وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مهرجان الجذور التراثي برائحة خبز الطابون والقهوة المرة

نشر بتاريخ: 30/10/2011 ( آخر تحديث: 30/10/2011 الساعة: 20:46 )
غزة- معا- في خيمة بدوية كان محمد عدوان المدرب للفنون الشعبية في قرية الأطفال SOS للأيتام يجلس مبتسما على قطعة من جلد الحيوانات ويرتدي الزي التراثي والكوفية على رأسه ويمسك بيده نولا ليصنع قطع صوفية عليها مناظر تراثية.

وفي الخيمة المقابلة كانت تجلس إحدى السيدات التي تعرض نماذج من حرفها من الفخار ومشغولات القش والتطريز وغيرها من المهن القديمة التي حملت بصمة الأجيال السابقة.

هذه المشاهد جاءت ضمن مهرجان الجذور التراثي الذي نظمته جمعية الثقافة والفكر الحر للمرة الثامنة عشر على التوالي تحت شعار "باقون ما بقي الزعتر والزيتون" في المقر الرئيس لمؤسسة الثقافة والفكر الحر بمحافظة خان يونس جنوب قطاع غزة.

وبدأت فعاليات المهرجان بلوحة فنية من وحي الفلكلور الفلسطيني قدمتها فرقة أطفال جمعية الثقافة والفكر الحر، تلتها لوحة فنية من الدبكة الشعبية قدمتها الفرقة الوطنية للفنون الشعبية.

وتحدثت مريم زقوت المدير العام لجمعية الثقافة والفكر الحر "إن الجمعية حريصة على إحياء التراث في كل عام تأكيدا على تجذرنا بتراثنا الفلسطيني وتمسكنا بهويتنا وتاريخنا، في وجه سياسات الاحتلال الذي يسعى إلى نهب وسرقة التراث الفلسطيني".

وتجول الجمهور في الزوايا المختلفة للمهرجان التي زينت جوانبه بعبق التاريخ وفاحت من جوانبها رائحة الزعتر والزيتون وخبز الطابون الساخن الذي صنعته للتو أيادي مجموعة من النساء تحية للزوار.

ويقف عند الاستقبال عدد من الشباب يرتدون الزى الفلاحى ليستقبلون الحضور بالقهوة المرة وخبز الطابون المحشي بالزعتر وكذلك قاموا بتوزيع صحون من الأكلات الشعبية "المفتول".

وفى زاوية أخر كان الحاج حمزة الشرفا يبيع العطور مؤكدا أن هناك عطور ومنتجات فلسطينية بأقل تكلفة وفى نفس جودة المنتجات الأجنبية الغالية متمنيا المحافظة التراث والقيم الأخلاقية لان التراث هو جذور فلسطين ويثبت الهوية والثوابت الفلسطينية.

ولم يخل المعرض من المركز الطبي الذي يعرض كافة الأدوية بالإعشاب الطبية فكان الدكتور محمود الشيخ على أخصائي التغذية العلاجية والطب والبديل ووكيل الأكاديمية المفتوحة للطب التكميلي في فلسطين يعرض منتجاته الطبية من كريمات وزيوت ومستحضرات تجميل وأدوية لكافة الأمراض وبرامج غذائية لزيادة ونقص الوزن.

قال "أن سبب وجوده هو نشر ثقافة العلاج بالنباتات الطبية عند الناس وهو يعتبر من التراث القديم خاصة أن فلسطين تتمتع بمنطقة جغرافيا ومناخية متميزة بحيث بتوافر فيها 2700 نبات طبي والتي اجريت على جميعها أبحاث في العالم وأثبتت مدى فؤائدها الطبية لذلك نتمنى إعادة التراث بشكله العلمي الجديد بحيث يتلاءم مع الثورة العلمية".

من جهتها "بثينة الفقعاوى"منسقة المهرجان التي ارتدت أيضا الثوب الفلاحي "إن المهرجان يهدف المحافظة على التراث الفلسطيني ويظهر الأشياء القديمة من مأكل ومشرب وملبس لكي نخلق تواصل بين الأجيال القادمة".

وشارك بالمهرجان أكثر من 17 مؤسسة من المجتمع المحلى ويستمر المهرجان لمدة 3 أيام على التوالي بدعم من UNDP، أما المواطنة إسلام فياض تقول "معرض جميل جدا فانا بقمة سعادتي بوجود مؤسسات تهتم بالتراث الفلسطيني.. فهذه الفعاليات تشجعنا بشكل اكبر بالاهتمام بالتراث الفلسطيني لأنه ماضينا وحاضرنا وسيتم توريثه من جيل لجيل وسيظل ويبقى".

ودعت اسلام الى الاهتمام بالفعاليات والورشات لأنها: "أقوى وسيلة للمحافظة على مكانا الفلسطيني رغم من التطور التكنولوجي إلا أننا نتمسك بتراثنا الفلسطيني".