وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

استيقظ أيها الظلم ففي قلقيلية ألف إبراهيم تيتان

نشر بتاريخ: 24/10/2011 ( آخر تحديث: 24/10/2011 الساعة: 18:35 )
بقلم : سائد محمد مشعل نزال

إن عشت فعش حرا ... أو مت كالأشجار وقوفا
هذا كان حال شهيدنا شهيد الحق والواجب شهيد الحزن والقهر
بعيدا عن الوجود حيا في القلوب .

كان يمشي مرفوع الرأس منتصب القامة فخورا بوطنيته بنضاله بفلسطينيته بفتحاويته بقلقيليته بأهلاويته الذي كان يتركز على عكازه التي لازمته كظله فكانت هذه العكازه تزيد من إصراره وعزيمته وترفع من إرادته ومعنويته اللتان كانتا مرفوعتين دائما كالجبل الشامخ وسط السهول فكانت وسام شرف على صدر كل شريف في هذا الوطن هذه التي كانت معه في قوته وضعفه في سراءه وضراءه في فرحه وحزنه في ضحكته وعبسته فكيف لا تكون هذه العكازه وسام شرف ؟

فتعلمنا منه معنى الإصرار والاراده والرجولة والأمل والصمود والطموح وتواضعه الذي اكتسبه من منصبه كعقيد في جهاز المخابرات العامة الذي رفض أن يكون لديه فراقين دون عكازته وان يصرف له سيارة خاصة لتواضعه الشديد وللحب المتبادل بينه وبين الناس فتعلمنا منه الكثير فكان الأب والمعلم والقدوة والأخ والصديق الوفي والسند والصديق وقت الشدة فكيف لا يكون في قلقيلية ألف إبراهيم تيتان بل خمسون ألف إبراهيم تيتان هذه البلد التي أنجبت أبطال المقاومة بداية بشهيدنا ابو علي إياد وعبد الرحمن قواس وغسان هزاع ومحمود الأشوح وحسام سليم وياسين ياسين وعاطف عوده ومازن ابو الوفا ووائل ابو طوق والقائمة تطول وتطول .

هذه قلقيلية الصمود قلقيلية كانت الرصاصة الأولى التي انطلقت في انتفاضه الأقصى حين سماع خبر تدنيس الأقصى من قبل شارون أن ذاك فلبت قلقيلية النداء بشهدائها بجرحاها بأسراها بأمهاتها الثكلى فلطالما كانت قلقيلية خط الدفاع الأول عن الوطن في وجه المحتل .

فسألته ذات يوم هل ستأتي لحظ نستسلم فيها ونسلم بالواقع ونصل إلى حد عدم المطالب بحقوقنا ؟؟

فأجاب وبكل ثقة لن أفرط بأي حق من حقوقنا المشروعة ما دمت حيا وها هو قد رحل عنا وهو مدافعا زائدا عن حقوقنا المشروعة القانونية فكيف لا نعاهدك على أن نستمر بما بدأت به بعد ما تعلمنا منه عدم الاستسلام والإصرار على النجاح وها انأ وبلسان كل حر شريف في هذا الوطن أعاهد روحك الطهور على إكمال المسيرة التي بدأتها وما عرفناك فيها إلا ناجحا حتى نحقق كافه مطالبنا المشروعة ها قد رحلت عنا بجسدك لكن روحك ستبقى ساكنه في قلوبنا ولن تدخل في ذاكرة النسيان ما دام هناك دماء تسري في عروقنا وسنبقى نقاتل حتى تحقيق حلمك الذي لطالما حلمت به .

أبا السعيد إذا العين لا تراك فإن القلب لن ينساك فنم قرير العين لأنك تركت وراءك رجال تعلموا منك الكثير فهؤلاء هم ألف ألف إبراهيم تيتان.