وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

راسم يونس.. شكراً وعذراً

نشر بتاريخ: 07/11/2006 ( آخر تحديث: 07/11/2006 الساعة: 17:02 )
بيت لحم - معا - بقلم: بدر مكي --
سنعود للدوام في يوم ما لوزارة الشباب, وسنقصد الطابق الرابع, حيث تلك الغرفة التي نسعى إليها, كان يتواجد على رأس عمله منكباً عليه, كان الكلل والملل مرفوض من قاموسه, يتفرد بالقرار في كثير من الأحيان, كونه معتداً بنفسه واثقاً في قدراته.
حاربوه بلا هوادة..ظلموه..وما أقسى أن يظلم الإنسان أخيه الإنسان..ولكن الابتسامة ما كانت تفارق محياه عندما يحاربونه بأسلحتهم.. وكأني بهم حين يحاربون الكبير..يريدون أن يكبروا به ومعه..ولكن..!!
كان راسم يونس.. رجال رجال في شخص واحد..تعب على نفسه..وبنفسه يشرف على الفعاليات والنشاطات التي كانت تقوم بها وزارته.. دافع عن ذراع السلطة الوطنية..كما لم يدافع أحد.. في الحقل الرياضي.. تجد لديه الجواب وفي الإعلام الرياضي.. كان له أدبياته ولذا كان يحب الغول..ويتغنى بأفكار السقا.. ويحترم أبو عرة.
أسأل نفسي.. حين نعود للدوام.. هل يمكن أن أفتقد الغرفة إياها.. كنا نختلف ونتفق ولم نستشعر بأي ضغينة إذا اختلفنا معه أم أختلف معنا , ربما كان راسم يونس علامة مضيئة في تقبل الأخر حتى لو أختلف معه , لم يعرف الحقد وقد كان طيباً .. كنت أجلس أحياناً في تلك الغرفة بعد أن يسكب لي فنجان من الشاي .. لارتاح قليلاً.. يهديء من روعي.. وكأنه يدعوني وإياكم اليوم.. وقد فقدته على حين غرة بقضاء الله وقدره, أن لا تخاصموا.. فالدنيا زائلة.. أحبوا بعضكم بعضاً.. ولا تظلموا بعضكم بعضاً.. بهذه اللغة البسيطة المعبرة.
ألتحق راسم يونس برفاق دربه.. الذين سطر معهم وبهم.. أروع صفحات تاريخنا الرياضي.. بعد تأسيسه لرابطة الأندية مع أقرانه الأفذاذ ماجد وعديله الحسيني وأبو زيدون والسيد رحمهم الله وأطال الله في عمر بقيتهم.. منسق النشاطات في الرابطة.. هكذا كان.. أقام الدنيا وأقعدها في نشاطه وحله وترحاله.. عبر مسيرة امتدت لأكثر من ثلاثة عقود.. ستتذكره الحركة الرياضية في فلسطين بكلمات من نور.. التي ستضيء لنا الطريق بعد أن وضع الأسس والتعليمات واللوائح للكثير من قضايانا الرياضية.
لآل يونس الكرام..جميل الصبر وحسن العزاء.. وأقول بملء الفم.. راسم يونس.. شكراً.. من أعماق القلب.
وإنا لله وأنا إليه راجعون.