.

|151553|

وحتى يجد العريس عروسة تروقه فإن خيام الاستقبال لم تكف عن استقبال المهنئين بحريته ولم تفرغ بيوت اهالي الأسرى المحررين من استقبال الوفود المهنئة والمباركة ، وفود تذهب ووفود تأتى من مختلف الفصائل الفلسطينية.

مصادر أكدت لـ" معا" أن هناك استعدادات لتزويج عشرات الأسرى المحررين بمحافظة رفح جنوب قطاع غزة، بعد إنهاء الاحتفالات الخاصة بتحريرهم.

الأسير المحرر إسماعيل فياض المحكوم عليه 27 عاماً أٍمضى منهم 9 سنوات وما زال غير متزوج، أنه وبالرغم من الأساليب التي تتبعها إدارة السجون الإسرائيلية من أجل كسر عزيمة الأسرى إلا أن معنوياته ما زالت عالية.

كما أكد فياض هو أيضاً أن جميع الأسرى داخل السجون معنوياتهم عالية، ويطالبون المقاومة الفلسطينية بأسر المزيد من الجنود:" لأنه ما زال هناك العديد من الأسرى ممن حكم عليه بالمؤبدات، ولن يخرجوا إلا بالقوة"، مضيفا أن هناك غصة في قلوبهم إلا أنه في ذات الوقت فرحين بخروج 1027 أسير وأسيرة".

|151555|

وبالنسبة لتغير ملامح حارته بعد 9 سنوات من الاعتقال يقول فياض: إن معالم الحارة لم يتغير منها شيء سوى أن هناك مبان لم تكن موجودة من قبل، كأنه اعتقل بالأمس".

وقالت والدة الأسير فياض أن من ضمن مخططاتها القريبة لإسماعيل تزويجه عما قريب، مضيفة أنه تملكها شعوران تتوقع و لا تتوقع الإفراج عن ابنها ولكنها في قمة فرحتها حين رأته أمام عيونها وآن وقت الفرح.

أما المقيمون بالفنادق من الأسرى المحررين المبعدين لغزة فإن بعضهم ينتظر زوجته وأطفاله من الجانب الآخر من الوطن، ومن لم يتزوج يتأقلم على ظروف الحياة المحيطة فإما يقوم بزيارة خاطفة للسوق أو يتطوع أهل البلد لأخذه في جولة مسائية على شوارع غزة ومرافقها" ليبدأ حروف حياته الأولى".

|151556|

المؤسسات الخاصة بالأسرى لم تكف عن جولاتها المكوكية على المحررين مهنئة ومرحبة، وفي جولة رافقت فيها معا جمعية الأسرى والمحررين " حسام" قال رئيس الجمعية موفق حميد خلال مقابلة معه أن الجمعية قررت زيارة جميع الأسرى المحررين في قطاع غزه تبدأ من الشمال حتى الجنوب، حيث تم في اليوم الأول زيارة ما يقارب 13 أسيرا من مختلف الفصائل الفلسطينية".

وأكد حميد أن هذه الزيارة هى رسالة محبة وتضامن مع ذوى الأسرى المفرج عنهم ومشاركتهم فرحهم، مضيفا أن الجمعية تشارك الأسرى حزنهم ومختلف مناسباتهم.

وقالت جيهان " 25 عاما" ابنة الأسير المحرر جميل طرخان المحكوم مدى الحياة من سكان شمال غزة:" لم نكن سابقا نشعر بالسعادة، أما اليوم نشعر أنه عيد، أصبح كل شيء حلو، نشعر وكأننا ولدنا من جديد، والحياة رجعتلنا".

ووصفت زوجة الأسير المحرر طرخان "أم أدهم" سنين الغياب والفراق- قضى 22 عاماً بالسجون- بأنها كانت سنوات طويلة مرت، مليئة بالمرارة والعذابات، مضيفة أنها قامت بتربية أطفالها حتى أصبحوا يافعين، وأن ذلك يرجع إلى فضل الله.

وأضافت زوجة طرخان بأن كان لديها شعور قوى بأنه سيتم الإفراج عن زوجها، وذلك لإيمانها بالله ومن ثم بالمقاومة الفلسطينية، وتابعت:"لم أصدق حتى الآن أنى رأيته، وهو كذلك لم يصدق أنه الآن بين عائلته وأهله وأصدقائه".

أما الأسير المحرر رامي المصري المحكوم عليه 40 عاما قضى منهما 5 سنوات من سكان بيت حانون، متزوج و لديه 5 أطفال يقول: " شعور لا يوصف عندما يجد الإنسان نفسه بين أهله، وخاصة بأن يتم الإفراج عن أي أسير ضمن صفقة مشرفة مثل هذه الصفقة فهذا له معنى كبير لدي".

وأضاف المصري ان هذه الصفقة تعطى الأمل لجميع الأسرى الذين لم تشملهم الصفقة، مؤكداً أن معنوياتهم عالية داخل السجون.

وذكر المصري أن جميع الأسرى داخل السجون يطالبون بتفعيل قضيتهم على كافة الأصعدة محلياً وعربياً ودولياً وخاصة بعد أن قام الرئيس عباس بالتوجه للأمم المتحدة وجعلها قضية دولية.

والدة الأسير المحرر عبد الحليم كفارنة المحكوم مدى الحياة، والذي ضحى بـ21 عاماً من عمره وحريته داخل المعتقل- غير متزوج وعمره الآن 45 عاماً- تصف مشهداً من مسلسل مرارة البعد:" دائما عند الأكل أبكى ودائما فيٍ كل صلاة كنت ادعى بان يفك الله أسره، وكنت امسك صورته وأتأمل فيها وأقول:" متى بدك تطلع وأجوزك وأفرح بيك".

وتتابع قائلة:" ما كنت أبكى أمام بناتي وهن عندي، ولكن عندما يذهبن كنت أبدأ بالبكاء"، و تضيف أن الدنيا لم تسعها عندما خرج "حيث قمنا بتجهيز الغرفة له من أثاث وملابس".