وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

فياض: تعزيز الجاهزية الوطنية يتمثل في التزام العالم بإعادة إعمار غزة

نشر بتاريخ: 26/10/2011 ( آخر تحديث: 26/10/2011 الساعة: 13:57 )
رام الله- معا- استهل رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض حديثه الإذاعي الأسبوعي بقوله: " أسابيعٌ قليلة ونطوي عاماً راكم خلاله أبناء شعبنا وسلطتهم الوطنية العديد من الإنجازات والنجاحات التي كان قد صمم شعبنا على تحقيقها"، وتابع: "لقد تميز هذا العام، بالإرادة والتحدي والعمل الجاد والدؤوب للوصول إلى أهداف مشروعنا الوطني.

وكان أهم هذه الإنجازات نجاحنا في إنتزاع إقرار المجتمع الدولي باكتمال جاهزيتنا الوطنية، وبقدرة مؤسساتنا على العمل بكفاءة مؤسسات دولة"، وأكد فياض على أن السلطة الوطنية إذ تفخر بهذه الانجازات فهي تتطلع أيضاً إلى استكمال وتوسيع هذه الجاهزية، وخاصةً في قطاع غزة، وإلى تعزيز واستنهاض طاقات شعبنا فيه، وانخراطهم في هذه العملية.

وقال: "نحن ماضون في تعزيز جاهزيتنا الوطنية لإقامة الدولة، ولوضع المجتمع الدولي حتماً أمام مسؤولياته القانونية والسياسية للتدخل الفاعل والملموس لتمكين شعبنا من تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 في قطاع غزة والضفة الغربية، وفي القلب منها القدس الشريف العاصمة الأبدية لهذه الدولة".

وكان رئيس الوزراء قد أفرد حديثه الإذاعي لهذا الأسبوع حول المسؤوليات التي يجب الاضطلاع بها لتعزيز وتعميق الجاهزية الوطنية لإقامة الدولة وبنيتها التحتية، بما يشمل قطاع غزة، وقال: "إن تعزيز وتوسيع الجاهزية الوطنية وبما يشمل بالتأكيد قطاع غزة، يتطلب تنفيذ قرارات مؤتمر شرم الشيخ لإعمار القطاع، ويتطلب أيضاً الوفاء بالإلتزامات التي أُعلنت في ذلك المؤتمر من جميع الدول، وذلك بالإضافة إلى رفع الحصار حتى تتمكن السلطة الوطنية من البدء في تنفيذ برامجها التي أُقرت في شرم الشيخ".

وشدد رئيس الوزراء على أن السلطة الوطنية إلتزمت بجهود إعادة إعمار قطاع غزة، وبتلبية احتياجات أبناء شعبنا فيه، ورصدت الأموال اللازمة من خلال موازنتها لضمان الاستمرار في تقديم الخدمات خاصةً، في مجالات الصحة والتعليم وشبكة الأمان الاجتماعي، وغيرها من الخدمات الحيوية والأساسية، وقال: "هذا واجبٌ مُلزم للسلطة الوطنية، بل، وحقٌ طبيعي لأهلنا في القطاع".

وأشار فياض إلى أنه ورغم كل العقبات حرصت السلطة الوطنية على تنفيذ عددٍ هام من المشاريع الحيوية في قطاع غزة، وفي مقدمتها إصلاح شبكات الكهرباء التي دُمرت في الحرب على القطاع ، ومعالجة المياه العادمة والصرف الصحي، حيث قامت السلطة الوطنية بإنشاء ثلاثة محطات لمعالجة المياه العادمة وتنقية المياه في قطاع غزة في بيت لاهيا والشيخ عجلين وخانيونس، وإعادة تأهيل البنية التحتية للمعابر، وإعداد البرامج الفعَالة في مجال الإسكان وإعادة بناء وترميم المنازل، وصيانة المدارس والبرامج الأخرى لتنشيط الاقتصاد والمساعدة في إعادة اعمار ما تم تدميره في القطاعات الزراعية والصناعية، والبنية التحتية، ولتنفيذ برنامج دعم المؤسسات الأهلية الطارئ. وذلك بالإضافة إلى عددٍ من المشاريع الحيوية التي جرى تنفيذها من خلال صندوق تطوير وإقراض البلديات.

