وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

المعارضة الايرانية: نرفض الهجوم العسكري والتغيير يجب ان يكون ديمقراطيا

نشر بتاريخ: 28/10/2011 ( آخر تحديث: 28/10/2011 الساعة: 18:46 )
بيت لحم- معا- قالت زعيمة المعارضة الايرانية الرئيسة مريم رجوي، إن المعارضة الايرانية ترفض اي هجوم عسكري، مؤكدة ان التغيير يجب ان يكون ديمقراطي.

وفيما يلي نص المقابلة التي اجرتها جريدة الاهرام المصرية مع رجوي

-أصدرت محكمة استئناف كولومبيا بواشنطن حكما طالبت فيه الإدارة الأمريكية بمراجعة موقفها بإدراج منظمة مجاهدي خلق على قائمة الإرهاب. ما مدى إلزامية الحكم؟

|152264|- الحكم ملزِم للإدارة، إلا إنها للأسف تأخرت في تنفيذه حتى الآن. وينص الحكم على أن تهمة الإرهاب ضد المنظمة غير قانونية، وأن وزارة الخارجية بهذه التسمية قد انتهكت حقوق المجاهدين من دون تقديم الأدلة اللازمة، ويطالب الحكم وزارة الخارجية بإعادة النظر وفقا للقانون وللمعايير التي حددتها المحكمة. أيضا، فإن الكونجرس اعتبر هذا الموقف مخالفا للقانون وطالب بضرورة رفع المنظمة من القائمة.

- استمعت إلى تصريحاتكم الخاصة بإمكانية تغيير النظام في طهران باستخدام العقوبات الدولية إلى جانب تصاعد حركة التذمر الداخلية. بالنظر إلى السوابق بالمنطقة وأقربها العراق الذي عاني حصارا مدة 13 عاما بالإضافة لتمردات مسلحة في الشمال والجنوب ولم يؤد ذلك لسقوط النظام إلا بالغزو. ما مدى واقعية مطالبتكم؟

- من الخطأ المقارنة بين إيران اليوم والعراق في عقد التسعينات، فغالبية الشعب الإيراني حاليا تريد اسقاط النظام، كما تقود عملية التغيير حركة مقاومة منظمة تمثل البديل الديمقراطي، وهي تخوض منذ 30 عاما معركة كلفتها 120 ألف شهيد. من ناحية أخرى، فإن التجارة مع إيران لاتخدم سوى النظام، ولذا فإنه حتى لو بلغت العقوبات نصف التي كانت على العراق، سيصاب النظام بأزمة حادة.

- هل ترتضون كإيرانيين ـ حتى لو معارضين ـ أن تمس قوات أجنبية أراضي وشعب إيران؟

- كلا بالطبع، وقد اعلنا مرارا أن الحل بيد الشعب الإيراني ومقاومته، وكل ما نرجوه هو عدم تقديم المساعدة للنظام. ولكنه ليس من الوارد أن يهاجم الغرب ايران، وأقصى ما نتوقعه وقوفه على الحياد، وألا يهادن. إن خيارنا ـ الذي تجلي في انتفاضات 2009 ـ هو تغيير ديمقراطي يتعطش له الشعب وهو ما حظي بتأييد 40 من برلمانات العالم.

- ما حقيقة ما ترددونه من أن قطع أذرع النظام المسيطرة على بغداد ستكون بداية نهايته؟

- النظام الايراني بني على القمع في الداخل وتصدير الارهاب والتطرف للخارج، وعلى رأسه العراق. نحن لم ننس ثمانية أعوام من الحرب مع العراق، والتي أسفرت على الجانب الإيراني عن مليون قتيل وألف مليار دولار، وهي الحرب التي أكد الخوميني انها ستستمر حتى آخر لبنة قائمة في طهران، وهو ما يعنى فشل الرهان الاستراتيجيي للنظام على حربه مع العراق. ثم كانت السياسة الأمريكية الخاطئة التي قدمت للنظام ما عجز عنه طيلة سنوات الحرب، ألا وهو الاحتلال الخفي للعراق، واستخدامه كمنصة انطلاق لسائر الدول العربية والاسلامية. ولا يجب أن ننسى أن صحيفة كيهان الناطقة باسم المرشد الأعلى على خامنئي كتبت قبل اعوام أن مصير المفاوضات النووية ستحسم في شوارع بيروت وبغداد، وهو ما يجعل رفع يد النظام عن العراق بداية النهاية له.

