وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

بعد أن فقد أهليته بالعزل: عائلته تعتزم رفع دعوى قضائية ضد الاحتلال

نشر بتاريخ: 27/10/2011 ( آخر تحديث: 27/10/2011 الساعة: 17:23 )
غزة- معا- تسعى عائلة الأسير المحرر عويضة كلاب، إلى رفع دعوى قضائية ضد إدارة السجون الإسرائيلية في المحافل الدولية، جراء فقدان نجلها الأسير المحرر بصفقة تبادل الأسرى أهليته النفسيَّة بفعل اثنتيّ عشرة سنة قضاها بالعزل الانفرادي.

ولم تكن عائلة كلاب تتوقع أن ينال نجلها "عويضة" حريته بعد 23 عاما قضاها متنقلاً بين سجون الاحتلال الإسرائيلي، قضى معظمها داخل زنازين العزل الانفرادي، كانت إثنتا عشرة سنة منها كفيلة بظهور أعراض نفسية حادة قادت إلى فقدانه أهليته النفسية بنسبة كبيرة، وعجزه عن التأقلم مع الحياة خارج السجن.

|152109* الاسير عويضه قبل دخوله السجن|الأسير المحرر كلاب الذي ينحدر من حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، كان أحد الأسرى الـ477 الذين أطلق الاحتلال الإسرائيلي سراحهم ضمن صفقة تبادل الأسرى، ليُفاجأ بحياة لا تشبه حياة العزل التي اعتادها، ويُفاجأ ذووه بحالته الصحية الصعبة.

وبدت ملامح التعب والإعياء على وجه المحرَّر كلاب الشاحب، الذي حفرت فيه سنوات الأسر لوحة تظهر حجم المعاناة داخل السجون، رغم مرور عدة أيام على إطلاق سراحه وعودته إلى عائلته وأبنائه فداء "25 عاما" وعاصف "23 عامًا".

ويعاني كلاب صاحب الجسد الهزيل، من أوضاع صحية صعبة ومتدهورة الأمر الذي استدعى نقله إلى المستشفى وإجراء فحوصات طبية شاملة له، للاطمئنان على حالته.

|152110* الاسير عويضه بعد خروجة من الاسر|ولا يستطيع الأسير المحرر الذي يبلغ من العمر "48 عاما" أن يتناول وجبة كاملة من الطعام لأن معدته غير معتادة على ذلك، إضافة إلى إصابته المتكررة برعشة لا إرادية في جسده، خاصة في يديه ناجمة عن مشكلة في الجهاز العصبي، بحسب تفسيرات الطبيب المعالج.

وقال عوض كلاب شقيق الأسير المحرر لـ"ممثل الشبكة الأوروبية للدفاع عن حقوق الأسرى (UFree): "إن أخي عويضة يواجه مشكلة وإعياء عند الجلوس على الكرسي، ويعدّل من جلسته تلقائيًا على شكل القرفصاء، كما كان يجلس داخل زنازين العزل الانفرادي التي لا يستطيع الأسير فيها أن يمد قدماه نظرًا لضيقها".

ويضيف: "إن شقيقي يعاني من العديد من الأمراض النفسية والجسدية الناجمة عن ممارسات إدارة السجون الإسرائيلية بحقه والتي تفتقر إلى الحد الأدنى من الإنسانية"، مبينًا أن إدارة السجن مارست بحقه سياسة الموت البطيء.

وينقل كلاب عن الطبيب المعالج، أن شقيقه يحتاج إلى متابعة طبية مستمرة نظرًا لأنه يعاني من قرحة في المعدة، والتهاب في الاثنى عشر، وفتق في منطقة الصدر، إضافة إلى وجود حصوة في الكلى.

كما ويحتاج إلى عدة جلسات من التدليك الطبيعي لتلين كافة أطرافه ومساعدته على الجلوس بشكل سليم بعد سنوات من الجلوس بطريقة غير سليمة بسبب ضيق زنازين العزل الانفرادي التي لا تصلح للعيش الآدمي.

ونصح الطبيب عائلته بالتعامل مع الأسير المحرر كلاب بالتدريج في طعامه ومحاولات دمجه مع العالم الخارجي كما يتم التدرج مع "الأطفال"، حتى لا يتعرض لصدمة نفسية أخرى تؤثر على حياته بشكل سلبي أكثر من ذلك.

ويلفت النظر إلى أن "عويضة" تنقل بين سجون السرايا في مدينة غزة –بداية اعتقاله-، والمجدل، ومجدو، والنقب الصحراوي، ومستشفى سجن الرملة، وغيره، وتعرض لشتى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي ما أدى إلى تدهور حالته الصحية حتى فقد أهليته الصحية والنفسية.

ويشير كلاب إلى أنه تواصل خلال فترة تواجد شقيقه داخل الأسر مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان "بتسيلم" وعدد من المنظمات الحقوقية لإطلاعهم على أوضاعه الصحية المتدهورة، وكشف ممارسات الاحتلال الإسرائيلي بحقه.

ولا يزال نحو 5300 فلسطيني يقبعون في سجون الاحتلال الإسرائيلي بعد الإفراج عن 477 أسيرًا وأسيرة ضمن الدفعة الأولى من الصفقة، منهم 526 من قطاع غزة ، و131 من الأراضي المحتلة عام 1948، و295 من القدس، فيما باقي الأسرى من الضفة الغربية.