وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ابو الحاج: مركز ابو جهاد يواصل توثيق التجارب النضالية للاسرى القدامى

نشر بتاريخ: 31/10/2011 ( آخر تحديث: 31/10/2011 الساعة: 15:01 )
القدس- معا- حذر فهد ابو الحاج مدير عام مركز ابو جهاد لشؤون الحركة الاسيرة في جامعة القدس من أن اسرائيل تمارس العوبة فاضحة فيما يتعلق بإطلاق سراح كافة الاسيرات ضمن صفقة التبادل تمثلت في اطلاق سراح 27 اسيرة فقط من اصل 37 أسيرة في سجون الاحتلال، وبغية إبقاء عدد من الاسيرات قيد الاعتقال وبالذات الاسيرات اللاتي من داخل الخط الاخضر.

وأضاف انه كان من نتيجة عدم دقة التعامل من قبل حماس مع ملف الاسيرات، والاكتفاء بالقول أنه يجب إطلاق سراح كافة الاسيرات من السجون، ودون ذكر اي ارقام دقيقة بذلك، أن استغلت اسرائيل ذلك القصور، وإعطاء أوصاف وتفسيرات مغايرة، في فهمها لشرط اطلاق سراح كافة الاسيرات، وعلى الفور إعتبرت اسرائيل أن الاسيرات الثلاث من داخل الخط الاخضر غير مشمولات بالصفقة، على اعتبار أن تعطي وصف لهن انهن مواطنات اسرائيليات وليس معتقلات فلسطينيات، كما لم تشمل الصفقة الاسيرات اللاتي لم يتم الانتهاء من الاجراءات القضائية بحقهن، أي اللاتي لا يزلن موقوفات ،في مراكز التوقيف الاسرائيلية وهن اربع اسيرات ،واسيرة اخرى من المقرران تنتهي محكوميتها قريبا.

وتساءل ابو الحاج عن كيفية حدوث ذلك، وكيف ان حركة حماس اغفلت ذكر الاسيرات بإسمائهن وأعدادهن الصحيحات، وخاصة أن الامر ليس بالعسير ويسهل التحقق منه، فكل القوى الوطنية والمؤسسات ذات العلاقة بملف الاسرى تدرك اعداد واسماء الاسيرات، ووفق ذلك كيف يمكن لحركة حماس قبول ذكر أن الاسيرات في السجون فقط 27 اسيرة.

ومع تقديره لما قامت به الفصائل الاسرة لشاليط من اطلاق سراح مئات الاسرى والاسيرات، حذر ابو الحاج حماس والفصائل الاسرة لشاليط، من أن اتمام صفقة التبادل دون اطلاق سراح كافة الاسيرات وليس فقط 27 اسيرة،خاصة في ظل الحديث عن تاجيل اطلاق سراح من تبقى من الاسيرات للدفعة الثانية من الاسرى المنوي الافراج عنهم، قائلا ان مجرد قبول مبدأ تأجيل اطلاق سراحهن يعني الخضوع للرؤية الاسرائيلية في الصفقة والعودة الى نقطة الصفر.

من جانب اخر يستمر مركز ابو جهاد في نشر السيرة النضالية للاسرى المحررين والذين اسسوا كل الادبيات النضالية داخل معتقلات الاحتلال الاسرائيلي ،وفي حلقته الاسبوعية يسلط الضوء على السيرة النضالية للاسير المحرر عبد الرحيم النوباني.

خصص سجن بئر السبع لإيواء الأسرى من ذوي الأحكام الطويلة، من غزة والضفة الغربية ، وشهد العام 1974م محاولات متعثرة من قبل الأسرى لتصليب الوضع الداخلي في سجن بئر السبع لكن قبل نهاية نفس العام وتصادف ذلك مع نقل مجموعة من صفوة الأسرى الى السجن من سجون أخرى مثل شريف أبو راس ومحمد لطفي وفاضل يونس ويونس جدوع، سجلت أولى خطوات النجاح في إرساء قواعد البناء التنظيمي السليم في داخل السجن.

