|
امريكا تحاول كبح اسرائيل ومنعها من توجيه ضربة عسكرية لايران
نشر بتاريخ: 31/10/2011 ( آخر تحديث: 31/10/2011 الساعة: 13:49 )
القدس- معا- تسعى الولايات المتحدة الامريكية لمنع تنفيذ اسرائيل خطتها بتوجية ضربة عسكرية للمشروع النووي الايراني، بعد التخوفات الكبيرة التي تسود دوائر الادارة الامريكية عن التوجه الجاد لاسرائيل لضرب ايران بعيدا عن التنسيق المسبق مع الادارة الامريكية، خاصة في اعقاب ما نشرته صحيفة "يديعوت احرونوت" نهاية الاسبوع الماضي عن اتفاق بين نتنياهو وباراك على توجيه هذه الضربة.
وكتب اليكس فيشمان في الصحيفة اليوم الاثنين عن التوجهات الامريكية وفقا لما ذكره مسؤول كبير في الادارة الامريكية للصحيفة، فعلى ضوء هذه التخوفات وما نشر عن الاتفاق بين رئيس الوزراء الاسرائيلي ووزير جيشه، فان الادارة الامركية تبذل جهودا دبلوماسية واسعة لاصدار قرارات جديدة من مجلس الامن الدولي بفرض عقوبات اقتصادية وسياسية على ايران، في محاولة منها لمنع تنفيذ اسرائيل خطتها بتوجيه ضربة عسكرية لايران، خاصة انها قد تكون هذه المغامرة الاسرائيلية عكس التوجهات والمصالح الامريكية في منطقة الشرق الاوسط. واضاف الكاتب ان الولايات المتحدة الامريكية سوف تقوم باقناع روسيا والصين بضرورة دعم التوجهات الجديدة التي ستطرح امام مجلس الامن الدولي، خاصة في اعقاب التقارير التي صدرت مؤخرا والتي تشير الى قرب امتلاك ايران للسلاح النووي، وكذلك لتلافي دخول المنطقة في حرب جديدة قد تكون لها تأثيرات سلبية كبيرة حتى على مصالح روسيا والصين، بحيث ستقوم الادارة الامريكية بتجنيد موقف روسيا والصين للتصويت لصالح قرارات تفرض حصار اقتصادي وسياسي على ايران. وتعتبر الادارة الامريكية الخطوة الاسرائيلية الممكنة ضد ايران خطيرة جدا في ظل هذه المرحلة وفقا لما ذكره المسؤول الكبير الامريكي للصحيفة، خاصة انها ستأتي بعيدا عن التنسيق المسبق مع حكومة باراك اوباما، وفي ظل متغيرات مختلفة في منطقة الشرق الاوسط واستعداد امريكا الانسحاب من العراق، حيث يسود الاوساط العسكرية الامريكية تخوفات كبيرة قد تطرأ على المنطقة في اعقاب هذا الانسحاب. وهذا ما يفسر التوجه الامريكي الذي اعلنت عنه الدوائر العسكرية والسياسية عن تكثيف التواجد العسكري في منطقة الخليج العربي، حيث سيتم تركيز قوات امريكية في الكويت وفي كامل الخليج العربي، بالاضافة لتكثيف التعاون مع دول الخليج العربي لمواجهة تداعيات المرحلة القادمة التي تعقب الانسحاب الامريكي العسكري من العراق. ولعل القناعات التي تسود الاوساط السياسية وكذلك العسكرية الاسرائيلية في الفترة الاخيرة عن وجود اتفاق بين نتنياهو وباراك بعد اجتماع ثنائي بتوجيه ضربة عسكرية للمفاعلات النووية الايرانية سبابا اضافيا للقلق الامريكي، وكذلك للتوجه الدبلوماسي الجاد الذي تقوم به لكبح التوجه الاسرائيلي. بدوره نفى وزير الجيش الاسرائيلي ايهود باراك عبر لقاء مع اذاعة الجيش "جلي تساهل" اليوم وجود اتفاق بينه وبين نتنياهو بتوجيه ضربة عسكرية لايران، مشيرا انه لا يمكن تصور اسرائيل عام 2011 ان يقوم شخصان باتخاذ قرار مصيري كهذا، يمكن ان يحدث هذا الامر عام 2006 في اسرائيل ولكن اليوم هذا مستحيل، كذلك الجميع يدرك انه يجري في اسرائيل بحث واسع في وزارة الجيش وكذلك الحكومة المشروع النووي الايراني وكيفية التصدي له، ولكن يجب التوضيح ان هذا الامر يتم بالتنسيق الكامل مع الادارة الامريكية ويوجد بيننا تفاهم كبير فيما يتعلق بايران ومشروعها النووي. يشار الى ان صحيفة "هآرتس" نشرت اليوم كاريكاتير يظهر فيه نتنياهو وباراك وعلى طاولة البحث ملف ايران، ويقول نتنياهو لباراك لم يتبقى الا اخذ موافقة طنطاوي. |