وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

فياض: حكاية ياسر عرفات تتجسد في إصرار شعبنا على مواصلة الكفاح والبناء

نشر بتاريخ: 10/11/2011 ( آخر تحديث: 11/11/2011 الساعة: 01:30 )
رام الله- معا- شدد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض على أن حكاية ياسر عرفات، تتجسد اليوم في إصرار شعبنا على مواصلة الكفاح والبناء، لإكمال فصولها بانتزاع الحرية والاستقلال، وتكريس السيادة الوطنية على أرض دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على حدود عام 1967.

وقال "نعم، لقد انطلق ياسر عرفات بثورتنا المعاصرة من حطام النكبة وخيام التشرد، وقاد مسيرة الكفاح الوطني لصون الهوية وإعادة إحياء الوطنية الفلسطينية، ليضع اللبنة الأولى والمدماك الرئيس في بنيان دولة فلسطين المستقلة بإنشاء أول سلطة وطنية فلسطينية، ليس كمنة من أحد وإنما كثمرة أولى لتضحيات آلاف الشهداء ومعاناة مئات آلاف الأسرى وملايين المشردين، وكأبرز انجاز لنضالات شعبنا على مدى عقود، توجتها الانتفاضة المجيدة عام 1987، والتي أبرزت الصراع على حقيقته، والمتمثل في سعي شعبنا لممارسة حقه الطبيعي في الحياة والخلاص من الاحتلال، والعيش حراً كريماً في وطن له كسائر شعوب الأرض".
|153911|
وأضاف فياض في كلمته خلال مهرجان الذكرى السابعة لرحيل ياسر عرفات، والذي نظمته مؤسسة ياسر عرفات في قصر الثقافة في رام الله مساء اليوم الخميس، بحضور عدد واسع من أعضاء القيادة الفلسطينية واللجنة التنفيذية وقادة الفصائل والقوى الوطنية، وعدد من الوزراء والمسئولين وسفراء الدول المعتمدة لدى السلطة الوطنية، ومئات المواطنين، "نعم، هذه هي حكاية ياسر عرفات، تتجسد اليوم في إصرار شعبنا على مواصلة الكفاح والبناء، لإكمال فصولها بانتزاع الحرية والاستقلال، وتكريس السيادة الوطنية على أرض دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على حدود عام 1967".

وشدد رئيس الوزراء على أن مواصلة طريق البناء والمراكمة على ما أنجز في استنهاض عناصر القوة والمنعة، وتوفير مقومات الصمود لشعبنا، يظل، رغم كل الصعاب والتحديات التي تعترضنا وستعترضنا، الطريق الأقصر لتحقيق أهدافنا الوطنية، وتحويل الإجماع الدولي إزاء جدارتنا وجاهزيتنا إلى إجماع شامل لتجسيد دولة فلسطين كاملة السيادة على الأرض، وقال "نعم، لقد حسم شعبنا معركة الجدارة، وعلينا أن نواصل الجهد لتحويل هذا الإقرار الدولي بجاهزيتنا لإقامة الدولة، إلى إقرار بحقنا في ممارسة السيادة على أرضنا، وما يتطلبه ذلك من تدخل فاعل وملموس من قبل المجتمع الدولي لوضع حد عاجل للعقبة الرئيسية والوحيدة أمام قيام دولتنا، ألا وهي المتمثلة في استمرار الاحتلال الإسرائيلي".

|153910|وأضاف فياض "إن هذه المسؤولية الملقاة على عاتق المجتمع الدولي لا تعفينا من ضرورة الاستمرار في أداء مهامنا وتعزيز قدراتنا لتحقيق المزيد من الاعتماد على الذات، وبما يمكننا، ونحن اليوم أحوج ما نكون لذلك، من تنمية القدرة على الصمود في معركة الاستقلال الوطني، وعلى درب انتزاع الإقرار الدولي الفعلي بحقوقنا. فرسالة شعبنا للعالم بأسره، التي أكد عليها الرئيس أبو مازن في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن كفى للظلم والازدواجية... لقد آن الأوان لربيع بلادنا أن يزدهر، ولحق شعبنا في الحرية والكرامة أن يتحقق. وإن شعبنا، ومن منطلق إيمانه الراسخ بحقوقه المشروعة وبالسلام القائم على مبادئ الحق والعدل، يشعر بالامتنان لكل الدول التي صوتت إلى جانبه لنيل العضوية الكاملة في منظمة اليونسكو، الأمر الذي نعتبره إقرارا بحقنا في صون وحماية ثقافة شعبنا وتراثه الوطنيين، وبحقه في تجسيد هويته في دولة مستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف، دولة عصرية ومنفتحة على ثقافات العالم وشعوبه وتساهم في ازدهار حضارته الإنسانية.