وكان سجن بئر السبع يعاني من العديد من السياسات القمعية شانه في ذلك شان باقي السجون ، وفي مقدمتها إجبار الأسرى على العمل والتفتيشات المتكررة والاستفزازية، والضرب، وقد تجلت تلك النجاحات بان تمكن الأسرى من تشكيل هيئة وطنية موحدة مكونة من كافة الفصائل مما ساعد في توحيد كلمة الأسرى من كافة المسائل والمخاطر التي تحيط بهم، مما أدى الى نبذ الاجتهادات الفردية والشخصية وبروز الشخصية الاعتقالية الموحدة أمام إدارة السجن وأمام الأسرى أنفسهم ، وعلى هذه القاعدة بوشر بتشكيل الجهاز الأمني الذي كلف بمراقبة سياسة الإدارة تجاه الأسرى والبدء باكتشاف خلايا وأفراد من بين الأسرى تمكنت المخابرات الإسرائيلية من ربطهم بها نظير وعود كاذبة بالإفراج عنهم بعد أن يقوموا بالتجسس على رفاقهم في الأسر وأخبار إدارة السجن بما يحدث بين الأسرى أولا بأول، وقد رفد هذا الجهاز بجهاز أخر عرف بجهاز الردع وهدفه لجم غائلة التسيب والخروج عن الإجماع داخل السجن والتي كانت محط منافسة بين العديد من الأسرى الذي يميلون بطبعهم الى الفوضى واللانضباط وقد ساعد في شيوع هذه الحالة أسرى اخرين ممن يعملون بأمره إدارة السجن والمخابرات من خلفها.

وقد كان لجهاز الردع الفضل الأكبر في فرض النظام والقانون ألاعتقالي، وتطور دور الجهاز ليشمل تأديب رجال إدارة السجن الإسرائيلية، وتم ضرب وتكسير العشرات من ضباط وجنود إدارة السجن الإسرائيلية، وقد سجل أيضا في سجن بئر السبع بسبب هذه التطورات أول عملية تحقيق مع عميل مرتبط بالمخابرات الإسرائيلية وكان اسمه ( محمد أبو عجوة ) وقد اعترف هذا العميل على خمسة عشر أسيرا اخرين كان بعضهم قد تمكن من التسلل الى مراتب تنظيمية عليا، وقد أدى اكتشاف هؤلاء العملاء الى صدمة في صفوف إدارة السجن، وفي الداخل ألاعتقالي أيضا، وقد مهد هذا التطور الى نمو وازدهار الجهاز الثقافي التعبوي والتنويري المحذر من المخاطر المحيطة والكامنة داخل الأسر من جهة، ودوره التحريضي من جهة أخرى .

وقد واجهت إدارة السجن هذه النهضة في الحياة الاعتقالية بحملة هستيرية من النقل والعزل لصفوة وقيادات الأسرى لكن خطوات إدارة السجن هذه أصبحت بلا جدوى لان التطور المذكور كان قد أرسى قواعده وانطلق وأصبح لدية قدرة لمواجهة المخاطر بنجاح بسبب توحيد الشخصية الاعتقالية للأسرى فباتوا كأنهم جدار بلا ثغرات ورقم صعب لا يقبل القسمة، وكانت خطوة الإدارة في نقل الأسرى المشار أليهم لأنهم تمكنوا من نقل تجربة بئر السبع الى كافة السجون التي وصلوا إليها.

وقد أكمل الاسير النوباني كل فترته الاعتقاليه في أجواء يملئها العنفوان والتحدي الة أن تم الافراج عنه في العام 1994، ليكمل عشرين عاما في سجون الاحتلال، والتي رغم طولها لم تستطع النيل منه ليكمل مشوار حياته النضاليه ما بعد خروجه من السجون.

وزار المتحف وفد اوروبي متضامن برفقة منسقي مؤسسة كامدن ابو ديس ،وقد ضم الوفد عدد من الطلبة الذين قدموا للتعرف على جوانب معاناة الشعب الفلسطيني، وما يلاقيه تحت الاحتلال.وقد قام باستقبالهم فهد ابو الحاج مدير عام المركز، والذي رحب بزيارتهم، وشكر لهم حرصهم واهتمامهم بالقضية الفلسطينية، وبالذات قضية الاسرى، وما يعانوه في سجون الاحتلال، وشرح لهم جوانب هذه المعاناة، واطلعهم على تفاصيل ما يجري فيها، بالاسماء والارقام ،والتي ابدى اعضاء الوفد اهتمامهم بتدوينها من اجل ترويجها على مستوى بلدانهم.

ووجه ابو الحاج رسالة تمنى على اعضاء الوفد نقلها وتفهمها والتي قال فيها، ان الشعب الفلسطيني لا زال يراهن على العدالة الدولية، وانه يطلب من دول العالم انصافه، بالاعتراف بدولته المستقلة ،وانه لا بد من تفهم احقية وشرعية هذا التوجه، والذي من خلاله فقط سنتمكن من العيش الكريم وانهاء معاناة شعبنا وعلى رأسها معاناة الاسرى.

واختتم الزيارة بشكر اعضاء الوفد ابو الحاج على ما قدمه من معلومات، وتمنوا للشعب الفلسطيني الحرية وان ينال استقلاله.