|
جامعة النجاح تتألق ببريطانيا وتعقد توأمة مع جامعة داندي الاسكتلندية
نشر بتاريخ: 20/11/2011 ( آخر تحديث: 20/11/2011 الساعة: 19:04 )
نابلس- معا- شهد فندق Jumeirah Carlton Tower في منطقة نايتس بريدج اللندنية العريقة مساءً ليس كباقي أماسيه، حيث اكتظت قاعة "بال روم" بنخبة من رجال السياسة والفكر والاكاديميين والباحثين والاعلاميين، يجمعهم عشاء تكريمي لجامعة النجاح الوطنية الفلسطينية وادارتها الذين قدموا للعاصمة البريطانية في جولة لكسب الدعم لهذا الصرح الوطني ، الذي يطاول في مكانته العلمية اعرق الجامعات في العالم.
وافتتح حفل جمعية اصدقاء النجاح على ايقاع اغنية "موطني"، التي نشدت بها فرقة جامعة النجاح، وعلى وقع كلمات السيد صبيح المصري، رئيس مجلس امناء الجامعة والاستاذ الدكتور رامي حمدالله، رئيس جامعة النجاح الوطنية، الذي تحدث عن واقع الجامعة وحاجاتها باعتبارها عقل فلسطين العلمي ووعاء ارثها الانساني وذخرها المعرفي، وهموم ادارتها بعد الزيادة الكبيرة في عدد سكان فلسطين وطالبي العلم الذين يقصدونها باعتبارها اكبر واهم صرح علمي في البلاد، والعبء الذي تنوء به للاستجابة لاحتياجات الموجات الجديدة من الاجيال التي تقصد فروع الجامعة طلبا للتحصيل العلمي. وآزر المفوض الفلسطيني في لندن الاكاديمي والسياسي مانويل حساسيان - والذي كان من اعمدة الجامعات الفلسطينية - رفقاءه في التأكيد على ان جامعة النجاح كان لها الفضل في خلق مجتمع مدني فلسطيني قوي، اخذ على عاتقه مقارعة اعنف واقبح احتلال تشهده البشرية. وكشف المفوض الفلسطيني بان مئتي الف طالب يدرسون الان في جامعاتنا، مضيفا "اننا فخورون بان خريجينا ينتشرون في الصروح العلمية والسياسية والاقتصادية في جميع دول العلم"، مشددا انه كي تبقى جامعة النجاح تتنفس وتتوسع وتستجيب لمهمتها في رفد فلسطين بجنود العلم والمعرفة لا بد لها من الدعم والتعاضد كي تنتصر في معاركها مع المستعمر ومع الحياة. وكانت مفاجأة السهرة حضور الجراح والطبيب العربي العالمي السير مجدي يعقوب، الذي القى كلمة مؤثرة عن البحث العلمي ونجاحات جامعة النجاح، مؤكدا ان هذا الشعب الذي اختبر وذاق اقسى تجارب الشعوب المضطهدة تمسك بثلاث كلمات يرى انها كفيلة بانقاذ العالم ايضا، ورتب هذا الاولويات الثلاث بالانسانية اولا، باعتبار ان كلنا في العالم نشبه بعضنا البعض، وليس لنا الا انسانيتنا كي نبقى. وثانيا، العلوم وهي المنقذة للامم وبدونها لا كرامة ولا معرفة ولا حرية ولا صحة ولا مال للافراد والدول. بينما ختم ثلاثيته بالعمل الجاد والمتواصل والذي بدون الجهد والكد لا يمكن تحقيق شيء. وبعد ذلك عرض فيلم مصور عن جامعة النجاح الوطنية في نابلس والذي كشف انها أكبر الجامعات الفلسطينية وأغزرها إنتاجاً بحثياً. وبين الفيلم ان الجامعة لعبت دوراً رائداً في الحياة اليومية السياسية والاقتصادية الفلسطينية. وبرز منها العديد من المقاومين رجال السياسة والاقتصاد الذين تبوأوا مراكز مهمة داخل فلسطين وخارجها. وحققت الجامعة إنجازاً كبيراً، حيث حصلت النجاح