وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الـمـشـاركـة الـفـلســطــيـنـيـة و دورة الألعاب الـعــربـــيـــة

نشر بتاريخ: 06/12/2011 ( آخر تحديث: 06/12/2011 الساعة: 18:58 )
كتب : فهد محمد

لـم يبقى من الزمن سوى أيام ، والمكان العاصمة القطرية ، وتنطلق دورة الألعاب العربية " العاب الدوحة 2011 " ، الأنباء القادمة من الدوحة تؤكد الرغبة الجامحة والواثقة بتقديم دورة عربية بمواصفات عالمية ، من الناحية الفنية والإدارية ، وتجاوز حاجز الدورات العربية التقليدية السابقة في التنظيم ، ووعود المنظمين بإخراج حفل افتتاحي وختامي أسطوري ، يضاهي الاحتفالات الدولية ...

لعل ما يهُمنا ويلج في خاطرنا هنا ، المشاركة الفلسطينية التي لم تغب شمسها عن المحافل والدورات العربية ، منذ انطلاقها في مدينة الإسكندرية قبل " 58 عاماً "، باستثناء دورة لبنان العام 1979 نظراً لظروف قاهرة ، هي تأكيد دوماً على الانتماء الفلسطيني لعمقه العربي ، وتعزيز علاقته بمحيطه وامتداده الجغرافي والتاريخي ، للتعبير عن الهوية العربية والإسلامية لأرض فلسطين ...

وتأتي النسخة الثانية عشرة من البطولة العربية ، كتحدي ورهان جديد للرياضة الفلسطينية ، إذ تعد الدورة من أميز واكبر المشاركات التي يشهدها التاريخ الرياضي الفلسطيني ، بعد الإعلان عن حجم البعثة والوفد المرافق والمُقدر بأكثر من 160 رياضي في 16 لعبة رياضية مختلفة ، منها الجماعية والفردية ، للتنافس على حصد الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية ، ورفع العلم الفلسطيني خفاقاً في سماء دوحة العرب ، في خطوة تعتبر على قدر من الأهمية ، مفادها أن الرياضة الفلسطينية ، ما زالت حيا وصامدة أمام الصعوبات والمعيقات التي تواجهها ، وتواجه أبطالها في كافة الألعاب والأنشطة الرياضية ...

وان مشاركتنا ولأول مرة تتميز " بالعدد والـكـم " ، في تاريخ الدورات العربية ، فالأمنيات الخالصة أن تمتاز أيضا " بالنوع والكيف " وحصد الميداليات ، كحق مشروع وطبيعي في ظل ظروف رياضية يعتبرها الجميع رافعة غير مسبوقة ، يمكننا من خلالها تحقيق شيء يذكر للرياضة الفلسطينية ، رغم افتقارها الكثير من الإمكانيات ، والدعم المتوفر لأغلب البلدان العربية ، المستعدة لفعاليات وأنشطة الدورة منذ شهور وسنين عديدة ...

طموحاتنا ورغبتنا كفلسطينيين كبيرة في تلبية لهفتنا بتحقيق انجاز وولوج منصات التتويج ، وقد تنحصر في بعض الألعاب الفردية مثل التايكوندو والكاراتيه والجودو والمبارزة ، خاصة أن سقف التوقعات قد ينحدر إلي ادني معدلاته ، في الألعاب الجماعية ، طبقاً لحقائق ووقائع على الأرض ، لها علاقة بخبرات تراكمية ، وانجازات قارية ، واستعدادات جدية مبكرة ، وفي وجود كوكبة من المنتخبات العملاقة في تلك الألعاب ، على الصعيد العربي والآسيوي ، والأفريقي ، وحتى الدولي ...

إلا أن ثقتنا كبيرة ، في خيرة شبابنا المشاركين ، بنقش تاريخ رياضي فلسطيني بأحرف من ذهب ، والعودة مرفوعين الرأس بعدد وافر من الميداليات ، وان افتقدنا للنفط وكنوز المال للاستعداد والتحضير جيدا للدورة ، فلدينا العزيمة والإرادة وقوة الإنسان الفلسطيني وجبروته ، التي خلقت من العدم مايذكر ، وان رجعنا للذاكرة وتحديدا العام 1999 في دورة ألعاب الحسين في الأردن الشقيق ، وما حققه فريقنا الوطني " الفدائي " لكرة القدم من برونزية العرب ، في أقوى وأصعب العاب الدورة جماعية ، وما حصده أبطالنا من ميداليات ، على مدار أكثر من نصف قرن تقام فيه الدورات العربية ، لخير دليل على أننا قادرون على منافسة العرب ، وترصيع صدورنا بالذهب ، والذي يتطلب من الجميع التركيز والجهد الوفير ، واحترام المنافسين ، والإيمان بقدرتنا تجاوز حدود المشاركة الشرفية للمنافسة .

مع دعوتنا لأبناء الجالية الفلسطينية في دولة قطر الشقيق ، مساندة كافة منتخباتنا الوطنية ، والشد من أزرها والوقوف خلفها ، في مختلف الألعاب الجماعية والفردية .

والله الموفق