وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

السفير التونسي:التجربة الفلسطينية بالانتخابات الديمقراطية أغنت تجربتنا

نشر بتاريخ: 04/12/2011 ( آخر تحديث: 04/12/2011 الساعة: 22:23 )
رام الله -معا- قال السفير التونسي لدى السلطة الوطنية لطفي الملولي، اليوم الأحد، إن التجربة الفلسطينية الناجحة في الانتخابات الديمقراطية أغنت تجربة الانتخابات التونسية التي سجلت نجاحا كبيرا بعد أشهر من نجاح ثورة الياسمين.

وأضاف السفير التونسي في كلمة ألقاها في ندوة عقدها مركز العالم العربي للبحوث والتنمية "أوراد" الذي يديره د. نادر سعيد- فقهاء تحت عنوان" الانتخابات التونسية ودلالاتها على التجربة الفلسطينية"، أن إنشاء الهيئة الوطنية العليا للانتخابات في تونس استلهم من إنشاء لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية، ومن الشعب الفلسطيني الذي شارك ممثلون عنه المراقبة على نزاهة الانتخابات التونسية.

وبين أن هيئة الانتخابات التونسية عملت من خلال الانتخابات الأخيرة على إعادة الاعتبار لهيبة الدولة وقيم المواطنة في تونس وقد أثبت الانتخابات الأخيرة درجة عالية من الشافية والنزاهة بشهادة كافة ممثلي الأحزاب المشاركة والملاحظين الدوليين.

وحضر الندوة التي جرت تحت رعاية الرئيس محمود عباس سفراء الدول العربية لدى السلطة الفلسطينية إضافة إلى مجموعة من النخب السياسية والأكاديمية والاجتماعية والاقتصادية وممثلين عن الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني ونشطاء ومثقفين.|156571|

وبين الملولي، أن الشعب التونسي استعاد من خلال الانتخابات الأخيرة ثقته بقدراته وتفاؤله بمستقبل بلاده وعزمه على بناء هذا المستقبل، وكسر حاجز الخوف الذي حال سابقا دون وصوله لتطلعاته وقد أشاد المجتمع الدولي بهذه التجربة الديمقراطية.

وبين أن المتأمل في الانتخابات التونسية يلحظ وجود قيم الوسطية والاعتدال والنزعة إلى الإصلاح، للشعب التونسي الذي لا يستطيع التعايش مع منظومة فكرية أو ثقافية مترفة، وتحدث عن المعطيات الجغرافية والرصيد الحضاري والتاريخي لتونس في إلغاء العبودية وإصدار أو دستور في العالم الإسلامي، ولكن جميع هذه التطورات اصطدمت بهيمة الحزب الواحد، ثم كانت حادثة إقدام الشاب محمود البوعزيزي على حرق نفسه الشرارة الأولى لاندلاع ثورة الحرية والكرامة وقرع أجراس رفض مواصلة القبول بوضعية الاستبداد والظلم والفساد".

وبين أن التونسيين أنجحوا الثورة بوسائل سلمية دون أي وصاية أو تدخل أو قيادة حزبية أو شعارات أيديولوجية، بمساعدة أصحاب القلم والكتب ومواقع التواصل الاجتماعي التي كان لها دور كبير في انتصار الثورة.

وأكد السفير التونسي أن مشاركته في هذه الندوة هو العمل الأول له بعد اعتماد أوراقه من قبل الرئيس محمود عباس يوم أمس السبت.

العوري: الثورة التونسية انعكست على الواقع الفلسطيني المطالب بإنهاء الاحتلال

من جانبه، نقل ممثل الرئيس محمود عباس في الندوة، المستشار حسن العوري، تحيات الرئيس للحضور، وأكد ان للثورة التونسية تأثيرات كبيرة على الواقع العربي عموما، وكذلك انعكست على الوقع الفلسطيني للمطالبة بإنهاء الاحتلال الجاثم فوق أرضه منذ قرابة أربعة عقود.

