جنين-سلام 43 عاما كفيفة وبطول 70 سم تحمل من الامل ما لم يحمله الاصحاء

جنين - تقرير معا - ما اعظم نعمة الله... قد لا تشعر بما منحك الله اياه الا اذا رأيت حالات ابتليت باعاقات كبيرة... سلام نصار 43 عاما من قرية بيت قاد الجنوبي شرقي مدينة جنين، شمال الضفة، تعيش حياة مظلمة ومن اغرب الحالات التي من الممكن ان تراها العين البشرية ويعتقد انها من اغرب الحالات في الضفة الغربية طولها لا يتجاوز 70 سم بالاضافة الى انها كفيفة وما يؤنس وحدتها في ظل غياب الوالدين سماعة الاذن التي قضت العمر معها وكانت السبيل الوحيد للتواصل مع بيئتها الخارجية عدا عن جهاز الراديو الذي يلازمها طوال الليل والنهار.

تقول سلام بنبرة تحد وارادة ان اعاقتها لازمتها منذ ولادتها عدا عن الاعاقة البصرية التي فقدتها وهي ابنة 11 عاما لاسباب كثيرة منها طبيعة تركيبتها الجسدية المتأزمة لتكمل مشوار حياتها المشحون بالصمت والجمود الذي حرمها نعمة التمتع بالبقية الباقية من ضالة الحظ الذي ولد معها.

وتتذكر سلام عندما فقدت بصرها قالت كنت متعلقة جدا بخالي عندما توفي حزنت كثيرا عليه واعتقد انني اصبت بجلطة في عيني مما اضعف بصري في البداية فلم اترك طبيبا الا وزرته دون ايجاد أي حل حتى فقدت البصر نهائيا فتركيبة جسمي لا تساعدني على تحمل أي مرض.

|152330|

وعن حياتها اليومية تضيف نصار لم أكن يوما بالفاقدة للأمل برحمة الله الكبيرة والواسعة فأنا أعيش كل يوم بيومه كما أي شخص أخر ولكنني ولخصوصية وضعي اعتدت على نمط معين من الحياة اما في النوم او الجلوس على باب غرفتي او على نافذة غرفتي ويصحبني جهاز الراديو لأنه اكثر ما يسليني ويقتل وقتي الساكن سماعي للإذاعات المحلية وللأغاني المنوعة عبر الإذاعات المحلية.

وفي خضم تفاصيل حياتها اليومية تتكتم سلام على وجعها وحرمانها اللذان أبا أن يفارقاها ولكنها ما كلت يوما ولا ملت من طلب الحياة بطيباتها رغم ما هي فيه فهي تحلم بأن يأتي اليوم الذي تسعد فيه ذاك النهار الذي تتحقق فيه كل أمنياتها أو بالأحرى أمنيتها البسيطة بان تجد من يخرجها من ظلمة الحياة التي تعيشها إلى متنزه الطبيعة الغناء التي لازلت تذكر بعض معالمها التي سكنت ذاكرتها منذ عقدها الأول المبصر.

|152329|

وعن الصعوبات التي تعانيها سلام تقول بان أكثر ما يشكل صعوبة بالنسبة لي هو طبيعة تكوين غرفتي الذي تقطنه ببنيانه القديم وغير المؤهل ليناسب إعاقتي... فمثلا النافذة المرتفعة والتي تجعل من الصعب على سلام التحكم فيها تحرمها من فتحها وإغلاقها بما يناسبها وكذلك الحال بالنسبة لباقي أدواتها التي تفوق في كثير من الأحيان حجمها بمرات ما يجعلها بحاجة دائمة للمساعدة والاعتماد على الغير الأمر الذي يزعجها ويسبب لها الضيق في كثير من الأحيان لأنه يجعلها تشعر بالنقص وبالاتكالية وهذا ما لا ترغبه البته.

|152328|

بدورها قالت ابتهاج عيسى العاملة في برنامج التأهيل المجتمعي لمراسل "معا"، انها تتابع حالة سلام لحاجتها لوجود اشخاص بجانبها مؤكدة ان سلام بحاجة الى تأهيل بيتها ومواءمته بما يتناسب مع حجم قامتها ووضعها الصحي مشيرة ان حالة سلام الصحي في تردي مستمر وتحتاج الى المتابعه الدائمة.

واوضحت عيسى ان سلام تتلقى من الشؤون الاجتماعية 750 شيكل كل اربعة اشهر متمنية زيادة المبلغ ليساعدها على تلبية متطلباتها الحياتية اليومية وكذلك الصحية كما ان بلدية مرج بن عامر قد اعفتها من دفع رسوم الكهرباء وايصالها لها بالمجان وذلك سعيا من البلدية الى مساعدتها ومساندتها والسعي الحثسث لتقديم المساعدة الدائمة للاشخاص ذوي الاعاقة.

|152327|

وتختتم عيسى حديثها لمراسلنا شاءت الاقدار ان تعيش سلام نصار كواحدة من اغرب حالات الاعاقة في الضفة الغربية الا ان قصة حياتها تجسد الكفاح والتحدي والصبر على الابتلاء بعينه كما تحتاج الى من يقف الى جانبها ويقدم لها ما يسعدها ويحقق لها احلامها البسيطة لتعيش بقية عمرها ويسجل السعادة لها ولو لمرة واحدة فيعمرها الباقي.

|152326|

|152325|

|152324|

|152323|

|152322|