وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

القدس المفتوحة تختتم مؤتمر"هوية وانتماء" ودعوة لإيجاد سجل وطني للتراث

نشر بتاريخ: 29/11/2011 ( آخر تحديث: 29/11/2011 الساعة: 20:26 )
الخليل-معا- اختتمت جامعة القدس المفتوحة، اليوم، مؤتمرها الذي عقدته تحت رعاية الرئيس عباس في مدينة الخليل بعنوان "التراث الشعبي الفلسطيني الثالث في محافظة خليل الرحمن هوية وانتماء"، بالدعوة إلى إيجاد سجل وطني للتراث الفلسطيني وإخراجه إلى حيز التنفيذ، وذلك بمشاركة الباحثين والمؤسسات المجتمعية والحكومية، ورفع قضايا على الحكومة الإسرائيلية بصفتها حكومة احتلال، لعملها على سرقة التراث وطمسه وتحريفه وتزيفهن وذلك لاسترجاع ما سرقته إسرائيل من خلال حفرياتها في المواقع الوطنية منذ عام 1948.

كما أوصى المشاركون في ختام أعمال المؤتمر التي استمرت على مدار يومين، وعقدت في قاعة إسعاد الطفولة وفي مبنى "القدس المفتوحة"، بالعمل على إدخال التراث الشعبي في المناهج المدرسية كمقرر يدرس في المدارس والجامعات الوطنية، من اجل غرس قيمة حب التراث الشعبي وضرورة التمسك به ليبقى هوية هذا الشعب ويعزز الانتماء إلى الوطن.

ودعت التوصيات إلى أهمية ان تقوم جامعة القدس المفتوحة بإنشاء معهد يقوم بأرشفة الأغنية الوطنية التقليدية، وأرشفة أيضا تاريخ الشعب الفلسطيني وتراثه.

وطالب المشاركون بتعزيز القيم الثقافية في المناسبات الوطنية والإسلامية والأعياد الوطنية والرسمية والعمل على ترويج السياحة الثقافية، من خلال وكالات السياحة المحلية والعالمية ن وهذا منوط بالمؤسسات الحكومية وغير الحكومية.

كما دعا المشاركون إلى جمع التراث الشفوي الفلسطيني والعمل على نشره في الدوريات والمجلات والصحف المختلفة، سواء أكان ذلك الأغاني كأغاني الأفراح والأتراح والختان والمولد النبوية وغيرها، أو القصص والحكايات الشعبية والخرافات أو غير ذلك من التراث الشفوي ليتسنى للجميع الإطلاع عليه وقراءته والاهتمام والتمسك به.

وشدد المشاركون على أهمية إيجاد معارض ومتاحف لجمع التراث المادي منه والمعنوي للحفاظ عليه والعمل على فتح أبواب تلك المعارض والمتاحف للجميع حتى يتمكن أبناء المجتمع صغارا وكبارا من الإطلاع عليه والتعرف على أنواعه وأصوله.

ودعا المؤتمر إلى غرس القيم وتعزيز العادات والتقاليد التي تتمسك بالتراث الشعبي في المناسبات المختلفة في نفوس أبناء المجتمع من اجل الحفاظ عليها وإتباعها وعدم استبدالها بما توصلت إليه التكنولوجيا المعاصرة والصناعات المتطورة، بل يبقى الحفاظ عليها وإتباعها يسير جنبا إلى جنب مع التطور الحضاري والصناعي والتكنولوجي المعاصر.

وشدد المشاركون على ضرورة الاهتمام بالقرى المدمرة وتوثيق تراثها وإحيائه بالفعل والممارسة من قبل أنبائها حتى تبقى حية في الأذهان، ودعوا إلى الاهتمام بالصناعة التقليدية والمطرزات والأزياء الشعبية والمأكولات ودعمها وإبراز البعدين التراثي والحضاري لها في تجسيد الوجود الفلسطيني على أرضه.

