|
ذوو الإعاقة: نريد أفعال لا أقوال لتطبيق حق العمل
نشر بتاريخ: 06/12/2011 ( آخر تحديث: 06/12/2011 الساعة: 11:25 )
جنين- معا - وقفت عطاء ياسين بثبات وهي تحمل يافطة كتب عليها "من حقي أن أعمل" ضمن مجموعات شبابية من ذوي الإعاقة تجمعوا في مدينتي نابلس ورام الله من أجل الضغط لتطبيق ما يتعلق بحق العمل في قانون المعاقين الفلسطيني الذي يقولون أن كثيرا من بنوده ما زالت حبيسة الأدراج وإتاحة الفرصة لهم للانخراط في مراكز التدريب المهني.
وتقول بيهان صوالحة التي جاشت مشاعرها خلال الاعتصام وهي تتحدث عن معاناتها الطويلة على أعتاب المؤسسات بحثا عن وظيفة بعد أن أنهت دراستها الجامعية التي لم تمنعها إعاقتها البصرية من إتمامها: لن أيأس وسأبقى أذكر الجميع بحقي إلى أن يتم تطبيقه، هناك بند واضح بتوظيف ما نسبته (5%) من ذوي الإعاقة في القطاعين الحكومي والخاص، ولن أتوقف حتى إقرار هذا الحق. وتساءلت فاديا مليطات وهي تشارك في الاعتصام الذي نظمه برنامج التأهيل المجتمعي في الشمال وشبكة أصوات: هل كتب علينا أن نناضل عقدا من الزمن لإقرار القانون، وعقدين لتطبيقه؟ إننا أصحاب وكفاءات ولنا حقوق، وأنا وزملائي لدينا ما نقدمه لهذا المجتمع ولدينا الإمكانية لكي نسهم في تنميته. ويشارك فرسان أماني همومها ومطالبها وهو يقف جوارها ويحمل يافطة كتب عليها: من حقي أن أتعلم ومن حقي أن أعمل، ويقول: ما نؤكده اليوم أننا بحاجة إلى أفعال وليس أقوال لتطبيق حق العمل وفق نص القانون، ويجب عن ترحيل المشكلة بل الوقوف ومعالجتها من قبل الحكومة. ويشدد المدير الاقليمي لبرنامج التأهيل المجتمعي في الشمال د.علام جرار على أن المشكلة التي تعاني منها هذه الفئات، هي التعسف في تطبيق القوانين الناظمة لحقوقهم، وهم يجتمعون ويعتصمون لكي يحاوروا مجتمعهم من أجل الخروج من عنق الزجاجة، وإيجاد حلول منطقية لكثير منهم ممن يظلمون فقط لأنهم يعانون إعاقات لا تمنعهم من أداء دورهم ورسالتهم في المجتمع. وأضاف: هذه الفعاليات الاحتجاجية تعبر عن حالة الاحتقان سيما لدى الخريجين وأصحاب الشهادات من هذه الفئة ، ونحن نسعى إلى تسهيل وصولهم إلى صانع القرار لكي يسمع ويرى بشكل مباشر. وأكد أن مشكلة مراكز التدريب المهني تشكل أحد العقبات الأساسية في فتاحة الفرصة لذوي الإعاقة لاكتساب المهارات والانخراط في سوق العمل، وبالتالي المطلوب أن يكون ذلك جزءا من الخطة الإستراتيجية لوزارة العمل. ولا يخفيك مشهد نحو 200 من ذوي الإعاقة وهم يتجمعون أمام وزارة العمل في رام الله مستوى التحدي والإرادة التي يبرزونها ودرجة التصميم الذي يتحدثون به مما يجعل كل مستمع لهم يعيد النظر في تقييمه لطريقة التعامل معهم والبحث عن آليات لإنصافهم في المجتمع. وخلال لقاء جمعهم عقب الاعتصام مع وكيل وزارة العمل د. حسن الخطيب: عرضت جيهان الشولي أهداف هذا التجمع، مؤكدة أن المطلوب هو تنفيذ للقانون الفلسطيني الخاص بذوي الإعاقة، وتحقيق حاجتهم للعمل والتدريب المهني. وشددت على أن المجتمع الفلسطيني لا يقوم إلا بشبابه وشهاداته، ومنوهة في الوقت ذاته إلى أن برنامج التأهيل المجتمعي يهدف إلى تطوير قدرة العمل لذوي الإعاقة وليس دعم الاحتياج إلى الدعم أو المعونة. من ناحيته أكد وكيل الوزارة أن حل إشكالية العمل بشكل كامل له أولوية واستحقاق في الوزارة ويجري البحث عن الوسائل المنطقية والمعقولة لاستيعاب اكبر كمية من ذوي الإعاقة في صفوف العاملين، مؤكداً أن في هذا الوطن أناساً يحملون هم هذه الشريحة، ويرفعون مطالبها في كثير من المحاور والنقاشات. من جانب آخر طالب أحد ذوي الإعاقة المشاركين في الاعتصام، تفعيل مراقبة الدولة على المشاغل والمصانع، وضمان تنفيذ القوانين المتعلقة بالعمل والعمال دون تمييز بسبب الإعاقة. بعد ذلك تحدث كل من آصف آصف، مدير عام التشغيل في الوزارة، وإيمان عساف رئيسة وحدة النوع الإجتماعي، مؤكدين حاجة الوزارة إلى قاعدة بيانات حول واقع وظروف ذوي الإعاقة، للقيام بتشغيل أكبر عدد منهم من خلال إدراجهم، وداعين إلى التعاون والتواصل بين الوزارة و بين برنامج التأهيل المجتمعي التابع لكل من جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية والهلال الأحمر الفلسطيني وشبكة أصوات، من خلال مدهم بالبيانات المطلوبة والإبقاء على تواصل متين بين الجهتين لتحقيق نسبة متقدمة من التشغيل لذوي الإعاقة. من جانبه تحدث منسق شبكة الأهالي أصوات ذاكر قلالوة، عن اقتراحات تهدف إلى تحفيز الحكومة لأصحاب العمل والمصانع، لتشغيل أكبر عدد من ذوي الإعاقة في المؤسسات والهيئات التشغيلية. وأكد أن هذا الأسلوب كفيل بضم عدد كبير من ذوي الإعاقة إلى القوى العاملة الفلسطينية، وتخفيف حالة البطالة المستشرية في المجتمع، منوهاً في الوقت ذاته إلى أن عمله على خط التماس مع ذوي الإعاقة الذهنية يجعله مدركاً إلى حد كبير لأي جهود تخفف من معاناة أهاليهم وعائلاتهم. وشددت سمر شوكت، من الإغاثة الطبية الفلسطينية نية البرنامج تحقيق تواصل مستمر مع مختلف مديريات الوزارة، لتخفيف العبء عن ذوي الإعاقة بشكل دائم بعيد عن الموسمية والتذبذب في العمل والإنجاز. |