وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

أمين سر المكتب الحركي للحركة الأسيرة ينعى الرئيس الراحل ياسر عرفات في ذكرى استشهاده الثانية

نشر بتاريخ: 11/11/2006 ( آخر تحديث: 11/11/2006 الساعة: 01:46 )
رام الله -معا- نعى امين سر المكتب الحركي للحركة الاسيرة علي ابو دياك الشهيد الراحل ياسر عرفات "ابو عمار" في ذكرى استشهاده الثانية التي تصادف يوم غد السبت.

وقال ابو دياك في بيان وصل "معا" نسخة منه :" يعود إلينا اليوم ياسر عرفات، يعود بذكرى رحيله عنا، وكأنه لم يرحل أبدا ولكن عيوننا ترحل إليه كل يوم ألف مرة، يعود ياسر عرفات بكوفيته ورمزيته التي صاغت الهوية للشعب الفلسطيني، يعود إلينا القائد الخالد الذي أعطى للموت في فلسطين اسما آخر، وللحياة بعدا آخر، وللنصر لونا آخر، وللحرية معنى آخر".

واضاف :"نقف اليوم بذكرى رحيل القائد الخالد الذي علمنا كيف نفرح بصوت عال وكيف نحزن بصمت، كيف نودع شهداءنا دون دموع، علمنا إذا أقسمنا أن نقسم ونسطر العهد للشهداء دون توان ودون رجوع، وإذا متنا نموت واقفين لا نعرف الركوع، وإذا نال منا العدو لا نفكر لحظة بالخضوع".

وتابع يقول "هذه مدرسة الياسر أبو عمار، فعندما بلغ التحدي مع المحتل الزبى قال الياسر شهيدا شهيدا شهيدا، قالها بصوته الجهور المقاتل الذي ما ارتجف للموت أبدا، بل ارتجف لصوته الموت، لتحضنه بين أذرعها الحياة، فكما قال به الشاعر ياسر حبيب الشعب.. شفته في بيروت.. الموت يشد وياسر يشد.. ومين مات.. ماتالموت.. ياسر هو الشعب والشعب ما بموت".

"نعم لقد رحلت عنا في مثل هذا اليوم يا أسد الثوار وقائد الأحرار، أيها الرمز الختيار، أيها الياسر أبو عمار، رحلت عنا دون وداع، دون أن نراك شهيدا كما تمنيت أن تكون، فلن نشفى من حبك يوما، ولن نصحو من حلمك، ومهما أضلتنا الأيام من بعدك لن نحيد عن دربك، لن نكون إلا أنت، ولن نعيش إلا كما أنت لنا أردت، فأنت قائدنا في الحرب وقائدنا في السلام، فلن تتوقف حربا إلا بعزة ونصر كما كنت أنت أيها الخالد قد قررت، ولن نقبل سلاما إلا بشرف وعدل كما أنت أيها القائد قد وعدت".

وقال :"نعم لقد علمنا الياسر أن القائد يجب أن يقرر كيف يحيا ويقرر كيف يموت، فلم يخشى الموت يوما، فحين اجتاح الجيش الإسرائيلي لبنان في حزيران 1982، كان في جولة خارجية، لكنه عاد إلى بيروت ليواجه مع مقاتليه الحصار الإسرائيلي، وفي العام التالي، عاد إلى طرابلس ليواجه حصاراً جديداً، وقد أقبل عليه، ليحسم مسألة الشرعية الفتحاوية، وأخيرا اختار حصاره الأخير، واختار المواجهة مرة أخرى مع الموت، ليسجل انتصارا آخر، وهو يختار الشهادة دون الاستسلام، يحدد موقعه في أعلى صفحات التاريخ، يتخذ قراره الأخير بأن لا يحيى وتموت القضية، بل يموت لتبقى فلسطين مجدا وكرامة وقضية".

"وكما قال به الشاعر محمود درويش "كان يسبق الموت الى الحياة، لم ينتصر في المعارك العسكرية، لا في الوطن ولا في الشتات. لكنه انتصر في معركة الدفاع عن الوجود الوطني، ووضع المسألة الفلسطينية على الخارطة السياسية، الاقليمية والدولية، وفي بلورة الهوية الوطنية للفلسطيني اللاجئ المنسيّ عند أطراف الغياب، وفي تثبيت الحقيقة الفلسطينية في الوعي الانساني، ونجح في اقناع العالم بأن الحرب تبدأ من فلسطين، وبأن السلم يبدأ من فلسطين، وصارت كوفية ياسر عرفات، المعقودة بعناية رمزية وفولكلورية معاً، هي الدليل المعنوي والسياسي الى فلسطين".

واضاف ابو دياك :"أبو عمار مهما بلغت بنا البلاغة فلن نحصي من خطواتك شبرا.. وكل ما ذكرناه من أمجادك كاد يكون أمام مجدك صفرا.. وكل ما كتبناه من صفحات تاريخك السرمد كاد يكون سطرا.. شاءت بنا الأقدار أن نرثيك فمهما بلغت بنا البلاغة لن نبلغك ولو مكثت أقلامنا وأفواهنا في رثائك دهرا، هي نحن كوفيتك يا قائد الثورة.. نفترشها بساطا.. نلتفحها غطاء.. نعتصرها شرابا..نرتشفها إباء.. ترنو إليها قلوبنا عشقا.. تصبو إليها عيوننا في كل يوم وفي كل لحظة حجا وعمرة".