وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

فياض: الصمود والثبات على الأرض لطالما شكلا عنوان النضال

نشر بتاريخ: 26/10/2011 ( آخر تحديث: 26/10/2011 الساعة: 16:51 )
اريحا - معا- شدد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض على أن الصمود والثبات والبقاء على الأرض لطالما شكلوا عنوان النضال الفلسطيني على درب الحرية والاستقلال، وبما سيمكن الشعب الفلسطيني من العيش حرا كريما في دولته المستقلة على كامل الأراضي الفلسطينية منذ عام 1967 في قطاع غزة والضفة الغربية، وفي القلب منها في القدس العاصمة الأبدية لهذه الدولة.

واعتبر فياض أن مجرد القدرة على البقاء يمثل عنواناً للمقاومة، وأشار إلى أن الهم الأول لدى السلطة الوطنية هو توفير كل عناصر الصمود، وأن الهدف المباشر من الجهد التنموي، يتمثل في تعزيز هذه القدرة على الصمود والبقاء على طريق إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، والسعي خطوة خطوة لاستكمال وتعزيز بناء مؤسسات دولة فلسطين المستقلة.

جاء ذلك خلال كلمة رئيس الوزراء في حفل وضع حجر الأساس لمشروع المركز الصحي في قرية الجفتلك في الأغوار، بحضور محافظ أريحا ماجد الفتياني، ووزير الصحة د.فتحي أبو مغلي، ووزير الحكم المحلي د.خالد القواسمي، وممثل جمهورية ألمانيا لدى السلطة الوطنية جيوتز لنجنثال، وعدداً من ممثلي المؤسسات الرسمية والأهلية.

وأكد رئيس الوزراء على أن منطقة الأغوار تقع في سلم أولويات السلطة الوطنية، ورغم الواقع المأساوي الذي يحاول الاحتلال فرضه عبر المشروع الاستيطاني، وتضييق سبل العيش على أهلها، وأشار إلى أنها باتت تشكل ورشة عمل لمراكمة الانجاز تلو الانجاز، وفي كافة المجالات المختلفة كالصحة والتعليم والطرق والمياه، وكل ما شأنه أن يشكل عوناً أساسياً للمواطنين، وتعزيز قدرتهم على البقاء والصمود.

وأشار فياض إلى أن وضع حجر الأساس لمرفق صحي في منطقة الجفتلك بالأغوار، وبدعم دولي، يعكس رغبتنا وإصرارنا على البناء بالرغم من التصنيفات المجحفة والمناطق المسماه (ج)، والتي تحد من قدرة السلطة الوطنية على تطوير وتنفيذ المشاريع الحيوية في هذه المناطق، وقال "إننا ماضون في بناء وطن حر وكريم رغم محاولات الاحتلال ومشروعه الاستيطاني".

وأوضح فياض أن مشروع المركز الصحي في الجفتلك يأتي ضمن سلسلة متصلة من المشاريع الريادية التي نفذت في مختلف المناطق، وقال "نأمل أن يتسع نطاق هذه المشاريع لتشمل المحافظات الجنوبية، وبنطاق أوسع بكثير مما تم انجازه في السنوات السابقة"، وأضاف "هناك الكثير مما يتعين علينا عمله للوصول بجاهزيتنا الوطنية إلى ما ابتغيناه منذ البداية، حيث عرّفنا الجاهزية الوطنية بأنها تشمل الجاهزية لقيام الدولة ليس فقط في الضفة الغربية، وإنما في قطاع غزة"، وتابع "لا بد للحصار على قطاع غزة من أن ينتهي، كما لا بد للانقسام من أن ينتهي، وبما يمكن السلطة الوطنية من القيام بواجباتها ومسؤولياتها الكاملة في قطاع غزة".