وتابع رئيس الوزراء "إننا نتطلع لأن يكون ما تحقق في اليونسكو خطوة نحو احتضان دولة فلسطين في الأسرة الدولية، كدولة فاعلة مستقلة، وقادرة على تحقيق الازدهار لشعبها والإسهام في حماية الأمن والسلم الدوليين"، واستكمل قائلاً "إن مواصلة طريق البناء والمراكمة على ما أنجز في استنهاض عناصر القوة والمنعة، وتوفير مقومات الصمود لشعبنا، يظل، رغم كل الصعاب والتحديات التي تعترضنا وستعترضنا، الطريق الأقصر لتحقيق أهدافنا الوطنية، وتحويل الإجماع الدولي إزاء جدارتنا وجاهزيتنا إلى إجماع شامل لتجسيد دولة فلسطين كاملة السيادة على الأرض".

وشدد فياض على أن توجهات عمل الحكومة في المرحلة القادمة، وبالإضافة إلى الوصول إلى مرحلة متقدمة من الاعتماد على الذات، تستهدف تعميق جاهزيتنا الوطنية وتوسيع نطاقها في مختلف المناطق، وما يتطلبه ذلك من تركيز الجهد على قطاع غزة، والقدس الشرقية والأغوار والمناطق المهددة من الجدار والاستيطان ومجمل المناطق المصنفة (ج)، والتي ما تزال إسرائيل تعيق، وبصورة منظمة، من قدرتنا على تنفيذ المشاريع التنموية والاستفادة من مواردنا فيها. وقال "إن هذا يتطلب أيضاً العمل الجاد لإنهاء حالة الانقسام ودرء مخاطر تكريس الانفصال".

وفي ختام كلمته أكد رئيس الوزراء على أن السلطة الوطنية، ستواصل العمل لتوفير كل مقومات الصمود لشعبنا، وهي مصممة على مقاومة محاولات فرض سياسة الأمر الواقع. وقال "سيظل شعبنا متمسكاً بحقوقه، وبنهج المقاومة الشعبية السلمية ضد الاحتلال الإسرائيلي وإرهاب مستوطنيه، ومصمماً على استكمال بناء ركائز ومؤسسات دولة فلسطين على أرضنا المحتلة، وفي مقدمتها القدس الشريف، العاصمة الأبدية لهذه الدولة".
|153909|
وهذا نص كلمة رئيس الوزراء:
نحيي اليوم، ومعنا كل أبناء شعبنا، وأحرار العالم، الذكرى السنوية السابعة لرحيل مؤسس الحركة الوطنية المعاصرة وزعيمها الخالد ياسر عرفات )أبو عمار(. واسمحوا لي في البداية أن أنقل إليكم، ومن خلالكم لكل أبناء شعبنا في الوطن ومنافي الشتات، تحيات الأخ الرئيس أبو مازن. كما وأود أن أتوجه بالشكر والتقدير الكبيرين لمؤسسة ياسر عرفات على تنظيم هذا الحفل، الذي بات تقليداً سنوياً ومناسبة هامة لتسليط الضوء على مفاصل هامة من حياة أبو عمار. وما أحوجنا لما لذلك من دلالات، خاصة في هذه المرحلة من نضال شعبنا، بكل ما تجسده من اصرار على نيل حقوقنا الوطنية كما عرفتها الشرعية الدولية.

إن إحياء هذه المناسبة الهامة يؤكد مدى وفاء شعبنا لقائد ثورته المعاصرة، ويبرز إرادته التي لا تلين في مواصلة النضال لاستكمال إنجاز ما ناضل ياسر عرفات، بل، وكرّس حياته من أجل تحقيقه... ألا وهو الانعتاق التام من نير الاحتلال وطغيانه.. ووضع دولة فلسطين على خارطة العالم، دولة مستقلة ومزدهرة وعصرية ومنفتحة على شعوب ودول العالم قاطبة.