وأكد رئيس الوزراء خلال حديثه الإذاعي على أن استمرار تعزيز وتعميق الجاهزية الوطنية، وبما يشمل قطاع غزة يتمثل في تنفيذ الالتزامات التي أقرها العالم في مؤتمر شرم الشيخ، والذي عبّر حينئذ عن إرادة المجتمع الدولي للوقوف مع شعبنا في محنته، ولتمكينه من إعادة بناء ما دمره العدوان، وقال: " إلا أن الأهم يتمثل فيما حققه المؤتمر من إعادة وضع القضية الفلسطينية على رأس جدول الاهتمام الدولي، وضرورة وضع حدٍ عاجل ونهائي للاحتلال الإسرائيلي ولتمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره وبناء دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس على حدود عام 1967"، وتابع: " إن تحقيق هذا الأمر يتطلب ليس فقط إعادة إعمار وبناء قطاع غزة، بل وإعادة بناء الأمل والثقة بالمستقبل من قبل كافة أبناء الشعب الفلسطيني، وحقهم للعيش بكرامةٍ وسلام بعيداً عن دوامة العنف والحروب، ومصادرة مصادر رزقهم وحياتهم وأرضهم".

وأضاف: "لا بد من التأكيد على إعادة إعمار القطاع واستعداد العالم للمساهمة في مساعدة السلطة الوطنية في تنفيذ ذلك، فلا بد من إلزام إسرائيل برفع الحصار، ولا بد لها من التقيد باتفاقية المرور والحركة لعام 2005، بما يعني فتح كافة معابر القطاع، وتشغيل الممر الآمن، ورفع قيود الحركة في الضفة الغربية". وشدد رئيس الوزراء على أن جوهر خطة السلطة الوطنية الذي يتمحور حول استكمال بناء مؤسسات دولة فلسطين، واستنهاض الطاقات والقدرات الفلسطينية يفرض علينا جميعاً التوحد خلف هذه المهمة وعلى كافة المستويات الرسمية والأهلية.

وأشار فياض إلى أن السلطة الوطنية عملت طوال الوقت، وبكل جدية لحشد الرأي العام العالمي لضرورة رفع هذا الحصار الظالم عن القطاع، ولفتح كافة المعابر، بالإضافة إلى تشغيل الممر الآمن لضمان تحقيق الوحدة الجغرافية بين شطري الوطن. وقال: "إن إقرار العالم بنجاح مؤسساتنا في بناء القدرة والجاهزية لإقامة الدولة يكتسب مصداقية فقط في حال تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته في تنفيذ إلتزاماته المُقررة في مؤتمر شرم الشيخ للبدء في ترجمة برامج الإعمار التي أقرتها السلطة الوطنية في كافة المجالات بما في ذلك على صعيد إعمار المنازل والقطاعات الأخرى".

وختم رئيس الوزراء حديثه بقوله: "أقول لأهلنا في قطاع غزة بإن لنا جميعاً موعد قريب مع الحرية بإذن الله، فقطاع غزة شكّل دوماً الرافعة الأساسية للمشروع الوطني، والدولة التي يُناضل شعبنا من أجل تحقيقها وتجسيدها ستقوم على كامل أرضنا المحتلة منذ عام 1967 في قطاع غزة والضفة الغربية وفي القلب من ذلك كله القدس االشريف عاصمتنا الأبدية، فكما قلت سابقاً وفي أكثر من مناسبة كما لن تكون دولة فلسطينية دون القدس، لن تكون دولة دون قطاع غزة".