|
القدس المفتوحة تفتتح مؤتمر تراث الشعبي الفلسطيني بالخليل
نشر بتاريخ: 28/11/2011 ( آخر تحديث: 28/11/2011 الساعة: 15:54 )
الخليل- معا- أجمع المشاركون في اليوم الأول من فعاليات مؤتمر التراث الثالث بعنوان "التراث الشعبي الفلسطيني في محافظة خليل الرحمن، هوية وانتماء"، الذي افتتحته جامعة القدس المفتوحة اليوم الاثنين، ويستمر لمدة يومين في مدينة الخليل، على أهمية الاستفادة من عضوية فلسطين في اليونسكو لإدراج المواقع الأثرية الفلسطينية كمعالم عالمية وحمايتها من التهويد والاحتلال.
وشدد المشاركون في المؤتمر على أهمية التراث الفلسطيني للعالم وإدراك المجتمع الدولي الذي منح فلسطين عضوية في اليونسكو وهو ما يجب استغلاله لوقف الممارسات الإسرائيلية الهادفة إلى تهويد المواقع التراثية الفلسطينية. وفي كلمته، نقل رئيس ديوان الرئاسة وممثل الرئيس محمود عباس في المؤتمر د. حسن الأعرج، تحيات الرئاسة للحضور، مؤكداً دعمه وتأييد الرئيس عباس لهذه المؤتمرات التي تهدف إلى حماية التراث الوطني، ومرحباً بهذه النشاطات التي تدافع عن قضيتنا لينتهي أخر احتلال في العالم، كما شكر جامعة القدس المفتوحة لاحتضانها المؤتمر، داعياً بأن يحقق المؤتمر أهدافه. وعبر د. الأعرج عن سعادته لرؤية جامعة القدس المفتوحة تعمل على زيادة الاهتمام بالتراث الذي يمثل الهوية الوطنية، مشيراً أن هكذا مبادرات تعد تواصلاً بين "القدس المفتوحة" والمجتمع، وأن الجامعة تصل إلى كل بيت فلسطيني من خلال النشاطات والمؤتمرات التي تعزز التمسك بالهوية الفلسطينية. كما وشدد الأعرج، على أهمية هذا المؤتمر، خصوصا وانه أقيم في الخليل، المدينة الثانية من حيث المكانة بعد القدس، فأشار إلى أن من خلال هذا المؤتمر يقول الشعب الفلسطيني للعالم أمام الأمم المتحدة انه صاحب حق وجذور وتاريخ في هذه الأرض". وأشاد الأعرج بدور الرئيس عباس، مشيراً إلى انه لولا دبلوماسيته الهادئة، ورؤيته الواضحة لما ذهب شعبنا إلى الأمم المتحدة بعد أن صدت كافة المفاوضات ليقول ان الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي. كما ابدي الأعرج تفاؤله بتحقيق المصالحة بعد الاجتماع الأخير في القاهرة، الذي شدد على أهمية إنهاء حقبة الانقسام السوداء، وبالتالي إمكانية التوجه إلى الأمم المتحدة صفاً واحداً لطلب عضوية فلسطين فيها. وأشار الأعرج إلى محاولات القيادة الفلسطينية للوصول للاستقرار الاقتصادي، عبر الاهتمام أيضاً بالعنصر البشري باعتباره مصدراً أساسيا في بناء الدولة المستقلة والتمسك بوحدتها، مبيناً أن الجامعات والمعاهد الفلسطينية تعمل بكل طاقاتها من اجل رفع كفاءة الشعب الفلسطيني في أدائه، ومؤكداً أن الاستفادة من العنصر البشري سيسد حتماً ثغرة يعاني منها الشعب الفلسطيني. مشيراً إلى أن فلسطين مستعدة للتوجه إلى المؤسسة الأممية، وإنها جاهزة للدولة ومقوماتها متوفرة، ولم يتبق إلا الشرعية الدولية والاعتراف بهذه العضوية. إلى ذلك، كشف رئيس جامعة القدس المفتوحة أ.د يونس عمرو، بأن موازنة دائرة البحث العلمي التابع للجامعة سترفع من 300 ألف دينار سنوياً، إلى 700 ألف دينار، مؤكداً ان البحث العلمي، يتوج مهام "القدس المفتوحة" من حيث الأهمية. ورحب أ.د. يونس عمرو بالحضور، مستذكراً كل من ساهم في تأسيس جامعة القدس المفتوحة التي تحدت السياسات الإسرائيلية التي تحاول تهويد التراث الفلسطيني وطمسه، واعتقال الطلبة ومنعهم من دراستهم، مؤكداً أن هذه الجامعة أبرزت الشخصية الفلسطينية وكرست الهوية التي يحملها كل فلسطيني في قلبه وعقله. كما أكد أ. د يونس عمرو، أن مؤتمر التراث يستمد أهميته من عنصرين: الأول ضرورة التصدي للاعتداءات الإسرائيلية المستمرة بحق التراث، وذلك بمحاولات مسخه وتسخيفه طامسة، والثاني: ينبع من أن المؤتمر يكمن في انشغال الجيل الجديد بالنضال والثورة، وبالتالي تكون المحصلة عدم إلمامه بتراثه كعنصر من عناصر إثبات حقه بهذه الأرض، بل أن كل ما يعرفه الجيل الفلسطيني الجديد حول تراثه استمده من الأجيال السابقة. وأشار أ. د يونس عمرو إلى أن التراث يعبر عن وجود شعبنا الفلسطيني على هذه الأرض، مبرراً بهذا عقد "القدس المفتوحة" مؤتمر التراث. وأشاد ممثل شركة جوال في الاحتفال أ. علاء حجازي، بدور "القدس المفتوحة" وعلى رأسها أ.