وأضاف العوري، أن ما يحدث في الدول العربية من متغيرات سياسية يعبر عن إدارة الشعوب بالتحول نحو النهج الديمقراطي، وممارسة الشعوب لحقوقها في اختيار ممثليها، وتعتبر تجربة الشعب التونسي شعلة أنارت التحول نحو الديمقراطية، ومهدت الطريق أمام مختلف الشعوب للوصول إلى الانتخابات الديمقراطية، وعكست الصورة الحقيقة للشعب التونسي.

وبين العوري، أنه كان لشعبنا الفلسطيني تجربة في السابق لانتخابات حرة ونزيه شهد لها العالم، حيث مارس شعبنا حقه في اختيار ممثليه، وشهد العالم للتجربة الفلسطينية بنزاهتها وشفافيتها، على طريق وصول شعبنا للحرية والاستقلال.

ولفت العوري إلى ان التجارب الديمقراطية تلقي بظلالها على الواقع الفلسطيني بتأكيد الشعب الفلسطيني على رغبته في التحرر من الاحتلال وممارسة حقه بالديمقراطية، وبمساعي قيادته المتواصلة من اجل تحقيق المصالحة بين كافة الفصائل والدعوى لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية منتصف العام المقبل.

وأوضح العوري، أن القيادة تبذل جهدا كبيرا في الوقت الراهن من أجل الحصول على الاعتراف الدولي بفلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف.

د.سعيد: المهم ان تنجح التجربة الديمقراطية وليس من ينجح

من جانبه، أكد الدكتور نادر سعيد فقهاء مدير عام أوراد في كلمته على أن الحوار حول التجربة الانتخابية التونسية ودلالاتها بالنسبة للتجربة الفلسطينية تأتي في موقعها.

وقال " لقد فاخر هذان الشعبان العالم بمستويات التقدم التي تحققت على مستوى التنمية الاجتماعية والتعليم والمصادر البشرية وبناء المؤسسات، الحديث عن التجربة التونسية يجب أن يتبعه حديث عن باقي التجارب العربية".

وأضاف: "على الرغم من التشابه النسبي في المسارات إلا أن هناك الكثير من التباين من حيث طبيعة السياق والمحتوى وكذلك من حيث نتائج الحراك والمحتوى الديمقراطي ومدى إمكانية تعميقه أو تحوله لقوة مضادة للديمقراطية".

وقال د. سعيد "لقد شكل العمل الفلسطيني عبر التاريخ مثالا يحتذى به للشعوب العربية والعالمية في نهج الثورة والتحرر والصمود وتجاوز المحن، وإلى حد كبير أيضا في مجال الديمقراطية، فمن انتخابات نقابية إلى انتخابات بلدية وانتخابات وطنية رئاسية وتشريعية".

وتابع: "وفي ظل المتغيرات التي تفرضها حالة الربيع العربي، فإن أسئلة من نوع جديد تلوح في الأفق، تفرض نفسها علينا وعلى المحيط. ومن واجبنا ومن حقنا أن نتناولها بمسؤولية وطنية ومهنية أكاديمية عالية".

وتسأل د. سعيد عن دلالات التجربة التونسية، وكيف تفهم سيرورتها ونتائجها بالمقارنة مع تجارب وسيرورة ثورات عربية أخرى وخصوصا مع ظهور نتائج انتخابات المرحلة الأولى في الشقيقة مصر.

وتحدث د. سعيد عن متابعته الميدانية للانتخابات التونسية بقوله" كنت شاهد عيان لليوم التاريخي الذي شهدته تونس بتاريخ 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث تمكنت من مقابلة عدد كبير من القياديين في الأحزاب المختلفة والمسؤولين عن الانتخابات وناخبين وغيرهم".

وأضاف "برغم تعدد وتباين المواقف من نتائج هذه الانتخابات، إلا أن مجريات العملية الانتخابية كانت أسرة ومحط لفت انتباه، بحيث أن النتائج بحد ذاتها، برغم أهميتها، أصبحت أقل حيوية من حيث التحليل بالمقارنة مع العملية نفسها".