- هل تعتقدون أن الموقف الرسمي السلبي الأمريكي تجاه لاجئي مجاهدي خلق في معسكر أشرف بالعراق ناجم عن موقفكم السابق المتضامن مع نظام الرئيس الراحل صدام حسين؟

- هناك زاويتان للمسألة: الأولى قانونية، حيث إنه طبقا للقانون الدولى، فإن أمريكا وبصفتها الدولة المحتلة للعراق، ملزمة بحماية سكان أشرف. وبالتالى، فإن تسليمها حمايتهم ـ وهم الذين تنطبق عليهم اتفاقية جنيف الرابعة ـ للقوات العراقية كان إجراء غير قانوني. ولذلك فإن واشنطن تتحمل المسئولية عن مجزرتى أبريل ويوليو 2009 وعن أي ضرر يلحق بهؤلاء اللاجئين. أما الزاوية الثانية فتتمثل في خطأ سياسة واشنطن في مهادنة النظام الإيراني لمحاولة تقوية التيارات المعتدلة داخله، وهو ما ثبت كونه سرابا، «فالأفعى لا تلد حمامة»، وللأسف فإن واشنطن منذ ما بعد الحرب الثانية ظلت دائما على الجانب الخطأ في إيران، بانقلابها على محمد مصدق في خمسينات القرن الماضي، والدعم غير المحدود للشاه، وفضيحة إيران جيت وإدراج اسم مجاهدي خلق على قائمة الإرهاب، وفتح ابواب العراق أمام النظام الإيراني.

- في حال وصولكم للحكم هل ستحافظون على الدستور الذي يمنح كافة المناصب الرفيعة للشيعة؟ أم أن الخيار الآخر سيكون المحاصصة مذهبية وطائفية وعرقية على غرار القائم في العراق؟

- خلافنا الجوهري مع النظام منذ زمن الخومينى هو قولنا بالمشروعية السياسية لصناديق الاقتراع فقط وليس الدين والمذهب والعرق، وهو ما صادق عليه المجلس الوطني للمقاومة عام 1985. نحن كمسلمين نؤمن بأن «الناس سواسية كاسنان المشط» و«لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى» و«إن اكرمكم عند الله اتقاكم». ويوجد في صفوفنا شيعة وسنة وعرب وغير مسلمين، ولكننا كشيعة ننظر للآخرين كما قال الإمام على لمالك الأشتر: «الناس إما أخ لك في الدين أو شبيه لك في الخلق».

- لديكم علاقات قوية مع دول كثيرة فما المانع فى توفير ملجأ آخر لـ 3200 لاجىء إيراني، مع العلم أنني تحدثت من قبل مع مسئول رفيع في المفوضية السامية للاجئين وأبدي استعدادا للتدخل الإيجابي؟

- وجود المجاهدين في أشرف قانوني وشرعي، فقد وصلوا المنطقة منذ 25 عاما بالتوافق مع الحكومة العراقية، وذلك قبل أن يحولوها من صحراء الى مدينة عصرية، وجميع المواثيق الدولية تؤكد أحقيتهم في مقامهم. ورغم ذلك، فقد أكد المجاهدون استعدادهم للانتقال لدولة ثالثة، وهو ما يجعل المجتمع الدولي وخاصة أمريكا ملتزمة بحمايتهم لذلك الحين.

