وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"شمس" يحيي صمود المراة العربية لاستعادة حقوقها الطبيعية والقانونية

نشر بتاريخ: 24/11/2011 ( آخر تحديث: 24/11/2011 الساعة: 13:39 )
رام الله -معا- احيا مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية "شمس" نضال المرأة العربية الدؤوب والمستمر لاستعادة حقوقها الطبيعية والقانونية والمدنية التي حرمت منها طويـلاً، والخروج بذلك بمجتمعاتها من دوائـر التخلف والاضطهاد والظلام، وتحقيـق النهوض الاجتماعي والازدهار، في ظل تنمية بشرية متساوية ودائمة تقوم على تطوير قيم التضامن والمشاركة الديمقراطية للجميع دون تمييز أو استثناء ، كما تقوم على الاحترام المتبادل لجميع حقوق الإنسان غير القابلة للتصرف، كشرط أساسي للتقدم في مختلف المجالات.

واكد مركز "شمس" أن المرأة، التي تنطوي على منابـع الخُلق، والتربية، والحماية، والعطف، والطمأنينة، والأمان، يمكنها في الواقع أن تلعب دوراً مهماً وبارزاً، في تحقيق السلام، وفي نشر ثقافته،من حيث أنها تتطلـع على الدوام، إلى تحقيـق الازدهار والأمن،ومحاربة الفقر والبؤس والجهل والتخلف، والعنف الذي لطالما شكلت المرأة ضحيّته الأولى.من هنا يبدو الترابط محكماً بين المرأة ودورها،والسلام ونشر ثقافته،ولا يمكن لهذا الشرط أن يتحقق بدون تحقيـق شرط المشاركة الفعلية المتكافئة للمرأة في الواقع، أي في مركز اتخاذ القرار .

وشدد مركز "شمس" أن من أوليات ما يجب تغييره في هذا المجال، للحد مما تتعرض له المرأة من عدم مساواة، ومن تمييز في أكثر من مجـال، وعلى مختلف الأصعدة والمستويات، وفي أكثـر مـن مكان، هو بدون شك عقلية الإلغاء والإقصـاء والتهميش، التي تُعامل من خلالها المرأة من ناحيـة، والممارسات والسلوكيات الاجتماعيـة المجحفـة بحقها من ناحية أخـرى، وتمكينها من القيـام بدورها بالتساوي مع الرجل، في تقدم المجتمع، وتحقيق التنمية البشرية المستدامة، على أكمل وجه، وإزالة العقبات والمعوقات، التي تحـول دون تمكينها من حقوقها كاملة.

وذكر مركز "شمس" بالتصاعد في العنف والحروب واضطراب الأمن، في الوقت الذي يكثر فيه الكلام عن السلام، وعن القيم التي يقوم عليها، أن هذا التصاعد يرتكز هو الآخر، على مواقف يكتنفها الغموض والضبابية، لم تعد تدان معها الحرب أو العنف وانتهاكات حقـوق الإنسان، باعتبارها أفعالاً وأحداثاً تستوجب الإدانة، وإنما أصبحت هـذه الإدانة تختلف باختلاف مرتكبيها، وكذلك باختلاف من ترتكب في حقهم، كأنها تقول باختلال المكاييل والمعايير من منطلقات مصلحية خاصة .الأمر الذي فسح المجال لأشد أنواع الاضطهاد ضد المرأة .

وراى مركز"شمس" أن مساهمة المـرأة في ثقافة السلام، تمر عبر إعادة النظر في الأدوار الاجتماعية للنوع الاجتماعي ، وفي العمل على تجاوز هذا الواقع، لتحقيق مواطنتها كاملة، وتحقيق المساواة، وتكافؤ الفرص، وخاصة بالنسبة لمراكز صنع القرار، في جميع المجالات، وعلى كافة المستويات،إن دور الأم في ترسيخ قيم المحبة والتسامح، والصفح، وفي تعليم الأطفال حل المشاكل فيما بينهم على أساس مـن تلك القيم،إضافة إلى حقوقهم وواجباتهم، يحتاج إلى مزيد من العدل والمعرفة والتمتع بالحقوق على أساس من المساواة والاحترام، فأية ثقافة للسلام نريد، إن لم يقم سلام عادل ومتكافئ، بين الشعوب والأفراد دون تمييز أو استغلال أو تهميش أو حرمان من الحقوق، وعلى رأسها الحق في تقرير المصير،وفي جميـع الأحوال ، فإن للمرأة في نشر ثقافـة السلام دور لا شك فيـه،ومساهمة لا مناص منها.فالمرأة من طبعها،وفي طبيعتها أصلاً أكثر ميلاً للسلام، في منحها الحياة للحياة، على الدوام.

ودان مركز "شمس" وبشدة الممارسات اللاانسانية التي تتعرض لها المرأة الفلسطينية والعربية تحت الاحتلال الإسرائيلي والأمريكي الذي ينتهك الاتفاقيات الدولية واتفاقيات حقوق الإنسان عامة وحقوق المرأة خاصة، ولا سيما اتفاقيات جنيف لعام 1949 وبروتوكولها الإضافي لعام 1977،واتفاقية اللاجئين لعام 1951 وبروتوكولها لعام 1967، واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة لعام 1977، وبروتوكولها الاختياري لعام 1999، ومن هنا يطالب المركز منظمة الأمم المتحدة، والمنظمات الإقليمية،بضرورة الوقوف بحزم أمام الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني،وبضرورة حماية المرأة الفلسطينية من بطش الاحتلال، وبتفعيل القرار الرقم 1325 الصادر عن مجلس الأمن،فالعيش طوال عقود تحت نير الاحتلال الإسرائيلي حد بشكل هائل من فرص التنمية أمام الشعب الفلسطيني عموماً وزاد من العنف والتمييز الممارس ضد المرأة الفلسطينية على وجه الخصوص .