إن تعاظم الالتفاف الشعبي، أيها الأخوات والأخوة، حول الطريق التي أسس لها أبو عمار، ورغم كل الصعوبات، يظهر صلابة شعبنا وقوة ارادته على درب انجاز ما لم يكتمل في حكاية ياسر عرفات التي توحدت في حكاية شعب فلسطين وفي طموحاته وتطلعاته الوطنية المشروعة والإصرار على تحقيقها.

نعم، لقد انطلق ياسر عرفات بثورتنا المعاصرة من حطام النكبة وخيام التشرد، وقاد مسيرة الكفاح الوطني لصون الهوية وإعادة إحياء الوطنية الفلسطينية، ليضع اللبنة الأولى والمدماك الرئيس في بنيان دولة فلسطين المستقلة بإنشاء أول سلطة وطنية فلسطينية، ليس كمنة من أحد وانما كثمرة أولى لتضحيات آلاف الشهداء ومعاناة مئات آلاف الأسرى وملايين المشردين، وكأبرز انجاز لنضالات شعبنا على مدى عقود، توجتها الانتفاضته المجيدة عام 1987، والتي أبرزت الصراع على حقيقته، والمتمثل في سعي شعبنا لممارسة حقه الطبيعي في الحياة والخلاص من الاحتلال، والعيش حراً كريماً في وطن له كسائر شعوب الأرض. نعم، هذه هي حكاية ياسر عرفات، تتجسد اليوم في إصرار شعبنا على مواصلة الكفاح والبناء، لإكمال فصولها بانتزاع الحرية والاستقلال، وتكريس السيادة الوطنية على أرض دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على حدود عام 1967.

نعم، هذا هو قرار شعبنا من أجل تحقيق حلم ياسر عرفات، وكي ترفع زهرة من زهرات فلسطين، وشبل من أشبالها علم فلسطين على أسوار القدس ومآذنها وكنائسها. واليوم يا أبا عمار نحن اقرب ما نكون لتجسيد هذه الحقيقة، ونعدك بأن هذا سيتحقق، وسيُرفع علم فلسطين على أسوار القدس ومآذن القدس وكنائس القدس، ولن تستطيع إسرائيل، ومهما طغت وتعنتت، من أن تغيب هذه الحقيقة.

بانتهاء خطة العامين، تمكن شعبنا من انتزاع الإقرار الدولي بقدرة مؤسساتنا على القيام بمهامها ومسؤولياتها إزاء احتياجات شعبنا ورعاية مصالحه كمؤسسات دولة، بل، وبما يفوق اداء مؤسسات دول قائمة. وفي تقديري أن الانجاز الأهم الذي حققه أبناء شعبنا على هذا الصعيد يتمثل في الانخراط المتنامي في هذه العملية، وامتلاك الثقة المتزايدة في قدرتهم على النجاح، بما في ذلك تنامي الإمكانيات الكفيلة بزيادة الاعتماد على القدرات الذاتية. ومن هذا المنطلق، فقد شكلت تلك الخطة وما تزال الرافعة الأساسية للنهوض بالمشروع الوطني، وتمكين شعبنا من المضي قدماً نحو الخلاص التام من الاحتلال، الأمر الذي يتطلب، وفي هذه المرحلة بالذات، مضاعفة الجهود نحو المزيد من استنهاضِ الطاقات ازاء الاستمرار في التلويح بقطع المساعدات الخارجية، وبما أعتقد جازماً أنه يمكن أن يؤدي إلى التخلص من الحاجة للجزء المخصص منها لتمويل النفقات الجارية خلال مدة أقصاها عام من اليوم، وبما سيؤدي حتماً إلى وضع حد قطعي ونهائي حتى لمجرد التكهن بأن خياراتنا الوطنية قابلة للمساومة أو المقايضة.

نعم، لقد حسم شعبنا معركة الجدارة، وعلينا أن نواصل الجهد لتحويل هذا الإقرار الدولي بجاهزيتنا لإقامة الدولة، إلى إقرار بحقنا في ممارسة السيادة على أرضنا، وما يتطلبه ذلك من تدخل فاعل وملموس من قبل المجتمع الدولي لوضع حد عاجل للعقبة الرئيسية والوحيدة أمام قيام دولتنا، ألا وهي المتمثلة في استمرار الاحتلال الإسرائيلي.