- في حال وصولكم للحكم كيف ستكون مواقفكم إزاء القضايا التالية:

1) ستنسحبون من جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى الإماراتية في مدخل الخليج؟

2) ستخففون من التدخل في الشؤون الداخلية لدول الجوار مثل العراق والبحرين وغيرهما؟

3) ما رؤيتكم المحددة للتعاون مع دول قاعدية بالمنطقة مثل مصر والسعودية؟

4) ستعيدون للسنة وعلى رأسهم البلوش والأكراد حقوقهم المسلوبة سياسيا واجتماعيا ومذهبيا؟

5) موقفكم إزاء انتهاكات حقوق ملايين العرب في إقليم الأحواز لدرجة وضع قوائم ملزمة بأسماء المواليد، ناهيك عن الإعدام غير القانوني لنشطاءهم الذين يأسوا من تحقيق مطالبهم بتنمية الإقليم الذى ينتج 92% من بترول وغاز إيران؟


- طالما أكدت الدعوة للمساواة، ومما يؤلمنا ألا يتمكن الأخوة السنة من أن يكون لهم مساجدهم بإيران، وقمع علمائهم بما يخالف تعاليم الإسلام. نحن نطالب بالمساواة التامة بين جميع مكونات الشعب بمن فيهم العرب والفرس والكرد والبلوش، وهذا يحقق مصالح إيران وهو جزء من برنامج المقاومة. وقد أقر المجلس الوطني للمقاومة منذ عام 1983 خطة لحكم ذاتي لكردستان إيران بصلاحيات واسعة.

في الوقت ذاته، نريد إنهاء كافة الأزمات وتدخلات النظام في شؤون الجيرة، وخاصة العراق والبحرين والإمارات والكويت ولبنان وفلسطين. وبالرغم من دفاعنا عن حقوقنا الوطنية في الأرض والمياه، فنحن لسنا بحاجة للطمع في أراضي وثروات الجيران، ولكننا نطمع في الصداقة والتعاون. أما بالنسبة لمصر والسعودية والعراق فهم جيراننا الكبار، ولن يتوافر السلام والاستقرار بالمنطقة بدون الصداقة والأخوة معهم.

- لقد واجهت الدول العربية طموحات الشاه، ألا ترون بأن النظام بشكله الحالي في طهران أقل في طموحاته بالخليج؟!

- لقد أرسى نظام الشاه العداوة والاختلاف مع دول المنطقة، ولكن النظام الحالي أسوأ، فعمليات القتل والاغتيالات التي قام ويقوم بها عملاؤه بالعراق أكثر من أن تحصى. لقد فعل النظام بالعراق ما لم يفعله هولاكو من هدم أقدس المزارات في العتبات المقدسة وقتل العلماء ورجال الدين ومذبحة حجاج بيت الله الحرام، ناهيك عما يفعله بقمع ثورة الشعب السوري، ونحن ننوي إنهاء كل ذلك بالصداقة والأخوة والحوار.

- في حال رفع مستوى العلاقات بين مصر وإيران، هل توجد فرصة لكى تلعب مصر دور الوسيط بين المعارضة الإيرانية في الخارج وبين النظام؟ وفي هذه الحالة هل يمكن عودتكم للمعارضة من الداخل؟

- اسمحوا لي ان احذّر الاخوة المصريين من التقارب مع النظام الحالي، ويكفي نظرة عابرة الى ما فعله هذا النظام بأبناء جلدته حتى تعرفوا انه عصى على أي نوع من الوفاق. لقد فعلنا ما بوسعنا خلال السنوات الأولى للنظام، وكان رده حمامات دم، وفي عام 1988 قتل 30 ألفا من السجناء السياسيين، ناهيك عن عمليات الاغتيال بالخارج والداخل. |152267|

نبذة عن حياة مريم رجوي:
هي مهندسة تبلغ من العمر 57 عاما، وأم لفتاة، وشقيقة لأختين أعدمهما نظام شاه إيران، إلا أنها بعد كل ذلك رئيسة منتخبة لإيران منذ عام 1993 لفترة انتقالية! هي بمثابة مجهول في رحم الغيب! ولمزيد من الدقة، فإن انتخاب رجوي جاء من قبل ما يعرف بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وهو بالاساس حزب أسسه ويتزعمه مسعود رجوى زوج السيدة مريم رجوى عام 1981 في طهران، ثم نقل مقره المركزي إلى العاصمة الفرنسية باريس. وحيث إن هذا الفصيل من المعارضة يعد جزءا من الشعب الإيراني، كما إنه يعد إفرازا بشكل أو بآخر للنظام في ذلك البلد ذي الحضارة العظيمة الموغلة في القدم، فإنه لا يصح الامتناع عن محاورته.