وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مفاجأة العيد- غزة في "بركة من الدماء"

نشر بتاريخ: 10/11/2011 ( آخر تحديث: 10/11/2011 الساعة: 17:52 )
غزة - معا - كخلايا نحل نشطة ينتشل الغزيون أضحيتهم ويزفونها إلى البيت ويلقون عليها التحية والسلام، ثم يحضٍرون لمراسم ذبحها في حضرة الصغير والكبير وسط التراتيل والتكبيرات التي تستلم بها الأضحية لمصيرها المحتوم.

ولا ينسى الغزي أن يقدم لأضحيته بعضاً من الطعام والماء قبل أن يٌجهز عليها بسكاكينه، ثم يبدأ رحلة السلخ والتقطيع بعيداً عن أعين مفتشي البلدية الذين قد يتنازلون أحياناً تحت ضغط العادات والتقاليد ورغبة المواطنين الذين يشهر سوادهم الأعظم طلاقهم البائن مع المسالخ المجهزة للأضاحي في العيد.

ويعتبر تعاون المواطن مع البلديات في أيام العيد حقيقة في أدنى مستوياته، كون الجميع مهتم بسرعة الذبح تحت ضغط الوقت وجوع الأهل لحواشي الأضاحي في فطورهم السنوي المعتاد.

وحين يقرأ المسلم خبراً عن تهديد أربعة من المسلمين بالسجن لستة شهور بتهمة الذبح خارج المسلخ في عيد الأضحى فإنه يتبادر للذهن عن دوافع ذلك فيما إذا كانت فعلاً نابعة عن إحساس بيئي وصحي فقط أم أنها خلاف عقدي وديني يشهره الهولنديون في وجه المسلمين لمجرد أنهم ذبحوا أضحيتهم في مزرعتهم المنزلية.

"معاً " توجهت لبلدية غزة وسألت عن إجراءاتها لحث المواطنين للذبح في المسالخ المعدة لذلك، وتقليل عدد انهار الدم المسكوبة في الشوارع حسب مشاهدة أحد موزعي العجول بغزة؛ الذي وصف أول ساعات يوم عيد الأضحى المبارك بأن غزة كانت عبارة عن بركة من الدماء.

خمسة آلاف طن نفايات
المفاجأة فجّرتها بلدية غزة حين قالت أنها جمعت في أقل من أسبوع خمسة آلاف طن من النفايات بمعدل ألف- 1200 طن نفايات يومي بزيادة الضعف عن الأيام العادية.

مدير دائرة الإعلام ببلدية غزة م.حاتم الشيخ خليل قال أن البلدية عملت على مدار أيام العيد بكافة طواقهما وموظفيها ودوائرها وقامت بتنظيم العمل على نظام فترتين مسائية وصباحية، واصفا تعاون المواطنين بأنه كان أقل من المأمول.

وقال لـ "معا" :" كان على المواطن والتاجر أن يبدي تعاونا أكثر ويقوم برمي النفايات بأماكنها المخصصة وليس إلقائها بالشوارع بصورة غير حضارية".

وكان يرغب الشيخ خليل من المواطنين أن يتبعون وسائل أكثر صحية وسلامة للذبح قائلاً :" أن الجلود والحواشي التي رميت بالشوارع كان لا بد من التخلص منها بشكل عاجل، مضيفاً:" بعد ساعة واحدة من انتهاء المواطنين من الذبح في اليوم الأول كانت الشوارع نظيفة بأيادي موظفي البلديات".

وحسب مدير دائرة الصحة والبيئة ببلدية غزة عبد الرحيم أبو القمبز فإن البلدية ناشدت المواطنين في كثير من الفعاليات بعدم الذبح بالمنازل أو الشوارع وبالتوجه للمسالخ المعدة لذلك، رغم اعترافه مستدركاً بعدم قدرة المسلخ البلدي التابع لبلدية غزة باستيعاب أضاحي كافة المواطنين.

وقال أبو القمبز:" حين نتحدث عن هذا العدد الكير من الأضاحي مقارنة بالمسلخ الوحيد بغزة فإنه يجب الحديث عن إمكانات جبارة لاستيعاب أضاحي غزة كلها فالمسلخ الوحيد بالمدينة كلفنا خمسة ملايين دولار أميركي".

حاتم الشيخ خليل اتفق مع القمبز على عدم قدرة المسلخ الوحيد على استيعاب أضاحي المواطنين بقوله:" صحيح أن لدى البلدية مسلخ ولكنه لا يتسع لعُشر أضاحي غزة".

وقال أبو القمبز ردا على سؤال المرونة التي تبديها البلدية ومفتشيها امام عادات وتقاليد الجمهور:" نحن نحارب الذبح بالشوارع لما له من مكاره صحية وبيئية وانتشار كثيف للحشرات وروائح كريهة لا يطيقها المواطن ونحثه على وقف ذلك لأنه هو المتضرر الأول".

جدير بالذكر أن ذبح العجل في المسلخ البلدي بغزة يكلف 152 شيقلاً ويقوم الجزار بالمسلخ بذبح العجل وسلخه وتجويفه وتقطيعه لأربع أقسام مقابل هذه الشواقل، فيما تزيد التكلفة بأماكن أخرى قد تصل للضعف حين يقوم الجزار بالذبح والتقطيع لسبع وثمان حصص حسب وزن العجل الواحد.