|
فروانة: تصريحات مفوض مصلحة السجون صادقة لكنها غير منصفة
نشر بتاريخ: 09/11/2011 ( آخر تحديث: 09/11/2011 الساعة: 16:28 )
غزة- معا- وصف الأسير السابق الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة تصريحات مفوض مصلحة السجون الإسرائيلية الجنرال أهارون فرانكو بخصوص سجن الدامون، بأنها كانت صادقة وصائبة، لكنها غير منصفة حيث أن كافة السجون والمعتقلات الإسرائيلية الأخرى وليس فقط سجن الدامون هي أيضاً ( لا ) تصلح لإيواء البشر ويجب إغلاقه، أو على الأقل إغلاق بعضها وتحسين شروط وظروف بعضها الآخر بما يتناسب ونصوص الاتفاقيات الدولية.
وكان "أهارون فرانكو" وخلال جلسة نقاش في لجنة الداخلية البرلمانية بالكنيست يوم أمس الثلاثاء خصصت لتناول ظروف وأوضاع السجون والمعتقلات الإسرائيلية، قد وصف سجن " الدامون " بحيفا بالسيء وأنه لا يصلح لإيواء البشر ويجب إغلاقه. وفي هذا الصدد أكد فروانة بأن كافة سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي وبغض النظر عن تعدد أسمائها، واختلاف مواقعها الجغرافية، هي واحدة من حيث الجوهر والمضمون، وتقودها عقلية واحدة لا تفرق في معاملتها ما بين المعتقلين من حيث الجنس أو العمر أو الشريحة، أو ما بين معتقل جديد وآخر قديم، وهدفها واحد هو تحطيم الأسرى والانتقام منهم، وإعدامهم نفسياً ومعنويا وجسديا ، بشكل بطيء وغير مباشر، أو توريثهم لبعض الأمراض الخطيرة والمزمنة والتي كانت سببا في وفاتهم بعد التحرر، من خلال منظومة متكاملة من الإجراءات والقوانين التي جعلت من تلك السجون والمعتقلات بدائل حقيقة لأعواد المشانق. وبيّن فروانة بأن السجون الإسرائيلية كنفحة وعسقلان وجلبوع وشطة هي عبارة عن مباني أسمنتية، والغرف فيها معتمة بإستثناء نافذة صغيرة جداً هي نافذة القضبان الحديدية وشبكة من الأسلاك الحديدية، والغرف تفتقر للهواء اللازم للتنفس بسبب الازدحام ودكدس العشرات في غرفة واحدة، ناهيكم عن أقسام وزنازين العزل الإنفرادي. فيما المعتقلات كالنقب مثلاً فهي عبارة عن معسكرات اعتقال منتشرة فيها الخيام وكل مجموعة من الخيام تشكل قسماً يحيطه السياج والحراس المدججين بالسلاح من كل جوانبه وهي أشبه بمعتقلات الإعتقال في عهد النازية ، مع إضافة ما ابتكرته العقلية الإسرائيلية من قمع وإذلال. وقال فروانة: إن إسرائيل لم تكتفِ بما ورثته عن الانتداب البريطاني والحكم الأردني من سجون ومراكز توقيف بل أقدمت على توسيعها، وشيدت لاحقاً العديد من السجون والمعتقلات على طول الوطن وعرضه وعلى طريقتها الخاصة، ومنها ما يقع في أماكن خطرة وغير آمنة ومعرضة للحروب، ولم تعد هناك بقعة في فلسطين التاريخية إلاَّ وأن أقيم عليها سجن أو معتقل أو مركز توقيف، مستفيدة بذلك من التجارب النازية والايرلندية والأمريكية بكل ما له علاقة بانتهاكات حقوق الإنسان الأسير من سوء الاحتجاز والطعام والإهمال الطبي وقسوة المعاملة والحرمان وغيرها من الانتهاكات، حتى باتت السجون الإسرائيلية سيئة الصيت والسمعة هي الأكثر ظلماً وقهراً في العالم أجمع. وأضاف : بأن الظروف المعيشية والحياتية في تلك السجون والمعتقلات غاية السوء، وأن سلطات الاحتلال تنتهك وبشكل فاضح حقوق الأسرى الأساسية والتي أقرها القانون الدولي وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة، وهناك فجوة واسعة ما بين مجموعة الواجبات والالتزامات التي تقع على الاحتلال وفقاً لتلك المواثيق، وما بين الواقع المرير للسجون، فيما لا تزال سلطات الاحتلال تتمادى في انتهاكاتها وغطرستها وتعتبر نفسها دولة فوق القانون،مما يدفعنا دائما إلى دعوة المنظمات الحقوقية والإنسانية والصحية الدولية إلى زيارة السجون والإطلاع عن كثب على الأوضاع المأساوية هناك. يُذكر بأن سجن الدامون الذي تحدث عنه مفوض مصلحة السجون يقع في أحراش الكرمل بحيفا وأقيم في عهد الانتداب البريطاني كمستودع للدخان بحيث تم المراعاة في تشييده توفير الرطوبة لحفظ أوراق الدخان، وبعد عام 1948 تم تحويله إلى سجن، ويستوعب قرابة 300 معتقل وأغلق ثم أعيد افتتاحه في نيسان 2002. |