على المرتبة الأولى على فلسطين والخامسة على الوطن العربي و1160 على مستوى العالم حسب التقييم العالمي للجامعات العالمية "ويبومتركس". ولد نجم جامعة النجاح الوطنية حسب ما عرضه الفيلم المعد خصيصا باللغة الانكليزية في عام 1918 حيث بدأت كمدرسة النجاح، ثم ما لبثت أن تطورت إلى كلية النجاح الوطنية في العام 1941 لتمنح درجة الدبلوم، وإلى كلية تمنح الدرجة الجامعية المتوسطة في العام 1965، ورأت النور بوصفها جامعة في العام 1977، مبتدئة بكليتي العلوم والآداب، ثم أصبحت تضم مرافقها 16 كلية، تمنح درجة البكالوريوس في 72 برنامجاً، ودرجة الماجستير في 42 برنامجا، وبرنامجاً يمنح درجة الدكتوراه في الكيمياء، بالإضافة إلى 21 تخصصاً في الدبلوم المتوسط والعديد من المراكز العلمية والبحثية المختلفة. وكشف الفيلم كذلك ان مبادرة جامعة النجاح الوطنية في نابلس بإنشاء مشفى تعليمي حديث سيكون إسهاماً ضرورياً وحيوياً من أجل الرقي بالقطاع الصحي في محافظات شمال الضفة الغربية وتقديم أفضل الخدمات الطبية والعلاجية للمواطن الفلسطيني في هذه المناطق. وسيكون أول مستشفى تعليمي في فلسطين يجمع بين تدريب الطلبة الذين يدرسون في كلية الطب في جامعة النجاح الوطنية، وتقديم أفضل الخدمات الطبية للمواطن الفلسطيني؛ لأن المنطقة بحاجة إلى مستشفى يملك أقساماً طبية مختلفة تلبي احتياجات المواطنين الصحية والتدريبية المتنوعة. وقبل نهاية الحفل كرمت ادارة الجامعة بهيئتها التدريسية والادارية السير مجدي يعقوب عبر لوحة تذكارية مقدمة من طلبة الجامعة حيث عبر عن امتنانه وتأثره لهذه اللفتة الطيبة، كما كرمت الجامعة السيدة غادة حماد "أم علي" التي ارجع المتحدث لها الفضل في مساندة هذا الحفل عبر جهودها ومحبتها، كما كرمت ادارة الجامعة السيدة سناء العالول رئيسة الجالية الفلسطينية في لندن والمدد الذي قدمته لانجاح هذا التجمع. كما كرمت السيد رياض كمال احد اهم متبرعي وراعي الجامعة وطلابها. فيما كان تكريم ما سمته مناظلها المفوض الفلسطيني مانويل حساسيان. ثم عرض في الحفل مزاد لجمع التبرعات لمستشفى الجامعة التعليمي، حيث كان المزاد سباقا نحو الوطنية والدعم والشرف، بحيث اثلج صدور هيئة الجامعة والحاضرين، وكان من السخاء والكرم الذي تستحقه، والذي بلغ ما يقارب مليونا واربعمائة الف دولار امريكي قدمه الخيرون وذوو الايادي البيضاء من ابناء فلسطين المغتربين والعرب. وعلى هامش هذا الانجاز قام رئيس الجامعة رامي حمدالله بتوقيع وثائق توأمة جامعة النجاح مع مدير جامعة University of Abertay Dundeeالاسكتلندية فيليب كوليير وسط تصفيق الحاضرين. وبعد هذا المساء العابق بالعطاء والخير والنجاح كان لا بد من مسك الختام، الذي شدت به فرقة الجامعة مودعة الحاضرين بكلمات تحاكي الشاعرة فدوى طوقان عبر نشيد الجامعة: جامعة النجاح، يا جامعة النجاح.. يا منهل الآداب والعلوم وجسرنا إلى الغد العظيم... يا قلعة الصمود والعرفان يا صرحنا الموطد الأركان.. حملتنا أمانة الأوطان نقسم بالإنجيل بالقرآن.. عن الولاء... والانتماء. |