وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

خبراء: اسرائيل تهدف لانهاك البيئة الفلسطينية وضرب مقومات بناء الدولة

نشر بتاريخ: 22/11/2011 ( آخر تحديث: 22/11/2011 الساعة: 22:22 )
رام الله – معا - قال خبراء وباحثون في شؤون البيئة والمياه والارض، اليوم الثلاثاء، أن إسرائيل تهدف إلى إنهاك البيئة الفلسطينية، وضرب مقومات بناء الدولة الفلسطينية، ونهب موارد الشعب الفلسطيني.

جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقده مركز العمل التنموي "معا" بمدينة رام الله بحضور نائب رئيس سلطة جودة البيئة جميل المطور ومدير عام مجلس المياه الوطني احمد الهندي ومدير مجموعة الهيدرولوجيين الفلسطينين ايمن الرابي ومدير وحدة الابحاث في مركز معا جورج كرزم.

وشدد المتحدثون على ضرورة اتخاذ كافة الاجراءات اللازمة من قبل المنظمات الدولية والاهلية لوقف الانتهاكات الاسرائيلية بحق المصادر المائية والاراضي الفلسطينية، حيث تسيطر اسرائيل على اكبر التجمعات البيئية من خلال احتلالها لهذه المصادر التي هي غالبا التي تقع تحت السيطرة الفلسطينية.

وقال جميل المطور ان مصادرة الاراضي وتجريف المساحات الشاسعة من الاراضي والشوارع الالتفافية ونهب واستغلال المواد الخام الطبيعية وتلويث الاراض الفلسطينية بالنفايات الصلبة والعادمة ومخلفات المستوطنات ومصانعها، وسيطرة الاسرائيليين على الاحواض المائية والمياه الجوفية وسرقتها واستغلالها بما لا يقل عن 85% من هذه الاراضي, تهدف في مجموعها الى انهاك البيئة الفلسطينية وضرب مقومات بناء الدولة الفلسطينية وحرمان الشعب الفلسطيني من حقه في السيادة والتحرر والاستقلال كبقية دول العالم.

وأكد المطور ان الاسرائيليين قاموا في الفترة ما بين سنة 2000 الى هذا اليوم باقتلاع مايزيد عن مليون ونصف المليون شجرة التي في معظمها من اشجار الزيتون المعمرة، من اصل 11 مليون و300الف شجرة بستنة في فلسطين، مشيراً إلى أن ذلك انعكس سلبيا على النظام الجوي بعد أن ازدادت انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون لـ 600 ألف طن حسب تقرير التنمية البشرية لعام 2009، مما يعني أن الأشجار المقتلعة كانت قادرة على امتصاص ما يقارب 1.5% من انبعاثات فلسطين من غازات الدفيئة.

وأوضح المطور ان اسرائيل مستمرة في انتهاك القوانين والشرائع الدولية الخاصة بالاتفاقيات البيئية الدولية وامعانها في نهب موارد الشعب الفلسطيني، ومنع التطوير والتنمية ووضع العراقيل، بما يتفق مع السياسات الاسرائيلية التي تحول دون الى تحقيق التنمية المستدامة ويقوض عناصر ومكونات النظام البيئي الفلسطيني.|155293|

من جهته، بين أحمد الهندي ان الافتقار الى الكميات الكافية من المياه للمواطنين الفلسطينين هي مشكلة دائمة نشات بسبب السياسات والممارسات الاسرائيلية القائمة على اساس التمييز والحرمان واستغلال الموارد المائية الفلسطينية.

وشدد على أن استهلاك الفرد الفلسطيني من المياه يبلغ نحو 70 لتراً في اليوم، بل تهبط حصة الفرد في بعض المناطق الريفية إلى 20 لتراً، و هذا يقل كثيراً عن المستوى الذي توصي به "منظمة الصحة العالمية"، في حين يستهلك الفرد الإسرائيلي ما مقداره 300 لتر يومياً.

وأضاف الهندي: افتقار الفلسطينين لكميات كافية من المياه هي مشكلة دائمة نشأت بسبب الممارسات الإسرائيلية القائمة على التمييز والحرمان، والسيطرة على الأراضي وعرقلة عمل لجنة المياه المشتركة، وتاخير تنفيذ مشروعات المياه والصرف الصحي، وهدم منشات مائية مثل آبار استخراج المياه الجوفية وآبار تجميع المياه في مناطق "ب" و "ج".

من جانبه، قال الرابي الى ان كميات المياه المنتجة من المصادر الفلسطينية من 138م متر مكعب سنوياً إلى 118 م م3 سنوياً تراجعتـ وفي نفس الوقت فقد زاد إعتماد البلدات والقرى الفلسطينية على شراء المياه من شركة المياه الإسرائيلية اذا تبلغ نسبة المياه المشتراه من هذه الشركة حوالي 56% من مجمل المياه المستخدمة للشرب في الضفة الغربية وهذا مؤشر خطير يهدد الأمن المائي ويتحكم في شربه ماء المواطن الفلسطيني.

وأكد الرابي ان اسرائيل قامت بمنع الفلسطينيين من حفر آبار جديدة لسد حاجاتهم وخاصه في الحوض الغربي حتى وان كان لاستبدال الآبار التي تجف وقد تقلص عدد الآبار الإجمالي من 720 بئر قبل الاحتلال الى حوالي 340 بئر في الضفة الغربية بعيد الاحتلال عام 67 بفرض حقائق جديدة على الأرض وقامت باستبدال القوانين المعمول بها بأوامر عسكريه حدت من قدرة الفلسطينيين على استخدام مياههم و تطويرها حسب حاجاتهم.

من ناحيته، اكد كرزم التدمير الإسرائيلي لحوض نهر الأردن في كمية المياه, بسبب نهب إسرائيل لمياه بحيرة طبريا التي تعد أهم مغذ للنهر مما أدى إلى انخفاض نسبة المياه العذبة التي تجري في النهر بنسبة 98% اي انه لم يعد يجري سوى 2% من المياه، التي تصب في النهر التي لا تتجاوز 20-40 مليون متر مكعب.

وأكد كرزم أن الحل يكمن في أن تتوقف إسرائيل عن حجب تدفق مياه بحيرة طبريا لنهر الأردن، فضلا عن وقف نشاطات المصانع الإسرائيلية المستنزفة لمياه البحر الميت، مما يعني توفير 900 مليون متر مكعب سنويا من المياه المنهوبة مباشرة من البحر الميت أو من الروافد المغذية له لإعادة أكبر قدر من التوازن البيئي الطبيعي للمسطحات المائية الفلسطينية.

واشار إلى أن الجزء الجنوبي من النهر يعتبر الأكثر تلوثا بين المسطحات المائية الفلسطينية بسبب تعمد المستوطنات في طبريا وغور الأردن وبيسان صب كميات ضخمة من المياه العادمة المنزلية والصناعية الملوثة التي تقدر بأكثر من 3 ملايين متر مكعب في النهر، مما حول مياهه إلى اللون الأخضر، وأصبح ملوثا بالنيترات وبكتيريا الكوليفورم (القولون)، وانقراض أكثر من 50% من نباتاته خلال الـ50 سنة الأخيرة، كما أن إسرائيل تعتبر مساحات شاسعة من النهر والأراضي المحيطة به مناطق عسكرية مغلقة.