إن هذه المسؤولية الملقاة على عاتق المجتمع الدولي لا تعفينا من ضرورة الاستمرار في أداء مهامنا وتعزيز قدراتنا لتحقيق المزيد من الاعتماد على الذات، وبما يمكننا، ونحن اليوم أحوج ما نكون لذلك، من تنمية القدرة على الصمود في معركة الاستقلال الوطني، وعلى درب انتزاع الإقرار الدولي الفعلي بحقوقنا. فرسالة شعبنا للعالم بأسره، التي أكد عليها الاخ الرئيس أبو مازن في كلمته أمام الجمعية العامة للامم المتحدة، أن كفى للظلم والازدواجية... لقد آن الأوان لربيع بلادنا أن يزدهر، ولحق شعبنا في الحرية والكرامة أن يتحقق. وإن شعبنا، ومن منطلق إيمانه الراسخ بحقوقه المشروعة وبالسلام القائم على مبادئ الحق والعدل، يشعر بالامتنان لكل الدول التي صوتت الى جانبه لنيل العضوية الكاملة في منظمة اليونسكو، الأمر الذي نعتبره إقرارا بحقنا في صون وحماية ثقافة شعبنا وتراثه الوطنيين، وبحقه في تجسيد هويته في دولة مستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف، دولة عصرية ومنفتحة على ثقافات العالم وشعوبه وتساهم في ازدهار حضارته الإنسانية. واننا نتطلع لأن يكون ما تحقق في اليونسكو خطوة نحو احتضان دولة فلسطين في الأسرة الدولية، كدولة فاعلة مستقلة، وقادرة على تحقيق الازدهار لشعبها والإسهام في حماية الأمن والسلم الدوليين. ان مواصلة طريق البناء والمراكمة على ما انجز في استنهاض عناصر القوة والمنعة، وتوفير مقومات الصمود لشعبنا، يظل، رغم كل الصعاب والتحديات التي تعترضنا وستعترضنا، الطريق الاقصر لتحقيق اهدافنا الوطنية، وتحويل الاجماع الدولي ازاء جدارتنا وجاهزيتنا الى اجماع شامل لتجسيد دولة فلسطين كاملة السيادة على الارض.

إن توجهات عمل الحكومة في المرحلة القادمة، وبالاضافة الى الوصول الى مرحلة متقدمة من الاعتماد على الذات، تستهدف تعميق جاهزيتنا الوطنية وتوسيع نطاقها في مختلف المناطق، وما يتطلبه ذلك من تركيز الجهد على قطاع غزة، والقدس الشرقية والأغوار والمناطق المهددة من الجدار والاستيطان ومجمل المناطق المصنفة (ج)، والتي ما تزال إسرائيل تعيق، وبصورة منظمة، من قدرتنا على تنفيذ المشاريع التنموية والاستفادة من مواردنا فيها. إن هذا يتطلب أيضاً العمل الجاد لإنهاء حالة الانقسام ودرء مخاطر تكريس الانفصال.

قبل أن اختم حديثي اسمحوا لي أن أؤكد أمامكم، أن سلطتكم الوطنية، ستواصل العمل لتوفير كل مقومات الصمود لشعبنا، وهي مصممة على مقاومة محاولات فرض سياسة الأمر الواقع. وسيظل شعبنا متمسكاً بحقوقه، وبنهج المقاومة الشعبية السلمية ضد الاحتلال الإسرائيلي وإرهاب مستوطنيه، ومصمماً على استكمال بناء ركائز ومؤسسات دولة فلسطين على أرضنا المحتلة، وفي مقدمتها القدس الشريف، العاصمة الأبدية لهذه الدولة....، ونحن مصممون على ممارسة مسؤولياتنا الوطنية إزاء شعبنا.... هذا حقنا، وهذا واجبنا، ولا يستطيع أحد أن يفرض الفيتو على إصرار شعبنا على التمسك بحقوقه كافة، بما في ذلك حقه في الاستقلال والسيادة على أرضه.

وأختم، نم قرير العين يا أبا عمار. فلن يهدأ بال شعبنا إلا بتجسيد حلمك في إقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ونقل جثمانك الطاهر إلى ترابها الذي عشقت.