وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

لماذا يموت الأسرى الفلسطينون المحررون ؟ لغاية الان توفي 17 منهم

نشر بتاريخ: 16/11/2006 ( آخر تحديث: 16/11/2006 الساعة: 19:26 )
الخليل- معا - فتحت قضية استشهاد المناضل زياد حامد "أبو طارق"، الذي قضى ما يقارب أحد عشر عاماً في سجون الإحتلال الإسرائيلي ، ملفاً ساخناً وخطيراً يتعلق بمصير الاف الأسرى داخل السجون، ويطرح سؤالاً كبيراً عن اسباب استشهاد العديد من الأسرى بعد الإفراج عنهم، وخاصة الذين يقضون فترات طويلة داخل السجن.

وفي تقرير صادر عن نادي الأسير الفلسطيني في محافظة الخليل جاء انه "تنامت ظاهرة اكتشاف المرض الخبيث (السرطان) في أجسام الأسرى المحررين، مما يتطلب ملاحقة جادة من الهيئات الإنسانية والدولية للتحري والبحث والوقوف على مسببات ذلك فالسجن بكل ما يتحمل من واقع القمع والتدمير الإنساني يترك اثاره على صحة الأسرى ويزرع في أجسادهم شتى الأمراض العصبية " .

وقال التقرير : تشير الوقائع أن الأسرى الفلسطينيين عاشو ظروفاً قاسية داخل سجون ومعتقلات ومعسكرات الإحتلال, فقد تعرضوا للتعذيب بأساليب محرمة دولياً, ومورس بحقهم الضغط النفسي وتعرضوا للإعتداءات والضرب والتنكيل بشكل مستمر، واستخدم الغاز المسيل للدموع في كافة عمليات القمع للأسرى، إضافة إلى القنابل الحارقة والصوتية التي تحمل مواد إشعاعية مضرة بصحة المعتقلين.

وأضاف إن شروط الحياة البائسة داخل السجون بدءاً من الأكل السيء كماً ونوعاً ، والإزدحام وإنتشار الأمراض ، وقلة الحركة ، وضيق التنفس وانتشار الرطوبة والحشرات والتعرض المتواصل للعقوبات والإجراءات التعسفية كالزج في زنازين إنفرادية قذرة وضيقة ،وممارسة الإرهاب والضغط النفسي بحق الأسرى كل ذلك وغيره ،لابد أن يخاف أمراضاً خطيرة في أجساد المعتقلين الفلسطينيين.لم تبادر منظمة الصحة العالمية مطلقاً في التحقيق في أسباب انتشار الأمراض في صفوف المعتقلين الفلسطينيين ،فالمئات منهم يعاني من أمراض صعبة كالقلب والسكر والرئة والكلى وأوجاع الظهر والصداع الدائم ،ويواجه الأسرى سياسة الإهمال الطبي التعمد وعدم تقديم العلاج ،وتفتقد عيادات السجون إلى أطباء مختصين ولا يقدم للأسرى سوى المسكنات.

وتصاعدت شكاوى الأسرى المرضى بسبب الإهمال الطبي وعدم تحويلهم إلى المستشفيات ،إذ يحتاج العديد منهم إلى إجراء عمليات جراحية عاجلة وفحوصات مخبرية وأدوية ،وتتعمد إدارة السجون التأجيل والمماطلة في توفير هذه الخدمات الطبية لفترات قد تصل إلى سنوات عديدة حتى يستفحل المرض في جسم الأسير ويصل إلى حالة ميئوس منها.

ولعلّ أخطر ما يواجه الأسرى هو سياسة الإعدام البطيء من خلال عدم تقديم العلاج لهم ،وخاصة أنه خلال انتفاضة الأقصى ، اعتقل المئات من الأسرى الجرحى المصابين بالرصاص ،بعضهم أصيب بالشلل والإعاقة نتيجة عدم متابعته صحياً ونتيجة عدم تقديم العلاج اللازم لهم .إن استشهاد الأخ المناضل زياد حامد يدفعنا إلى تحميل حكومة الإحتلال المسؤولية عن وفاته...فهناك حقائق مفجعة ومفزعة تدل على استهتار حكومة الإحتلال بحياة وصحة المعتقلين الفلسطينين ، والتي كان من أخطرها ما اكتشفته وزيرة التعليم في حكومة إسحق رابين من إجراء 15 الف تجربة طبية بشكل سري على المعتقلين من خلال شركات أدوية إسرائيلية ، وكذلك ما كشفته نقابة الأطباء في إسرائيل بعد زيارتها لعدد من السجون من وجود سياسة متعمدة في عدم تقديم العلاج للأسرى المرضى، ومشاركة الأطباء العاملين في مراكز التحقيق في تعذيب المعتقلين المرضى ،وأن هذا الطبيب إذا ما قام بفحص المعتقل ،فإنما يقوم بذلك ،فإنما يقوم بذلك فقط من أجل معرفة كم من الضغط يستطيع المحقق أن يضع على هذا المعتقل.ومن الطبيعي أن يصاب الأسرى الفلسطينيون بأمراض خطيرة ،وخاصة أن الأسرى الذين لا يسمح لهم بالخروج إلى الحمام مما يضطرهم لقضاء حاجاتهم في علب بلاستيكية داخل غرفهم،كما يحدث في معتقلات عصيون وقودوميم وحوارة وسالم ...حيث تنتشر الروائح الكريهة والغازات الضارة والجراثيم والأوبئة،إلى جانب انعدام وسائل وأدوات النظافة الشخصية والعامة.وقد أحدث تركيب أجهزة التشويش اللاسلكي على الهواتف الخلوية في السجون قلقاً جدياً على صحة الأسرى ، لما قد تسببه هذه الأجهزة من أمراض سرطانية خطيرة بسبب إشعاعاتها .وقد اعترفت لجنة حقوقية إسرائيلية زارت معتقل عوفر العسكري مؤخراً أن هذه الأجهزة تسبب الأمراض للأسرى...بعد أن أصيب الأسرى بحالات إغماء فجائي ودوخان وتقيؤ...ونستطيع القول أن ما يجري في سجون الإحتلال الإسرائيلي من إهمال طبي متعمد ،يعتبر جريمة حرب يحاسب عليها القانون الدولي والإنساني.
وجدير ذكره أن عدداً من الأسرى المحررين سقطوا ضحايا من الأمراض التي حملوها معهم من داخل السجون والمعتقلات الإسرائيلية بعد معاناة طويلة ومريرة ،نذكر منهم :
1. سعيد شملخ/غزة.
2. جميل أبو سنينة/الخليل.
3. عاطف أبو عكر/الدهيشة-بيت لحم.
4. أمجد علاونة/جنين.
5. مسلم الدودة/الخليل.
6. موسى جمعة/الأردن.
7. عدنان البلبول/الخضر-بيت لحم.
8. أمجد علي فرج/الدهيشة-بيت لحم.
9. جمال غلي خميسي/غزة.
10. معزوز دلال/قلقيلية.
11. يوسف ذياب العرعير/غزة.
12. محمد يوسف طقاطقة/بيت فجار-بيت لحم.
13. محمود إبراهيم الكرد/رفح -غزة.
14. إسماعيل جدّوع/بيت لحم.
15. محمود أبو حنفي/بيت فوريك-نابلس.
16. توفيق البرغوثي/رام الله.
17. عايد جمجوم/الخليل.