|
المركز القومي ينظم ندوة حول المرأة والتحولات السياسية في الوطن العربي
نشر بتاريخ: 23/10/2011 ( آخر تحديث: 23/10/2011 الساعة: 09:57 )
غزة-معا- نظم المركز القومي للدراسات والتوثيق بغزة ندوة سياسية بعنوان "المرأة والتحولات السياسية في الوطن العربي ـ العنف، التمييز، المصادرة"، شاركت في تقديمها كل من الناشطة النسوية نادية أبو نحلة مدير طاقم شؤون المرأة، والناشطة النسوية تغريد جمعة، وأدار الندوة الناشطة النسوية وسام جودة من مركز شؤون المرأة.
وافتتحت الندوة وسام جودة مرحبة بالحضور وتقديم الشكر للمركز القومي على رعايته لمثل هذه الندوات واهتمامه بدور المرأة في المجتمع. واوضحت جودت ان العام الماضي شهد موجة عارمة من الثورات في البلدان العربية، وكانت الثورة التونسية هي الشرارة الأولى للثورات العربية الأخرى، وكان أسبابها الفساد الاجتماعي وإهدار الحقوق والحريات وانهيار الأحوال المعيشية، وحملت هذه الثورات شعار واحد هو "الشعب يريد إسقاط النظام". وأكدت بان المرأة بدورها شاركت في الثورات ولم يكن بينها وبين الشارع أي حاجز سياسي أو اجتماعي أو ثقافي، وكان حاضرة بشكل كثيف في كل الثورات العربية. وأعطت الكلمة للناشطة تغريد جمعة لكي تتحدث عن واقع مشاركة المرأة في الثورات العربية، فقالت: لعبت المرأة دورا أساسيا في الانتفاضات والثورات العربية وكان تواجدها الدائم في الشارع بمثابة عام هام لإظهار قوة النساء ومدى تأثيرها في عملية التغيير، واستطاعت النساء العربيات بغض النظر عن عقيدتهن وأفكارهن وطريقة لبسهن أن يسمعن العالم صوتهن، من تونس إلى القاهرة، ومن المنامة إلى صنعاء، للمطالبة بعملية الإصلاح. وأضافت بان الثورات العربية أزالت الفروق بين الجنسين فأرض الثورات ساوت بين الرجال والنساء من أجل مجتمع حر وديمقراطي. وقدمت جمعة نماذج من مشاركة النساء في الثورات العربية، فأشارت إلى المرأة التونسية التي خرجت منذ اليوم الأول إلى الشوارع، وكان لها دور واضح ومميز ومؤثر في عملية التغيير. وفي مصر شاركت النساء الرجال في ميدان التحرير على مدار أيام الثورة، وتعرضن للاعتقال والضرب مثلهن مثل الرجال دون تمييز. وفي سوريا شاركت النساء في المدن والقرى، وكان إضرابهن الشهير عن الطعام أمام وزارة الداخلية للإفراج عن المعتقلين السياسيين، وبلغ عدد النساء اللاتي قتلن في سورية نحو مائتي سيدة، رغم أن انتفاضة الحرية لم تنته بعد. وفي اليمن حيث الوضع الأصعب، فلم يكن يسمح للمرأة قبل الثورة بما سمح لها بعد اندلاع الثورة، فالمرأة اليمنية كان محظور عليها المشاركة في الأنشطة العامة ويسمح لها العمل في وظائف محددة، أما في ثورة التغيير فقد امتلأت الساحات بهن وتعرضن للضرب والاعتقال، ولعبن دورا بارزا في المظاهرات والمسيرات والاحتجاجات. وأكدت جمعة على ظهور أسماء نسوية جديدة لمعت في ثورات التغيير ولعب دورا متميزا، بينما توارت عن الأنظار الأسماء النسوية التقليدية، ومن هذه الأسماء: أسماء محفوظ (مصر)، ولينا بن مهني (تونس)، وتوكا كرمان (اليمن) التي حازت على جائزة نوبل للسلام لنشاطات في الدفاع عن حقوق المرأة. وإيمان العبيدي، وغيداء التواتي (ليبيا). أما نادية أبو