وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

من يتذكر خاطف شاليط؟

نشر بتاريخ: 27/10/2011 ( آخر تحديث: 27/10/2011 الساعة: 23:06 )
غزة- معا- تيسير سعيد سليمان أبو سنيمة "أبو المجد" الشهيد الذي عشق تراب فلسطين، وقدم روحه من أجل حريتها وحرية أبنائها الأسرى هو الذي خطط لاختطاف شاليط في 2006 انتقاماً لمقتل عدد من أصدقائه.

توصل الاحتلال لاسمه ودوره في خطف شاليط بعد قرابة خمسة أعوام من خطف شاليط، فكانت الطائرات العسكرية له بالمرصاد حين قصفته هو ومقاومين من كتائب القسام في سيارة مدنية في التاسع من نيسان / إبريل للعام الجاري أي قبل تنفيذ الاحتلال لشروط المقاومة وفك أسر شاليط بستة أشهر فقط.

لقب الشهيد أبو سنيمة بناصر الجنوب، وكان من مهامه بكتائب القسام قيادة كتيبة الشهيد القائد أمير قفة، وقيادة سلاح الرصد التابع لكتائب القسام في الجنوب، هو ابن قبيلة الترابين البدوية المرابطة على أرض فلسطين التى قدمت من الشهداء والقادة والفرسان الأبطال من أجل تحرير فلسطين جميع ابنائها فى خدمة فلسطين ومن أجل الاسلام وتحرير الاقصي.

عقب استشهاد صديقه علي الشاعر في عام 2004 م عزم "أبو المجد" أن يواصل الدرب ويكمل المشوار فالتحق بكتائب القسام يحدوه الشوق للجهاد ويقوده العزم لتحرير البلاد، وليكون من أوائل القساميين في منطقة الشوكة شرق رفح جنديا مرابطا وراصدا للأهداف الاحتلالية على الحدود الشرقية.

وأخذ بلا تردد يوهج الفكرة في نفوس الشباب ويحثهم على الجهاد فجندهم في صفوف الكتائب، وارتقى أبو المجد بصدق نيته ليكون مسئولا عن مجموعة قسامية مجاهدة.

وأظهر أثناء هذه الفترة نشاطا منقطع النظير، ولا يكاد يوصف في الانضباط والحرص على الرباط ورصد الأهداف العسكرية لقوات الاحتلال.

شهد صباح يوم الخامس والعشرين من يونيو عام 2006 م دوي انفجار بموقع كرم أبو سالم وتوالت الأخبار بعملية نوعية مشتركة قتل على إثرها اثنان من جنود الاحتلال وأسر جندي آخر، عملية أطلق عليها اسم "الوهم المتبدد".

مساء الأول من يوليو اقتحمت قوات إسرائيلية مدججة بيت " أبو سنيمة" بحثا عنه أو عن شاليط حسب ادعائهم، يقول والده عما جرى:" بعد عملية الوهم تركنا ككل الناس بيوتنا لأننا نسكن في منطقة خطرة ومستهدفة وكنا نأتي البيت من حين لآخر، حدث الاقتحام نحو الساعة الحادية عشرة وكان أبو المجد قد أوصانا بالاحتياط و منذ أقل من ساعة توضأ وخرج من البيت وبقي الأهل في الدار، فإذا بقوات مدججة بالطيران والآليات تقتحم الدار وأخذوا يفتشون عن أبو المجد تحت كل شيء، وسألوا زوجتي عن شاليط فأخبرتهم أنها لم تسمع بهذا الاسم من قبل فقالوا لها "واحد راجل ابنك أخذه"، وفتشوا البيت حجرا حجرا فلما لم يجدوا شيئا سرقوا نحو 14 ألف دولار ، وأخذوا ملابس أبو المجد وأغراضه، وأوراقنا الثبوتية ، إضافة لخطف ابني الأكبر ياسر وألحقوا بالبيت أضرارا وفسادا كبيرين".

وتابع:" من حفظ الله وقدره أن أبا المجد كان يبعد عنهم مسافة قليلة مشاهدا ما يحدث، وعزم على الاشتباك معهم فلما رأى اعتقالهم لأخيه ياسر وحمل الجنود لأخيه محمد كدرع بشري آثر الانسحاب، وبعد وصوله لمنطقة آمنة اتصلت به قوات الاحتلال وكلهم غيظ وقاموا بشتمه بالعربية وطلبوا منه تسليم نفسه فأغلق الجوال وانطلق في حفظ الله ورعايته".

تعرض أهله للكثير من المضايقات مما اضطرهم لمغادرة بيتهم والسكن في الخلاء بمنطقة موراج يفترشون الأرض ويلتحفون السماء لمدة طالت لأشهر عدة، عوضا عن اتصالات المحتل بوالده وقالوا له في أحدها :" جيب شاليط من عند ابنك ، واحنا بنطلع ياسر " ، والكثير من التهديد والترغيب.

وكان جواب "أبو المجد" أخي سيعود عاجلا" و كان يسخر من الاحتلال وما يفعلونه .

ينسب لأبو سنيمة بأنه أول من ضرب الصواريخ في المنطقة الشرقية خاصة على موقع اللواء الجنوبي بموقع كرم أبو سالم، وبتنفيذه وبأوامره أُطلقت المئات من الصورايخ والقذائف على المواقع العسكرية المحاذية لرفح.

كما أشرف على إعداد الكمائن ونصب العبوات الناسفة على الحدود واستدراج للآليات، ومما نجم عنها تفجير لجيب عسكري بأوامر من أبو المجد وتنفيذ الشهيد ناصر أبو شباب اعترف الاحتلال بإصابة أربعة جنود في العملية كما أشرف على العديد من عمليات القنص واعترف الاحتلال بمقتل أحد جنوده من لواء جولاني في علمية قنص له شرق المعبر بأربعمائة متر.

وقيل أنه أشرف على متابعة الحدود ورصد الأهداف للعمليات المقاومة والتفكير لتنفيذها ومن أبرزها عملية نذير الانفجار والتي كان له دور بارز فيها وأخذت من وقته وجهده مدة ستة شهور، فهو من قام بتعيين الشهيد أسامة أبو عنزة لمهمة الرصد للعملية وقام بإرشاد الاستشهاديين إلى مكان العملية، وهو آخر من ودعهم.

كما أشرف وأطلق العديد من قذائف البتار على الأبراج والثكنات العسكرية، واعترف المحتل بعدد من الإصابات بعد ضربه قذيفة بتار تجاه جنود كانوا يتمركزون في برج المطار وقام بإطلاق العديد من قذائف الأربي جي على الآليات المتمركزة على الحدود وأعطى الأوامر بذلك، ومنها عملية شارك وأصيب فيها الشهيد مرشد أبو عاذرة استهدفوا خلالها عدد من الآليات ، ورغم خطورة المنطقة ذهب أبو المجد بنفسه لإخلاء المصابين.

بعد شهرين من استشهاده رزق الشهيد تيسير بمولود ثالث أسمته العائلة تيسير تيمناً بأبيه الشهيد.