وتابع " لقد سمعت نفس الخطاب في كل لقاء مع اليمين ومع اليسار، ولسان حال الجميع يقول: نريد للتجربة أن تنجح، لا يهمنا من يفوز ومن يخسر، المهم أن تربح الديمقراطية التونسية، أيا كانت النتائج سنقبل بها، وإن لم يعجبنا أداء طرف معين سيكون لنا الحق في تغييره في الانتخابات التالية".

د.عمرو: الانتخابات التونسية أظهرت تشابها كبيرا بالانتخابات الفلسطينية الأخيرة

إلى ذلك، أكد رئيس جامعة القدس المفتوحة د. يونس عمرو، أن الانتخابات التونسية أظهرت تشابها كبيرا بالانتخابات الفلسطينية الأخيرة من حيث الهيئة التي تولت إدارة الانتخابات وهي هيئات مستقلة لا تخضع لسيطرة الدولة.

وبين عمرو، أن منظمة التحرير كانت رائدة في العالم العربية بتطبيق الديمقراطية داخلها بانتخاب مجلس وطني لمنظمة التحرير وكذلك بانتخاب قيادة المنظمة بشكل متواصل، كما أن السلطة الوطنية الفلسطينية التي انشئت على أرض الوطن أيضا عملت بشكل ديمقراطي حيث جرى اختيار الرئيس الشهيد ياسر عرفات كأول رئيس للسلطة الوطنية بانتخابات ديمقراطية شهد لها العالم، كما سار على دربه الرئيس محمود عباس الذي فاز بانتخابات رئاسية.

وبين عمرو أنه رغم إجراءات الاحتلال ومحاولته السيطرة على النقابات والبلديات إلا أن الانتخابات الديمقراطية أفشلت كل هذه المخططات وفاز ممثلو الشعب في هذه الانتخابات والتي كانت خلال الأعوام الماضية.

وانتقد عمرو استئثار حماس بالسلطة بالقوة في قطاع غزة رغم أنها فازت بانتخابات ديمقراطية، لكنها تقوم بالقوة باستئثار السلطة، وهذا يدفعنا للتساؤل هل الانتخابات الديمقراطية النزيه هي سبب الانقسام؟! لكنه في الوقت ذات أجاب قائلا: "الديمقراطية برئيسة من الانقسام والرئيس عباس يصر على إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية بأسرع وقت ممكن".

كحيل: عمل لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية نزيه وشفاف

بعد ذلك تحدث مدير لجنة الانتخابات المركزية هشام كحيل، حول عمل لجنة الانتخابات بشكل نزيه وشفاف في الانتخابات التي جرت في فلسطين، وأنه لم يجر التدخل في عملها من قبل السلطة التنفيذية على الإطلاق.

وأشار إلى أن تجربة الانتخابات التونسية كانت رائدة وفق شهادات دولية وهي الانتخابات النزيه التي تشهدها تونس منذ عقود، وهذا يسجل لشعبها ولثورتها بالانتقال السلس للسلطة الذي جرى ويجري حاليا في الجمهورية التونسية.

د. الخطيب ينصح حزب النهضة التونسي ببناء الدولة الحزبية الحرة

في ذات السياق، تحدث رئيس جامعة الخليل عوني الخطيب، عن تطور ثورات الشعوب سعيها المتواصل من أجل التحرر والاستقلال، واعتبر أن إجراء انتخابات نزيهة وشفافة شهد لها العالم في تونس تؤكد نجاح المجتمع ونجاح كافة المجتمعات الساعية للديمقراطية.

وأشار الخطيب، إلى أن المستفيدين من الانتخابات دائما هم الفئة المهمشة التي كانت تضطهد حقوقهم في السابق، والذي تعبوا وخاضوا الثورات من أجل الوصول إلى الديمقراطية وإسقاط الأنظمة التي كانت متسلطة على ثروات البلاد.

ونصح الخطيب حزب النهضة التونسي الفائز بالانتخابات أن يعمل على بناء الدولة الحزبية الحرة، وأن يطور آليات لرقابة الدولة على أداء أصحاب القرار من أجل تصويبهم في حال وقوعهم في الخطأ.

|156570|