|
القطان للطفل ينفذ تدريب للعاملين في مجال الطفولة بغزة
نشر بتاريخ: 30/11/2011 ( آخر تحديث: 30/11/2011 الساعة: 13:12 )
غزة -معا- في خطوة فريدة من نوعها لتمكين قدرات العاملين والعاملات مع الأطفال في قطاع غزة، ينفذ مركز القطان للطفل بغزة بالشراكة مع مؤسسة أصدقاء وولدروف للتربية (Friends of Waldorf Education)، برنامج خاص لتدريب وتطوير عدد من العاملين والعاملات في مجال تربية الطفل، بالإضافة إلى عدد من المهنيين في المؤسسات المحلية التي تقدم خدماتها للأطفال.
ويأتي هذا البرنامج في إطار مشروع "منطقة صديقة للأطفال" في منطقة السموني، والذي ينفذه القطان بالشراكة مع المؤسسة الألمانية، حيث يستهدف أطفال عائلة السموني الذين تعرضوا لصدمات نفسية حادة جراء المجزرة التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية بحق عائلاتهم خلال الحرب الأخيرة على غزة، فيما يستمر تنفيذ المشروع منذ انتهاء الحرب وحتى الآن. وأوضح ممدوح أبو كميل منسق الأنشطة لبرنامج الخدمة الممتدة في مركز القطان، أن البرنامج التدريبي قد بدأ تنفيذه في منتصف نوفمبر، بواقع 190 ساعة تدريبية ولمدة أسبوعين، بهدف تطوير قدرات المهنيين العاملين في المؤسسات المحلية التي تعمل في مجال تربية الطفل. ويتضمن البرنامج التدريبي عناوين لأنشطة متعددة تشمل الشقين النظري والعملي مثل، رواية القصة وأثرها في نمو الطفل، وصناعة الدمى التربوية، وتحليل رسومات الأطفال للمهنيين، بالإضافة إلى أنشطة عملية للأطفال دون سن الثالثة، وتنفيذ لقاءات استشارية منفردة للأهالي، كما يخصص البرنامج التدريبي أنشطة لأطفال منطقة السموني ومدربيهم. ويستفيد من هذا البرنامج أكثر من 100 عامل وعاملة في مجال الطفولة في قطاع غزة، من خلال العمل مع 12 مدرب ومدربة من مؤسسة وولدروف للتربية. من جهة أخرى، قالت "ماكئيلا ساوبر" راوية قصصية في مؤسسة أصدقاء وولدروف الألمانية والتي تزور غزة للمرة الرابعة، " إن الهدف من هذه البرامج التدريبية هو التعامل مع أشخاص على درجة علمية عالية من مدرسين وعاملين في المجال الاجتماعي، ومن خلال المحاضرات التي أقدمها أعمل على تطوير قدراتهم في رواية القصة، وليكونوا نواة في المستقبل لتعليم الآخرين تقنيات رواية القصة، كما أعمل على تطوير تقنيات أخرى مثل اختيار الهدف من القصة، واختيار الفئة العمرية المناسبة لكل نوع من أنواع القصة". وأضافت، "لدي مجموعة كبيرة من القصص من مختلف دول العالم وعلى إطلاع ببعض القصص العربية، ولدي اهتمامات أن تصبح هذه القصص مقبولة لدى جميع المجتمعات، لأن هذه القصص عند سردها تستطيع أن تنقل الكثير من القيم، خاصة أن جزء منها علاجي". وتحاول ماكئيلا أن تنقل أساسيات رواية القصة بما يتناسب مع العادات والتقاليد والثقافة الفلسطينية، وارتباطها بالقصة الشعبية، حتى يتم ربط أطفال غزة مع أطفال العالم. وفيما يتعلق بتجربتها مع أطفال عائلة السموني، من خلال مشروع منطقة صديقة للأطفال، قالت، " كان عندي مشاعر خاصة وتعاطف شديد مع أطفال عائلة السموني بشكل خاص، وكنت سعيدة بأن مؤسسة مثل القطان أعادت لهم نوع من الاستقرار". وبالانتقال إلى المتدربين الذين يستهدفهم البرنامج التدريبي، قال محمد أبو عودة أحد العاملين في مشروع السموني ،" في كل زيارة للمؤسسة الألمانية يقدمون برامج وخبرات جديدة للتعامل مع الأطفال بشكل أفضل، فهي تعتمد في تجربتها على ربط الأسس النظرية العلمية للتعامل مع الأطفال مع الجانب العملي لذلك، فيكون التعامل مع الطفل مبني على أسس علمية صحيحة". وأضاف،" إن الأطفال الذين عملنا معهم من عائلة السموني خلال الفترة الماضية لمسنا تغييرا جذريا في سلوكهم، واستطعنا تحويل الطفل من شخصية انطوائية ترفض استقبال أي أحد، إلى طفل ينتظر قدومنا في كل يوم ليشارك في الأنشطة الترفيهية والثقافية التي نقدمها له". من جهة أخرى، أوضحت ريم البحيصي مديرة روضة الحكايات الخاصة للأطفال بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، أن البرنامج التدريبي الألماني يهتم بأدق التفاصيل في حياة الطفل، ويقدم خبرات وأنشطة خاصة لكيفية التعامل مع الأطفال بشكل سليم. وقالت، " شاركت في برنامج صناعة الدمى التربوية للأطفال وهو أحد الأنشطة التدريبية، حيث يتم تطبيقه لأول مرة في قطاع غزة، وقد بدأنا بصناعة بعض الدمى للأطفال من خلال تنفيذ دورات متواصلة ومكثفة في هذا الجانب للعاملين في مجال الطفولة". وأضافت، " إن الدمى تتيح لنا إمكانية مخاطبة الطفل وفهم أفكاره، فعندما نصنع الدمية نضع فيها كل ما يحصل في حياة الطفل من مشاعر الحزن والفرح، كما نختار الألوان المناسبة لعمر الطفل والتي تعبر عن هذه المشاعر، وتتلاءم مع تفكير الطفل ووضعه النفسي". |