د يونس عمرو، في المحافظة على التراث والفن الشعبي، وذلك من خلال تبنيها لمثل هذه المؤتمرات التي تنمي حس الانتماء لدى أبناء الشعب الفلسطيني. كما شدد أ. حجازي على ضرورة عقد هكذا نشاطات في الساحة الفلسطينية وذلك ضمن محاولات لتعريف العالم بالثقافة الفلسطينية وتعزيز حق الشعب الفلسطيني في الوجود، داعياً بتكثيف الجهود لحماية التراث الفلسطيني والحفاظ عليه، في ظل الهجمات التي يتعرض لها. وأشار رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر أ. د حسن السلوادي، في كلمته " إننا نلتقي اليوم في ربوع محافظة الخليل التي تلي القدس الشريف في المكانة والقداسة لنستجلي تراثها الأصيل المتجذر في تربة الوطن منذ فجر التاريخ. وأشار السلوادي " أن تاريخ هذه المحافظة وتراثها المتألق عبر آلاف السنين لن يمحوه غازي أو دخيل ولن تطوي صفحاته الناصعة عنصرية مقيتة لا ترى غير ذاتها بالوهم والأراجيف والادعاءات الزائف لأن شواهد هذا التراث الأصيل حية نابضة ينطق بها الشجر والحجر. في ذات السياق، أكد مدير منطقة الخليل التعليمية د. نعمان عمرو، أن جامعة القدس المفتوحة دأبت ومنذ تأسيسها عن تولي قضايا المجتمع المختلفة عناية خاصة فهي تتلمس تلك القضايا باذلة أقصى طاقاتها في وضع الحلول لها عبر عقد واحتضان المؤتمرات والندوات وورش العمل لتكون دائما في قلب المجتمع تعيش معه وتحيى واقعه وتضع كل ما تملك تحت تصرفه إيمانا منها بأن للجامعة الدور الأبرز في النهوض بالمجتمع والارتقاء به. وأشار عمرو " إن منطقة الخليل التعليمية في غاية الانسجام مع رسالة الجامعة الأم في كل المجالات ومما يؤكد ذلك ما كان لهذه المنطقة من بصمات جلية وإسهامات واضحة في بلورة ترتيبات هذا المؤتمر المختلة. وبعد ذلك بدأت جلسات المؤتمر بمحاضرة بعنوان : الجذور التاريخية للتراث الشعبي في الخليل، للاستاذ الدكتور يونس عمرو، في المحاضرة الثانية التي عقدت بعنوان" "التراث الشعبي الفلسطيني في محافظة خليل الرحمن قيم وأصالة وانتماء" ورئسها د. محمد فرحات، تحدثت د. رجاء عسيلي ود. تيسير أبو ساكور حول القيم التربوية في المثل الشعبي بمحافظة خليل الرحمن. ثم تحدث د. حسين أحمد الدراويش حول القيم الإنسانية المتأصلة في مدينة الخليل من خلال استقراء الأقاصيص الشعبية، وتلاه أ. محمد 1ياب أو صالح الذي تحدث حول " أثر المسجد الإبراهيمي الشريف في التراث الشعبي في الخليل ، ثم تحدث د. طالب الصوافي حول " الزيتون في الميثولوجيا الشعبية الفلسطينية " منطقة الخليل نموذجا"، وأخيرا تحدث د. شامخ علاونة وأ. مصطفى الجبور حول طرق ووسائل حماية التراث الثقافي محافظة الخليل من خلال المواثيق الدولية والمؤسسات الاجتماعية. وفي الجلسة الثانية التي ترأسها د. يوسف أبو هاشم بعنوان" التراث الشعبي الفلسطيني وتجلياته في محافظة خليل الرحمن، كل من أ. د ياسر الملاح في محاضرة بعنوان " لوحات من التراث والأدب الشعبيين في قرية المجد"، ثم تحدثت الدكتورة ناهدة الكسواني حول الملابس الشعبية للمرأة في الخليل، ود. سميرة ستوم حول الأغنية الشعبية في خليل الرحمن، ثم تحدثت د. إدريس جرادات حول ثوب المرأة الريفية في منقطة الخليل، والشيخ عباس نمر الذي تحدث عن القرى المدمرة ومنها قرية بيت نتيف قضاء الخليل صفحات من تاريخها وتراثها الشعبي، وأخيرا تحدث د. شاهر حجة حول دور الصناعات التقليدية في محافظة الخليل في تعزيز الاقتصاد الأسري قديما وحديثا. |