|
يا ريس.. انا خايف
نشر بتاريخ: 26/10/2011 ( آخر تحديث: 26/10/2011 الساعة: 19:36 )
بقلم : بدر مكي
فوجئنا نحن الموظفين في وزارة الشباب والرياضة بكتاب يصل الى عديد من وزارات السلطة الوطنية، يتضمن فحواه اسماء موظفي وزارة الشباب وتخصصاتهم، وكل من يرغب من هذه الوزارات من تخصصات، فهؤلاء الموظفين تحت التصرف ويمكن لكم استيعابهم لدى وزاراتكم.. هكذا كتاب بدون ترويسة او توقيع يوزع مقرونا بكتاب آخر بان الوزارة قد تحولت الى مجلس اعلى للشباب والرياضة.. وكأن هؤلاء الموظفين اصبحوا مجرد سلعة تخضع للمزاد في «حسبة».. تماما كما حسبة الخضار في اية مدينة عندنا.. «على اونو.. على دوويه..» هكذا اصبح الموظف في وزارة الشباب والرياضة.. في عرف البعض..!! وانتم يا وزارات.. ما عليكم.. سوى ان تشاركوا في هذا المزاد.. ربما يرسو المزاد على الموظف المطلوب.. وسيكون لكم!! سيدي الرئيس.. هل وصلنا الى هذا الحال.. من رخص الثمن .. وانت يا سيادة الرئيس.. بعد خطابكم التاريخي في الامم المتحدة.. قلتها.. نحن باقون.. نحن موجودون.. هل يعقل اننا نريد البقاء والوجود على هذا الوطن.. بهذه الطريقة.. التي اصابت كرامة الموظفين في مقتل.. وبعد الافراج عن اسرى الحرية.. وبكاء الفرح.. اصبحنا اكثر تفاؤلا.. هل بقي شيء من التفاؤل بعد المساس بهذا القطاع من الموظفين.. من ابناء شعبك.. يا سيادة الرئيس..!! يا ريس.. انا خايف.. خايف اكره بلدي.. لمصلحة من ما يجري في شأن موظفي الوزارة؟! وقد سارعنا لمجلس الوزراء.. مؤكدين رفضنا المطلق لهذا الاسلوب.. الذي ينم عن قلة ذوق واخلاق وبعيدا عن الوطنية ويؤسس لانفلات ما بعده انفلات. يا ريس.. الغربة في الوطن قاتلة كما السجن الكبير اقسى من سجن الجلاد المحتل.. ارجو منك ان تتدخل فورا وتحقق في الواقعة وتعيد الحق لاصحابه .. لاننا ما زلنا نؤمن انه على هذه الارض ما يستحق الحياة.. سيدي الرئيس.. في الاردن.. تمت اعادة الحياة لوزارة الشباب والرياضة.. وقد اصدروا قرار بالغاء المجلس الاعلى للشباب والرياضة.. ونحن في فلسطين نريد ان نلغي وزارة الشباب والرياضة.. لماذا يا سيادة الرئيس؟! علما اننا استندنا في تحويل وزارتنا الى مجلس.. للتجربة الاردنية!! وقد عادوا لوزارة الشباب.. فماذا نحن فاعلون؟ يا ريس.. لقد اقامت وزارة الشباب والرياضة بصفتها ذراع السلطة الوطنية.. مئات المشاريع على صعيد الوطن.. وقد اقلعت الوزارة ودليلنا مشاريع البنية التحتية في عموم الوطن من ملاعب معشبة وصالات مغلقة ومسابح ومراكز شبابية وبناء اندية، اضافة لتأهيل الكادر، واسسنا لعلاقات وطيدة مع جميع المؤسسات الدولية العاملة، وامتد عملنا للشتات الفلسطيني.. كل ذلك لم يشفع.. ان تبقى الوزارة.. وقد بذل موظفو الوزارة كل الجهود الممكنة للوصول الى ما وصلت اليه بفضل القائمين عليها.. وعلى رأسها وكيلنا السابق موسى ابو زيد.. والادارات العامة للدوائر في الوزارة، اضافة لمديريات الوزارة في عموم محافظات الوطن. يا ريس.. اذا كنت عازفا عن الترشح للرئاسة.. وهذا الامر مرفوض من قبلنا.. ولكن اذا ما عزمت ان تغادر.. فارجو ان تجد لنا مكانا حين نغادر.. لان الوطن لم يعد يتسع لنا.. لاني خائف.. ان يكبر اولادي.. ولا يجدون لهم موطئ قدم في هذا الوطن.. وقد تربوا على ان كرامتهم فوق كل اعتبار.. قبل ان يباعوا في سوق النخاسة.. الذي يطل برأسه.. نتيجة الظلم الفادح الواقع على كاهل الآباء.. الرافضين.. لكل انواع الذل والهوان.. لا بل ليسألوا الاحتلال عنا .. يا من تحاولون فتح المزاد على الموظفين الشرفاء.. الذين احبوا الوطن وعشقوه.. وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون.. يا ريس.. انا خايف.. على الوطن الذي يعيش فينا بالله عليك لا تتأخر عن تلبية ندائي.. برفع الظلم عني وعن رفاق دربي.. ونحن على العهد.. عهد الياسر.. وكلنا كما انت يا ريس.. عرفاتيون حتى النخاع. |