وأكد المشاركون على أهمية تخصيص حلقات وبرامج إذاعية وتلفزيونية وصفحات في الصحف والمجلات للحديث عن التراث والعمل على إنتاج أفلام وثائقية توضح جوانب مختلفة من التراث، وخاصة ما يقال في المناسبات المختلفة كالأفراح وغيرها.

ولفت المشاركون في المؤتمر، إلى أهمية العمل على إيجاد جهة رسمية حكومية تتبنى المحافظة على التراث بطريقة رسمية ولها صلاحياتها في ذلك، وبتعاونها مع مؤسسات المجتمع المدني وكافة المهتمين بالتراث وتكاتف الجهود من أجل تسجيل مدينة الخليل القديمة في قائمة المدن التاريخية في اليونسكو.

وفي ختام التوصيات، شدد المشاركون على ضرورة الاستمرار في عقد المؤتمرات والندوات التي تهتم بالتراث كما فعلت جامعة القدس المفتوحة، التي عقدت مؤتمرين سابقين عن التراث الوطني، وهي متواصلة في عقد المؤتمرات في السنوات القادمة في محافظات الوطن كي تأخذ كل محافظة حقها من الاهتمام بالتراث الشعبي.

وتخلل المؤتمر في يومه الثانية مهرجانا للفن الشعبي الفلسطيني الثالث في محافظة خليل الرحمن ومعرضا للتراث الفني، حيث افتتح الحفل الدكتور نعمان عمرو مدير منطقة الخليل التعليمية مؤكداً للعالم أن تراثنا الفلسطيني حاضراً في شبابنا أكثر من كبرنا وأن شعبنا عمقه في التاريخ يزيد عن ستة آلاف سن، مشيراً أن هدفنا دولة تستحق الإحترام والتقدير وإذا لم تقبل المؤسسات الدولية بدولة فلسطين سنفرضها عليهم، وأكد أن المؤتمر جاء بالتزامن مع الجهود الجبارة للمؤسسات الفلسطينية المختلفة فهو مكمل لأنشطة بلدية الخليل لتسجيل البلدة القديمة في قائمة المدن التراثية في اليونسكو، مشيراً إلى دور وزارة السياحة في هذا المجال مشيراً أن الجامعات الفلسطينية ليست مصدراً للمعرفة فقط بل لبناء الشخصية والقيادة والمبادرة للحفاظ على المشروع الثقافي.

وكان برنامج المهرجان حافل بالفقرات والوصلات الفنية التراثية الملتزمة وأبرزها أغنية تراثية مع العود للفنان نائل أبو حلتم، أيضا قدمت الفنانة دانيا يوسف مسيف أغنية وطنية تراثية ملتزمة، وقدمت فرقة مجد النجوم للدبكة الشعبية، وفرقة نادي شباب السموع للدبكة الشعبية، وفرقة شعبة الجنوب للدبكة الشعبية، وفرقة شباب بيت أمر، وصلات من الدبكة الشعبية المميزة وشهد المهرجان فقرة غنائية قدمها السيد منذر الراعي/مخيم العروب.

وفي الختام قدم عريف حفل المهرجان أ. عبد القادر الدراويش لجنة التكريم المكونة من الدكتور حسن السلوادي/ رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر والدكتور نعمان عمرو مدير منطقة الخليل التعليمية والدكتور ماجد ملحم المساعد الأكاديمي وعدد من أعضاء الهيئة الإدارية والأكاديمية في الجامعة بتكريم الباحثين المشاركين في المؤتمر بأوراقهم العلمية القيمة والفرق المشاركة في مهرجان التراث الشعبي الثالث تم تكريم الدكتور مين كيم من كوريا الجنوبية والممول لبناء المركز الكوري التابع لبلدية الخليل والذي شارك في حضور جلسات المؤتمر ومهرجان التراث الشعبي وغيرهم ممن كانت لهم جهود مميزه في نجاح هذا المؤتمر.