وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مؤسسة الأقصى تصدر وتوزع فيلما وثائقيا عن مدينة الرملة

نشر بتاريخ: 23/11/2011 ( آخر تحديث: 23/11/2011 الساعة: 14:27 )
القدس- معا- أصدرت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث " في هذه الأيام فيلماً وثائقياً بعنوان "الرملة : منارة المقدسات الأولى "، يتحدث بشكل مجمل عن تاريخ مدينة الرملة ومقدساتها ، ويتمحور حول معسكر التواصل مع مقدسات الرملة ، الذي نفذته الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني و"مؤسسة الأقصى" قبل أشهر.

وقامت المؤسسة بتوزيع الفيلم على أهالي مدينة الرملة واللد ويافا، وستقوم بتعميمه بشكل أوسع محلياً وعالمياً في المستقبل القريب ، الفيلم من إنتاج "مؤسسة الأقصى" وإخراج الاستاذ إياد النائل ، وإشراف عام من قبل الاستاذ زياد زرعيني والسيد عبد المجيد محمد ، البحث العلمي والنصوص كتبها الإعلامي محمود أبو عطا ، وقام بتصوير المشاهد كل من محمود النائل، محمد ابو يوسف ، محمد عادل ، عمر فرسان ، محمد ابو زرقة ، احمد جلاجل ، تعليق صوتي حسن حجازي.

ويتحدث في الفيلم عدد من الشخصيات الفاعلة في مدينة الرملة أبرزهم الشيخ أحمد أبو عبيّد – إمام مسجد عاطف الجاروشي في الرملة- ، ومن المسؤولين في "مؤسسة الأقصى" أبرزهم السيد عبد المجيد محمد – مسؤول ملف المقدسات في "مؤسسة الأقصى" – ومن قيادات الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني في مقدمتهم الشيخ كمال خطيب – نائب رئيس الحركة الاسلامية في الداخل الفلسيطيني - ، والشيخ مؤيد العقبي – مسؤول الحركة الاسلامية في منطقة المثلث الجنوبي.

مدينة اسلامية خالصة وواسعة:
هذا ويتحدث الفيلم عن مدينة الرملة ، وانها مدينة عريقة ضاربة جذورها في عمق التاريخ العربي والإسلامي ، شهدت تأسيساً وبناءً متجدداً في العصر الإسلامي الأول ، والفضل في إقامتها يعود إلى "سليمان بن عبد الملك " الذي أنشأها عام 96هـ وجعلها مقر خلافته ، وكانت مدينة الرملة مسورة بمساحة 2 كم2 ، أي ضعف مساحة القدس القديمة ، والرملة ذات ميزة تجارية وحربية ، وتعتبر موقعاً لعقدة المواصلات في المنطقة، وهي تقع في منتصف السهل الساحلي الفلسطيني إذ تعتبر الممر الذي يصل يافا (الساحل) بالقدس (الجبل) وتصل شمال السهل الساحلي بجنوبه ، وظلت مدينة الرملة على مرّ العصور المتتالية عاصمة جند فلسطين.

منارة المقدسات الاولى:
وشهدت المدينة إزدهاراً وعمراناً غير مسبوقين ، وأصبحت من المدن الكبرى والرئيسية في العصور الإسلامية ، وتوالت عليها الفترات الإسلامية على مدار نحو 1400 عاما ، واشتهرت بكونها منارة المقدسات الأولى في فلسطين ، فاحتوت على المقدسات والأوقاف الإسلامية ، من مساجد ومصليات ومقابر ، وكان المسجد الأبيض ومئذنته أشهر هذه المقدسات ، وظل على مرّ العصور معلماً واضحاً وبارزاً ، وأهتم الخلفاء المسلمون على مرّ الأزمان بمدينة الرملة ومقدساتها.

وتحدث بعض الروايات أن الصحابة حذيفة بن اليمان سكن مدة من الزمن في مدينة الرملة ، وان لم يدفن فيها ، وتيمناً بذلك فقد بني فيها مسجداً يحمل اسم الصحابي حذيفة بن اليمان ، وهو مسجد يقع وسط مدينة الرملة.

والمسجد الأبيض أو المسجد الكبير مسجد أثري يعود بناؤه للعهد الأموي ، يقع في البلدة القديمة لمدينة الرملة الفلسطينية ، أمر ببنائه الخليفة سليمان بن عبد الملك ، وسمي بالأبيض لأن بناءه الخارجي من الرخام الأبيض ، تهدّم بناؤه عدة مرات بسبب الزلازل التي أصابت مدينة الرملة ، وأعيد بناء المسجد مرة أخرى في عهد المماليك ، و لم يبقى اليوم من المسجد سوى المئذنة الكبيرة ، وبقايا من جدرانه الخارجية وقناطره ، وتمنع المؤسسة الاسرائيلية ترميمه ، ويقع أسفل المسجد الى اليوم بناء أثري يرجح انه من العهد الاموي ، يشبه بناؤه بناء المصلى المرواني في المسجد الاقصى ، ويجاور المسجد الابيض ، مقبرة النبي صالح ، وهي مقبرة واسعة قديمة ، يعود الدفن فيها الى ما قبل الف عام ، وتضم في زاويتها مصلى الامام النسائي.
وفي قلب مدينة الرملة يقع مقام الامام البسطامي ، وهو بناء قديم ، كبير مقبب ، يرجح ان تسميته بهذا الاسم تعود نسبة الى الامام المعروف باسم " ابو يزيد البسطامي".

الرملة والنكبة الفلسطينية:
وكغيرها من البلدان والقرى العربية ، أصيبت مدينة الرملة بالنكبة الفلسطينية عام 1948م ، وهُجّر الكثير من أهلها ، وأُعتدي على مقدساتها وأوقافها بالهدم والمصادرة ، وانتهكت حرمة المقابر والمساجد على حدٍ سواء ، ولمنع تكاثر العرب في مدينة الرملة، بل وفي محاولة لتهجيرهم منها ، وتهويد هذه المدينة العريقة ، تنتهج المؤسسة الاسرائيلية سياسة عدم منح رخص بناء للبيوت العربية ، وان بينت البيوت فيتم هدم الكثير منها.

المقدسات وصيانتها:
على مدار عشرات السنين منع ترميم وصيانة المقدسات في الرملة ، الى أن قام الأهل في مدينة الرملة ليدفعوا الأذى والضرر قدر إستطاعتهم عن مساجدهم المتبقية ، وعن مقابر الآباء والأجداد ، فعمّروا ورمموا ما استطاعوا ترميمه ، بمساندة أهل الخير من الداخل الفلسطيني، لكن الحاجة الى مشاريع إعمار وترميم وصيانة أشمل وأكبر ، كانت تزداد يوماً بعد يوم ، خاصة في ظل وجود مقدسات وأوقاف بحاجة ملحّة الى الترميم الفوري، وهذا ما دفع الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني و"مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" أن تحدد مدينة الرملة لتكون موقع معسكر التواصل مع المقدسات عام 2011، فهبّ الأهل في مدينة الرملة مباشرة الى مدّ يد العوّن والمساعدة والمساهمة لإنجاح أعمال ومشاريع معسكر التواصل مع مقدسات الرملة.