نحلة في مداخلتها عن أثر التحولات السياسية على المرأة في الوقت الراهن، قالت إن الحديث عن النساء ودورهم من أكثر الموضوعات صعوبة، فنحن نتحدث عن الحرية والمساواة والمواطنة الكاملة والعدالة الاجتماعية، وهناك تشابكات كثيرة تتداخل في هذا الموضوع، فالمسالة لم تبق رهن وضع سياسي يتمثل في إسقاط النظام، بل يتطلب تغيرات كبيرة في البنى الاجتماعية. وأضافت، إذا لم يكن هناك تغيير في علاقات الإنتاج والبنى والهياكل والمؤسسات الاجتماعية والاقتصادية والدينية في داخل المجتمعات، لا يمكن أن نسير خطوات باتجاه التحول الديمقراطي. وطرحت أبو نحلة مجموعة من الأسئلة التي تشكل إجابتها تحديد المسار الذي نتوجه إليه والمرأة جزء من هذا المسار، فقالت: "هل نحن في خضم هذه الثورات العربية نقترب من تفكيك هذه البنى؟، هل سيتم تغيير في علاقات الإنتاج داخل المجتمعات ونصل إلى اقتصاد حقيقي وعدالة اجتماعية؟". وبناء على هذه الرؤية، ترى أبو نحلة أسباب اندلاع الثورات، بان هدف الثورة أية ثورة ليس قلب النظام فقط ، بل تحقيق مطالب مرتبطة بالحريات العامة وبالحقوق وبالمواطنة وبالعدالة، يجب أن يكون هناك أدوات لأي ثورة تقوم ضد هذا النظام أو ذاك. وتضيف بان ما يحدث في الحالة العربية يعود إلى أن هناك ظروف اقتصادية متدنية جدا، وانتهاك عالي للحريات والحقوق، وارتفاع في مؤشرات البطالة والقهر، أدى لوجود الثورات العربية. وتتساءل أين ذهبت هذه الثورات؟ هل هناك برنامج واضح متفق عليه من قبل قوى المعارضة يرتبط بالقضايا السياسية والاجتماعية. وعن مشاركة المرأة في الثورات أكدت أبو نحلة مشاركتهن وتعرضن لكل أنواع القهر والانتهاك، ورغم كل هذا الحراك الشعبي للمرأة، إلا أنني لا اتفق مع ما قالته زميلتي بان الثورات إزالة الفروقات بين الجنسين، لان الجماهير خرجت دون وجود أجندة متفق عليها، وان الدعوات كانت موجه بالأساس نحو التغيير السياسي، وليس هناك اتفاق على التغيير الاجتماعي. أما بالنسبة للتحولات السياسية، تقول أبو نحلة، حتى الآن لم تظهر ملامح المرحلة السياسية لكي نحدد وضع المرأة فيها، إلا أن ثمة مؤشرات ايجابية، بعد أيام ستكون هناك أول انتخابات لمجلس تأسيسي في تونس وهو الذي سيحدد ملامح الدولة القادمة، وفي تونس اليوم صورة ايجابية عن تمثيل النساء، حيث أقرت مناصفة بين الرجل والمرأة لكل منهما 50% وهي أول سابقة في الحالة العربية، وهذا يعكس التوجه القادم نحو المساواة. المرأة المصرية كانت أكثر بروزا في الثورات العربية، هذا ما تراه أبو نحلة، وعن رؤيتها لحقوق المرأة المصرية، ترى أن هناك انتقاص للمكاسب التي حققتها المرأة قبل الثورة، وهناك عملية إقصاء للنساء عن المشاركة في الحياة السياسية، وتراجع في حقوقها، واستخدام النساء في الفتنة الطائفية هي مؤشرات خطيرة على وضع المرأة المستقبلي. وتشير أن هناك تأثير للثورات العربية في بعض البلدان العربية في منح المرأة بعض حقوقها والتوجه نحو مبادرات للإصلاح السياسي والاجتماعي. وفي ختام الندوة فتح باب النقاش والذي رغم حدته إلا انه أثرى الموضوع وكشف عن جوانب كثيرة في أوضاع المرأة في الثورات والمجتمعات العربية ومن بينها المجتمع الفلسطيني. |