وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"شارك" والامم المتحدة يطلقان أول تقرير عن حالة التطوع في العالم

نشر بتاريخ: 05/12/2011 ( آخر تحديث: 05/12/2011 الساعة: 18:12 )
رام الله- معا- أطلق منتدى "شارك" الشبابي بالشراكة مع برنامج الامم المتحدة للمتطوعين، اليوم الاثنين، أول تقرير عن حالة التطوع في العالم تحت شعار "قيم عالمية من اجل الرفاه العالمي"، والذي اظهر ان القيم المتأصلة في التطوع تهبه امكانات واسعة النطاق من اجل التنمية البشرية.

جاء ذلك خلال حفل الاطلاق الخاص الذي نظمه منتدى شارك الشبابي بالتعاون مع منظمة الامم المتحدة في قاعة فندق "بست ايسترن" بالبيرة، بمناسبة يوم التطوع العالمي.

وأظهرت نتائج التقرير التي عرضها رئيس الفريق البحثي سفيان مشعشع، أن الناس في جميع انحاء العالم ينهمكون بالتطوع لاسباب عديدة ومتنوعة: للمساعدة في القضاء على الفقر وتحسين خدمات الصحة والتعليم الاساسية، وتوفير موارد مياه آمنة وخدمات صرف صحي ملائمة، ومعالجة القضايا البيئية والتغيير المناخي، والحد من مخاطر الكوارث، ومكافحة الاستبعاد الاجتماعي والنزاعات العنفية.

وقال مشعشع: في جميع هذه المجالات يساهم التطوع باحلال السلام والتنمية عبر تحقيق الرفاه للناس ومجتمعاتهم المحلية.

ويؤكد التقرير وهو الاول بشأن حالة التطوع في العالم والذي تصدره الامم المتحدة على الكيفية التي أصبح فيها التطوع وسيلة يتمكن من خلالها الناس من السيطرة على سير حياتهم وتحقيق تغيير لانفسهم وللناس الذين حولهم.

وأوضح انه في حين أخذ الاقرار بأهمية التطوع يتزايد في السنوات الاخيرة، الا انه لا يزال يساء فهم ظاهرة العمل التطوعي والتقليل من شأنها، وشدد على انه حان الوقت لفهم مساهمة التطوع في نوعية الحياة والرفاه بصفة أحد العناصر المفقودة من المنظور التنموي الذي ما يزال يستند في صلبه الى النمو الاقتصادي.

وأشار التقرير الى أن العديد من الناس يشعرون بفقدان السيطرة على حياتهم ويمثل التطوع أحد الطرق التي تمكن هؤلاء الناس من الانهماك في حياة مجتمعاتهم المحلية والوطنية، واذا ما فعلوا ذلك فانهم يكتسبون شعورا بالانتماء والاندماج وبأنه يمكنهم التأثير على مسار حياتهم.

وأكد التقرير بان عدم ادراج التطوع في رسم السياسات وتنفيذها يؤدي الى تجاهل مورد قيم وتقويض تقاليد التعاون التي تؤلف بين المجتمعات المحلية، وانه لا يوجد نموذج عالمي واحد يعتبر الامثل للتنفيذ، وان دعم الانشطة التطوعية لا يعني ضمنا دعم الحكومة في تقليصها لليد العاملة أو احلال التطوع محل العمالة الماجورة.

وأضاف ثمة أطروحة مركزية تمتد عبر هذا التقرير وهي ان القيم المتأصلة في التطوع تهبه امكانات واسعة النطاق من اجل التنمية البشرية، ويتضمن هذا المفهوم للتنمية عوامل مثل التضامن، الاندماج الاجتماعي، التمكين، والرضا الحياتي، ورفاه الفرد والمجتمع.

بدوره، أكد مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي فرود مورنج، أن التقرير هو في صميم جدول أعمال التنمية ويوفر فرصة لتعزيز الاندماج والتضامن والرفاه الاجتماعي، مشددا على ضرورة تركيز اهتمام العالم على الملايين من المتطوعين الذين يعملون على نشر السلام والتنمية في جميع انحاء العالم.

وأقر للمتطوعين بما يبدونه من تفان في العمل، وبروح الخدمة العامة المثيرة للاعجاب التي يتحلون بها، وبما يبذلونه من جهود على نطاق واسع من اجل النهوض بأهداف الامم المتحدة.

وشدد على ضرورة تقديم الدعم المناسب من خلال بنية تحتية وطنية للمتطوعين تجمع بين الناس وتكون جزءا من التنمية الفلسطينية وعملية بناء الدولة.

أما ممثلة برنامج الامم المتحدة للمتطوعين موريج هندرسون، فذكرت وحود 140 مليون شخص متطوع في العالم، مؤكدة على أهمية العمل التطوعي لان الناس مهمين.

وقالت: في الاراضي الفلسطينية المحتلة هناك دائما شخصا يحتاج لمساعدة، والعمل التطوعي ضروري لتحقيق عدالة وفيه مصلحة للجميع، لافتة الى ان هناك صعود وهبوط في الاعمال التطوعية.

وأضافت: هذا التقرير مثل نقطة بداية فلسفية للنظر الى العمل التطوعي بنظرة جديدة، مستدركة أن الالتزام بالعمل التطوعي هو واجب يجب ان يتم بين الافراد والمجتمعات اذا ادركنا ان التطوع هو عملية عطاء وامتلاك القوة في مساعدجة شخص ما، مبينة ان العمل التطوعي هو تعبير خاص عن العلاقات الانسانية ويجب ادخاله في النشاطات التنموية والاجتماعية كما يجب وضع العمل التطوعي في قلب الحوار التنموي.