وعبر رئيس الوزراء عن أمله في تنفيذ الجهات الداعمة المزيد من المشاريع التنموية في قطاع غزة، وأشاد بجهود الحكومة الألمانية في تنفيذ العديد من المشاريع الحيوية في قطاع غزة على الرغم من الحصار والانقسام، وشكرها على الدعم المستمر الذي تقدمه ألمانيا للشعب الفلسطيني، وسلطته الوطنية في جهدها الهادف للإعداد والتهيئة لقيام دولة فلسطين، وتقوية مؤسساتها للقيام بدورها كمؤسسات دولة فاعلة وقوية وكفؤة وقادرة على تقديم أفضل الخدمات لمواطنيها في مختلف المناطق، وبما يشمل الأغوار، بالإضافة إلى ما قدمته من دعم لتحسين البنية التحتية في كافة المناطق، وبما يشمل كافة المرافق وأوجه الخدمات كالتعليم والصحة والمياه، وبما يمكن الشعب الفلسطيني من الصمود على أرضه، وخص بالذكر مشروع فلسطين نحو المستقبل الذي أطلقه رئيس الوزراء قبل عدة أعوام مع وزير الخارجية الألماني السابق، والذي تبناه وزير الخارجية الحالي، والمتمثل في دعم السلطة الوطنية على تنفيذ مشاريع دعم الصمود في المناطق الريفية والمهمشة، وبما شمل مناطق متضررة مباشرة من المشروع الاستيطاني الإسرائيلي والجدار.

كما شكر رئيس الوزراء كافة العاملين والطواقم التي عملت على إدارة هذا البرنامج الذي قدم العديد من المنافع لأبناء شعبنا، وفي العديد من المناطق، وخاصة في منطقة الأغوار التي تشكل ما مساحته 25% من مساحة الضفة الغربية وقطاع غزة.

وأشاد رئيس الوزراء بجهود القائمين على القطاع الصحي، وخاصة وزارة الصحة، وكافة القائمين على تقديم الرعاية الصحية، بما فيها مؤسسات المجتمع المدني، والتي أثبتت كفاءة عالية ساهمت في دعم أبناء شعبنا في كافة المناطق ومكنتهم من الصمود والثبات والبقاء على الأرض، كما أشاد بمنظومة الحكم المحلي، وبما يشمل هيئات الحكم المحلي، وقال "هذه الهيئات هي جزء هام من منظومة الحكم والإدارة في فلسطين، والتي نسعى لتعزيزها وتقويتها. فهي الحلقة الأهم في عملية التنمية الشامل"ة.

وفي ختام كلمته قال فياض "إن ما قمتم به هنا في الجفتلك، كما في سائر أنحاء وطننا، وفيما أبديتم من إصرار على الصمود والبقاء والثبات على هذه الأرض، والتمسك بحقكم في الحياة عليها لطالما شكل عنوان النضال الفلسطيني على درب الحرية والاستقلال، وعلى درب ما سيمكن شعبنا من العيش حراً كريماً عزيزاً في دولته المستقلة على كامل حدود عام 1967 في قطاع غزة والضفة الغربية وفي القلب منها في القدس الشريف العاصمة الأبدية لهذه الدولة"، وأضاف "أحييكم يا من غرزتم روح البقاء والثبات على الأرض، وأحييكم بكل ما نشرتموه من وعي بأهمية الصمود والثبات"

من الجدير ذكره أن مشروع المركز الصحي في قرية الجفتلك هو أحد مشاريع برنامج فلسطين نحو المستقبل الممول من الحكومة الألمانية (وزارة الخارجية) عبر الممثلية الألمانية في فلسطين، بقيمة 170 ألف يورو، وتقوم بتنفيذه مؤسسة الـــ GIZ الألمانية، وقد عملت المؤسسة قرابة العامين للحصول على رخصة لبناء المركز الصحي من الجانب الإسرائيلي والذي وافق مؤخرا على منح هذا الترخيص، ويمثل هذا المشروع الهام نتاج إصرار ألماني فلسطيني مشترك على خدمة المناطق المهمشة في فلسطين، وسيتم الإشراف على المشروع من قبل وزارة الحكم المحلي.

وكان رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض، قد افتتح في وقت سابق معرض التمور الثالث في جامعة الاستقلال " كلية العلوم الأمينة" في مدينة أريحا، بحضور محافظ أريحا م. ماجد الفتياني، ونايف جراد رئيس الكلية، وحسن صالح رئيس بلدية أريحا، وعدداً من المسؤولين الرسمين، وممثلي وزارة الزراعة والجمعيات التعاونية والاستهلاكية، وممثلي المؤسسات والأهلية والقطاع الخاص.

وفي كلمته خلال حفل الافتتاح أكد رئيس الوزراء على أن دولة فلسطين أصبحت واقعاً ملموساً على الأرض لا يمكن لأحد تجاهله، بالرغم من كل ممارسات الاحتلال ومشروعه الاستيطاني، ومن خلال البناء المؤسساتي والخط والبرامج العملية والمشاريع التنموية.

