|
نتنياهو يطبق ايديولوجية غوش امونيم ويفتح الطريق امام نظام الابرتهايد
نشر بتاريخ: 25/11/2011 ( آخر تحديث: 25/11/2011 الساعة: 20:04 )
بيت لحم- معا- لا زالت سلسلة التشريعات الجديدة التي بادرت اليها وسنتها حكومة نتنياهو مؤخرا تثير عاصفة من الجدل العام في اسرائيل خاصة تلك المتعلقة بتقييد حرية الصحافة واستهداف القضاء من خلال سن طريقة جديدة لتعيين قضاة المحكمة العليا اضافة الى قانون تمويل منظمات حقوق الانسان الاسرائيلية واخيرا وليس اخرا مشروع قرار يحد من امكانية تقديم هذه المنظمات التماسات للمحكمة العليا .
وفي سياق الجدل المذكور وتحت عنوان حكومة نتنياهو تزيل العقبات التي تعترض إنشاء نظام الأبرتهايد قال الاعلامي الاسرائيلي عاموس شوكان في مقالة نشرتها اليوم " الجمعه " صحيفة هأرتس الناطقة بالعبرية ان حملة حكومة نتنياهو التي تستهدف ركائز الديمقراطية الإسرائيلية والتي ترجمت بسلسلة مشاريع قوانين استهدفت الصحافة والقضاء ومنظمات حقوق الإنسان ما هي الا محاولة لإزالة العقبات الأخيرة التي تعترض طريق نظام الابرتهايد. مضيفا" إن تطبيق أيديولوجية غوش إيمونيم التي يتبناها نتنياهو والتي تعتبر حرب ال67 استمرارا لحرب 48 وأن الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة هم أقل من رعايا يتوجب فعل كل ما يمكن من أجل دفعهم إلى الرحيل والتعاطي مع من يتبقى منهم كمن لا حقوق لهم على الارض واية مقدرات اخرى أمرا يتطلب إزالة كل العثرات التي قد تعيق تطبيق نظام الابرتهايد وعلى رأسها الصحافة والمحكمة العليا ومنظمات حقوق الإنسان. وحاول شوكان الذي يعتبر احد اباطرة الاعلام الاسرائيلي عدم اقتباس مقولة يتسحاق رابين الشهيرة سلبيا "التعامل معهم بدون "بتسيلم ودون محكمة عليا" الامر الذي يطبقة نتنياهو وتحالفه اليميني قولا وفعلا عبر محاولة تجفيف مصادر تمويل جمعيات حقوق الإنسان من خلال قانون تقنين التمويل الأوروبي لهذه الجمعيات وكسر شوكة المحكمة العليا الإسرائيلية وترويضها عبر إدخال قضاة مستوطنين إلى باحتها وقلع أسنان وسائل الإعلام من خلال تسليط سيف العقوبات المالية المرتفعة على مخالفات القذف والتشهير. واستعرض شوكان في مقالته إستراتيجية رابين التي شكل خطابه في الكنيست عام 1993 أساسا لها حيث قال إن الرد الإسرائيلي على تطوير إيران لسلاح نووي هو استغلال السنوات العشر "كان يتوقع أن تصل إيران إلى قنبلة نووية خلال عشر سنوات" والتقدم نحو السلام. واعتبر شوكان ان اسرائيل كانت حينها تمتلك استراتيجة بدأت في اتفاقية أوسلو وبتحسين التعامل مع المواطنين العرب من سكان إسرائيل ولو استمرت الأمور بالسير في هذا الاتجاه لكانت قضية إيران مختلفة اليوم إلا أن إستراتيجية أوسلو اصطدمت بأيديولوجية غوش إيمونيم التي شكلت منذ سنوات السبعين أساسا للسلوك السياسي لحكومات إسرائيل ربما باستثناء فترة أوسلو والانفصال عن غزة. " أن إيهود براك ما زال يفاخر بأنه رئيس الحكومة الوحيد الذي لم ينسحب من أراض فلسطينية بينما ازدادت المستوطنات في عهده وفي عهد أيهود أولمرت الذي أعلن عن تبني خطة فك ارتباط في الضفة الغربية وأدار مفاوضات مع الفلسطينيين حول التوصل إلى تسوية" قال شوكان. واضاف " ان الإستراتيجية المشتقة من أيديولوجية غوش إيمونيم والتي ترى أن حدود احتلال عام 67 هي الحدود التي يجب أن تتبناها إسرائيل وعليه يجب استخدام القبضة الحديدية ضد الفلسطينيين المتبقين في هذه الأراضي والذين لم يهربوا أو يطردوا و يجب اتباع سياسة تشجع على الهرب أو تؤدي إلى الطرد , سياسة تسلب الحقوق وتحول الذين يبقون في هذه الأراضي إلى أناس لا يبالي أحدا بمصيرهم. مواطنون لا يصلون حتى إلى الدرجة الثانية أناس مثل اللاجئين الفلسطينيين من حرب ال 48 بل يحبذ أن يصبحوا لاجئين مثلهم ومن لا يتحولون إلى لاجئين يحبذ تحويلهم إلى غائبين وبعكس الفلسطينيين الذين ظلوا في أراضيهم بعد حرب 48 فإن الفلسطينيين في أراضي 67 لن يحصلوا على مواطنة إسرائيلية بسبب عددهم الكبير. هذه أيديولوجية غوش إيمونيم" تحركها حوافز دينية وليست سياسية وحسب هذه الأيدولوجية إسرائيل هي لليهود والفلسطينيون في أراضي 67 لا علاقة لهم بالموضوع والفلسطينيون في إسرائيل عرضة أيضا للتمييز ومصادرة المواطنة إنها إستراتيجية السيطرة على الأرض والأبرتهايد. إستراتيجية تتجاهل الجوانب القانونية لملكية الأرض ولا تقيم وزنا لحقوق الإنسان ولإعلان المساواة الذي تتضمنته وثيقة "الاستقلال الإسرائيلي" . واختتم شوكان مقالته الطويلة بالقول " التشريعات الأخيرة محاولة لقمع المعارضة والنقد ضد نظام الأبرتهايد وقوننته حتى لو تم ذلك بطريقة غير قانونية وغير شرعية إذ أن المطلوب هو تحويل العمليات غير القانونية إلى عمليات قانونية سواء بتغيير القوانين أو تغيير تفسيرها وفي هذا السياق تندرج حملة التشريعات التي تستهدف وتترافق بهجوم منقطع النظير على المحكمة العليا وعلى منظمات حقوق الإنسان وعلى الصحافة باعتبار هذه الركائز معوقات أمام انشاء نظام الأبرتهايد. |