وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"التوحد" اخطر مرض يواجه اطفال فلسطين ولا مراكز للعلاج

نشر بتاريخ: 23/11/2011 ( آخر تحديث: 24/11/2011 الساعة: 11:47 )
نابلس- تقرير معا- لا تستغرب اذا ما علمت ان ما يُعرف بمرض التوحد او الاضطراب العقلي الذي يصيب الاطفال لا يوجد له اي مركز علاج حكومي او خاص بفلسطين ليس ذلك فحسب بل ان التشخيص الطبي الدقيق لدرجات مرض التوحد مفقود في الاراضي الفلسطينية.

ما هو مرض التوحد :

بات مرض التوحد الذي يعرفه الاطباء: بانه اضطراب في الجهاز العصبي مما يؤثر على وظائف المخ لدى الاطفال منذ لحظة الولادة ويؤثر أيضا على كافة مناحي حياتهم السلوكية وحتى الاداراكية فلا يشعرون بالجوع او السعاده بل ان احدي الامهات قالت لـ "معا"، "إن ابني لم يعرف اني امه الا بعد ثلاثة سنوات ونصف وبعد ان ذهبت به الى احد المراكز في اسرائيل".

|155335|لا يوجد اسباب علمية حتى الان تفسر هذا الاضطراب الذي يصيب الاطفال لكن الاحصائيات العالمية، تشير ان الذكور الاطفال يصابون بهذا المر ض بنسبة واحد الى الاربعة من الاناث واعراضه لا تفرق بين عرق او جنس فالسعودية والولايات المتحدة تتشابه كثيرا بعدد المصابين به من الاطفال وفي الاراضي الفلسطينية يقول الخبراء ان اعداد الاطفال المصابون بالتوحد في ازدياد مستمر علما بان الجهات الرسمية لايوجد لديها احصائيات دقيقة.

بعد ثلاث سنوات ونصف عرف اني امه:

|155336|وقالت الهام مرعي وهي من قرارة بني حسان في سلفيت لـ "معا" إن معاناتي مستمرة منذ ان قال لي الطبيب بان ابني عمر مصاب بالتوحد فهنا بدات المشكلة فلم اعرف اين ساذهب فلا يوجد مركز صحي حكومي او خاص في الاراضي الفلسطينية للعلاج بل لا يوجد دواء لهذا المرض الذي يصيب الاطفال وهنا تسالت مرعي: اين حقوق الاطفال في العلاج؟ اين الجهات الحكومية من هذا الموضوع؟.

واضافت: اغلقت كافة الطرق امامي فابني لا يشعر بانه جائع او عطشان لا يشعر بالبرد او حتى لا يشعر باي شيئ وقال تصور بانه لم يعرف اني امه الا بعد ان ذهبت فيه الا احد المراكز المتخصصة في اسرائيل وكان عمره ثلاث سنوات ونصف واضافت لقد قمت باستدانه مبلغ من المال وبعت كافة مصاغي الذهبية من اجل ان افتح روضه اطفال ادخله الى هذه الروضة حتى اتمكن من محاولة دمجه بالمجتمع وحتى اللحظة فشلت في ذلك.

وزارة الصحة ليس مسؤوليتنا لوحدنا :

|155337|واعترف وزير الصحة الدكتور فتحي ابو مغلي في رده لـ "معا" ان هذا المرض موجود في الاراضي الفلسطينية وهو بازدياد مستمر دون ان يذكر اية احصائيات رسمية حول اعداد الاطفال المصابين به.

وقال ابو مغلي إن معالجة هذا المرض لايقع على عاتق وزارة الصحة الفلسطينية لوحدها بل ان وزارة التربية والتعليم تتحمل ايضا جزءا من المسؤولية من خلال عدم طرح هذا الموضوع في المناهج التعلمية وفي الجامعات الفلسطينية اضافة ووزارة الشؤون الاجتماعية تتحمل جزءا من هذه المسؤولية، كما قال.

واضاف ابو مغلي انه لا يوجد اي بروتوكلات بين وزارة الصحه الفلسطينية ومنظمة الصحة العالمية للتعاون في هذا المرض مطالبا الجهات الخاصة والمنظمات الفلسطينية بتحمل دورها لعلاج مرض التوحد في فلسطين وتقديم كافه الخدمات الصحية للمواطنين.

|155338|وقالت هيا باسل عبد الهادي وهي اخصائية علاج وظيفي في مركز فرح للتاهيل بنابلس "لمعا" ان التوحد عبارة عن اضطراب داخل انحاء الجسم يصيب الاطفال بشكل كبير يؤدي الى خلل في النمو السلوكي عند الاطفال علما بان لايوجد حتى اللحظه أي سبب علمي يفسر هذا المرض مضيفة ان اعراض هذا المرض تتلخص في ثلاثة نقاط رئيسية وهي نقص في التفاعل الاجتماعي مثل العطف والجوع والابتسامة والدموع، وثانيا نقص في القدرات اللفظية، وثالثا وهو عمل حركات نمطية متكررة.

وقال هيا إن هذا المرض اصبح منتشرا بشكل كبير لدي الاطفال علما بانه لايوجد احضائيات دقيقة لعدد المصابين، به مطالبة الجهات الحكومية بتحمل مسؤوليتها تجاه هذا المرض اضافة الى الجامعات الفلسطينية من خلال ادراج المناهج التعلمية في الجامعات التي توفر تعليما يستطيع التعامل مع هذا المرض الذي هو بازدياد مستمر.

|155339|واكدت هيا اننا نقوم بتدريب الاطفال على الوظائف الاداركية في هذا المركز من خلال تقاضي رسوم شبه رمزية عن كل جلسة ولكن الحل هو افتتاح مراكز متخصصة في هذا المرض

وقد رفض العديد من العائلات الذين يوجد لديهم اطفال مصابون بهذا المرض التحدث بهذا الموضوع مع معا للاسباب اجتماعية بحتة علما بانهم من العائلات الميسورة الحال وخوفا على ان يعرف المجتمع ان لديهم اطفالا مصابين بالتوحد ويقومون بالسفر الى الاردن كل عدة اشهر مع ابنائهم المصابين بالتوحد وينفقون اموالا طائلة على علاجهم ؟

|155340|ونحن نسال وماذا تفعل العالات المستورة ؟ واين حقوق الاطفال بالعلاج يا حكومتنا الرشيدة؟

|155332||155333|