وشدد رئيس الوزراء على أهمية القطاع الزراعي، والذي يروي قصة التراث الوطني الفلسطيني، ويشكل مكوناً هاماً من مكونات الناتج المحلي الفلسطيني، وقال: "إن زراعة النخيل في منطقة أريحا والأغوار تشكل ثروة وطنية هامة جداً"، وأكد على أن الحكومة، ووزارة الزراعة خاصة، توليان قطاع زراعة النخيل في الأغوار اهتماما خاصاً بسبب ملائمة المناخ والتربة ونسبة الملوحة الموجودة فيما هو متوفر من المياه التي تسمح بالزراعة والاستفادة منها، وقال "منذ أن أعلن عن يوم التمور الوطني قبل 3 سنوات والحكومة الفلسطينية تتابع باهتمام هذا القطاع إلى جانب اهتمام الحكومة بالقطاع الزراعي"، وأضاف " لقد أبدع مزارعنا الفلسطيني، والقطاع الخاص، من خلال المبادرة بالاستثمار في هذا القطاع الحيوي والهام، وخاصة في منطقة تعرضت على الدوام للأذى والضرر جراء الممارسات الإسرائيلية والمشروع الاستيطاني وعزل هذه المنطقة التي لا يقطنها ما لا يزيد عن 50 إلف نسمة من مواطنينا رغم أنها تشكل 25% من إجمالي مساحة الضفة الغربية وقطاع غزة".

وأكد فياض على أن الصمود والثبات يتحقق على الأرض كواقع لا يمكن لأحد تجاوزه وانتزاعه من خلال إصرارنا على تطوير هذه المناطق، وجعلها قابلة لأن تكون آهلة بالسكان ومستقبلة لا طاردة للتواجد السكاني الفلسطيني كما أراد ويريد لها الاحتلال الإسرائيلي ومشروعه الاستيطاني.

وحيا رئيس الوزراء كافة مزارعي فلسطين، وثمن دورهم في حماية الهوية الفلسطينية والحفاظ على مقومات البقاء على هذه الأرض الطيبة. وأضاف أن للأغوار مستقبل واعد، وشدد على ضرورة تطوير هذه المناطق بكل ما يمكن بذله من جهد لتوفير مقومات الإنتاج الزراعي فيها وخاصة توفير المياه.

وأعرب رئيس الوزراء عن أمله في أن تكون هذه الاحتفالية وإقامة المعرض تكريساً لليوم الوطني للتمور، والعمل من خلالها على تشجيع وجلب الزوار من خارج المحافظة، وأشاد بالعديد من الجهات الداعمة والأصدقاء الذين يدعمون القطاع الزراعي ومشاريع البنى التحية له، وكل الذين يقفون إلى جانب الشعب الفلسطيني والى كل الجهات والأشخاص الذين ساهموا في إنجاح معرض التمور الفلسطيني، وتقييم مدى التقدم الذي حصل في السنوات الماضية، والتركيز على عنصر الجودة، وقال " منتجنا له جودة عالية وقادر على التنافس واختراق الأسواق العالمية بما يعود بالنفع على المزارعين والمنطقة والاقتصاد الوطني بشكل عام، بالإضافة إلى أهمية حضور فلسطين في الأسواق العالمية، وبما يساهم ويدعم الجهد الوطني الهادف على كافة المستويات من وضع اسم فلسطين عالياً في المحافل الدولية وفي مجال الاقتصاد".

وفي ختام الحفل تفقد رئيس الوزراء برفقة المحافظ والشخصيات الرسمية والمزارعين أقسام المعرض المختلفة.

جدير بالذكر أن معرض التمور تم تنظيمه بالشراكة مع محافظة أريحا والأغوار، ووزارة الزراعة، ومجلس النخيل، وجمعية مزارعي النخيل، وغرفة تجارة وصناعة وزراعة أريحا، وجمعية تسويق الحاصلات الزراعية ووزارة الاقتصاد الوطني.

كما افتتح رئيس الوزراء، في وقت لاحق، مركز اتحاد عمال فلسطين والذي يضم مركزاً للكمبيوتر ومركز نسوي، ومركز تطريز، والذي تم تمويله من مركز اتحاد العمال الاسباني " مقاطعة كاتلونيا".